الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

43 قتيلاً و100 جريح بسيارتين مفخختين في تركيا

43 قتيلاً و100 جريح بسيارتين مفخختين في تركيا
12 مايو 2013 12:07
قتل 43 شخصاً وأصيب نحو 100 آخرين في انفجار سيارتين مفخختين في بلدة الريحانية التركية القريبة من الحدود مع سوريا أمس، بحسب وزير الداخلية التركي معمر جولر، في هجوم يعد الأعنف من بين سلسلة هجمات دموية شهدتها المنطقة الحدودية مؤخراً. واكد جولر لقناة “إن تي في” الإخبارية، أن حصيلة التفجيرين مرشحة للارتفاع لأن 29 مصاباً أصيبوا بجروح بالغة. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتالاي، إن النتائج الأولية للتحقيق في التفجير المزدوج، أظهرت أن المهاجمين على صلة بجهاز الاستخبارات السوري. كما أكد وزير الداخلية التركي، أن منفذي الهجمات مرتبطون بمجموعات قريبة من النظام السوري، وقال غولر “تم تحديد هويات الأشخاص والمنظمة الذين نفذوا الهجوم. تبين أنهم مرتبطون بمجموعات تدعم النظام السوري وتدعم أجهزة استخباراته”. واندلعت احتجاجات في الريحانية بعد ساعات من التفجيرين، بينما يلقي بعض سكان القرية باللائمة على سوريين مقيمين في جلب العنف عبر الحدود، بينما يشكو آخرون السياسة الخارجية التركية. وأظهرت لقطات فيديو مشاهد لسكان يحطمون زجاج السيارات التي تحمل لوحات معدنية سورية. وأعلن جولر أن التفجيرات سببها سيارتان مفخختان انفجرتا بالقرب من مبنى البلدية ومكتب البريد في بلدة الريحانية بمحافظة هاتاي التي تبعد ثمانية كلم عن معبر حدودي مهم مع سوريا. وقال جولر إنه تم إرسال الحاكم المحلي إلى الريحانية “لاتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية”. وهرعت العديد من سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار، بحسب ما عرض تلفزيون “سي إن إن-ترك” الذي أضاف أن أضراراً جسيمة لحقت بمبنى البلدية. وقالت وكالة الأناضول إن الانفجارين كانا قويين وانهمك المسعفون في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، لافتة إلى تدمير سيارات عدة جراء الانفجارين. كذلك، أصيبت البلدية بخسائر جسيمة، وتسبب الحادث في انقطاع الكهرباء في كل المنطقة التي تجاور الريحانية. وحسب وزير الداخلية، فإن المتفجرات تم زرعها في سيارتين، ثم جرى تفجيرهما أمام مبنى الإدارة المحلية ومصلحة البريد. بدورها، أرسلت السلطات إلى مكان الحادث 15 سيارة إسعاف، إضافة لمروحية طبية لنقل الحالات الخطيرة. ولا يستبعد أن يكون من بين الضحايا والمصابين سوريون من صفوف اللاجئين، إلا أنه لم تتوافر معلومات عن ذلك حتى الآن. وعلى خلفية جو الهلع الذي ساد المدينة، وقعت بعض الاحتكاكات المحدودة بين السكان المحليين واللاجئين السوريين، ما اضطر الشرطة إلى إطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الجموع المتشابكة. وتعرضت هذه البلدة إلى سقوط قذائف مورتر من الجانب السوري في وقت سابق. في هذا الشأن، أشار الإعلامي أبوطالب البوحية في اتصال مع قناة “روسيا اليوم” من دمشق، إلى أنه من غير المعروف بعد من أطلق القذائف باتجاه تركيا، الجيش السوري أم المجموعات المسلحة. وكانت القناة تحدثت قبيل ذلك عن وقوع انفجار ثالث في حي سكني يبعد مئات الأمتار من وسط بلدة الريحانية، لافتة إلى أن فرق الإطفاء والإسعاف وقوات الأمن توجهت إلى المكان. وفي وقت لاحق، هز انفجار ثالث بلدة الريحانية من دون أن تكون له صلة بانفجارين سابقين، وفق ما نقلت قناة “إن تي في” الإخبارية عن وزير الداخلية. وقال غولر للقناة إن “الانفجار الثالث نتج عن انفجار خزان وقود في سيارة. لا صلة له أبداً بالأحداث”، من دون أن يشير إلى وقوع ضحايا جراء هذا الانفجار. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن الهجمات قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سوريا أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد. وقال أردوغان في تصريحات بثها التلفزيون التركي “إننا نمر بأوقات حساسة، حيث بدأنا عهداً جديداً يشهد عملية حل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد، يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال”. وأضاف “هناك قضية حساسة أخرى، وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سوريا، وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات”. وشدد أردوغان من جهته على أن “كل وحدات الاستخبارات” مستنفرة لتحديد المسؤولين عن الهجومين. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج، إن النظام السوري من بين المشتبه بضلوعهم في الهجوم. وصرح ارينج لتلفزيون “ان تي في”، بأن النظام السوري “بأجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتأكيد أحد المشتبه بهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها”وقال ارينج لقناة “ان تي في”، “مع أجهزة استخباراتهما ومجموعاتهما المسلحة، فإن النظام السوري والأسد هما بالتأكيد بين المشتبه بهم التقليديين في تنفيذ مشروع شيطاني مماثل، بل والتخطيط له”. لكنه تدارك أن التحقيق في التفجيرين لا يزال في بدايته. وذكر أن السلطات التركية سبق أن حملت الاستخبارات السورية مسؤولية تفجير بواسطة سيارة مفخخة، أسفر عن 17 قتيلاً و30 جريحاً في 11 فبراير عند معبر حدودي قريب من الريحانية. وقال ارينج أيضاً “مهما يكن المخطط أو المنفذ، مهما كانت القوة التي يتمتع بها، سنتولى المحاسبة”.وأفادت قناة “ان تي في” بتوقيف 5 أشخاص، من بينهم 3 سوريين، على خلفية الانفجارات في الريحانية. من جانبه، لفت وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى “تزامن” الهجومين مع “تسريع” وتيرة الجهود لحل الأزمة السورية، خصوصاً مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لواشنطن في 16 مايو. وقال داود أوغلو للصحفيين خلال زيارته لبرلين “ليست مصادفة أن يحصل هذا في مرحلة تتسارع فيها الجهود في العالم أجمع لحل النزاع” في سوريا. ووجه الوزير التركي تحذيراً، وقال “لقد اتخذت قواتنا الأمنية تدابير، لن نسمح باستفزازات مماثلة في بلادنا”. ودان الائتلاف الوطني السوري “الهجمات الإرهابية” في الريحانية. وقال في بيان أنه “يؤكد وقوفه وأبناء سوريا جميعاً إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق”. وأضاف أن الهجمات “تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله اللاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين”. وفي باريس، دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “بشدة” تفجير السيارتين المفخختين في البلدة التركية، وقال في بيان “أدين بشدة الاعتداء الذي ضرب بلدة الريحانية في تركيا في جوار الحدود السورية”، مبدياً “التضامن مع السلطات والشعب التركيين”. وتأتي تفجيرات أمس بعد يومين من تصريحات أردوغان التي قال فيها إنه يعتقد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية وتجاوز “الخط الأحمر” الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما. ونددت الولايات المتحدة بشدة بالتفجير المزدوج، وتعهدت بالتضامن مع تركيا في تحديد الجناة. وقال السفير الأميركي لدى تركيا فرانسيس ريتشاردوني “الولايات المتحدة تستهجن بشدة الهجوم الوحشي، وتقف إلى جانب شعب وحكومة تركيا لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة”. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عبر موقع تويتر “نقف إلى جانب الشعب التركي”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©