أفكار

المبادئ..... كالسنديانة كلما تفرعت جذورها في الأعماق، ازداد العقل نضجاً وثراءً فكرياً، فهي تقهر المصاعب لأنها منبع العقل الثوري، فمن يملك هذا النبع الفكري فمن الصعب قهره وإنْ كان في خضم المأساة. نعم أو لا..... من ناحية المظهر الخارجي، صممت هاتان الكلمتان بشكل هندسي مختصر، وهذا يفسر المنطق الحقيقي لما يسمى المظهر الخارجي، فهو ليس أداة للتحليل، بل وسيلة للتعريف بالشكل لكن من الجانب الفكري والفلسفي، أي المضمون، تعتبر هاتان الكلمتان ذواتي وزن وقيمة للرأي والرأي الآخر، فمن خلالهما يمكن الحصول على النصاب القانوني لأي قضية كانت بسيطة أو معقدة، وهنا يطغى مفهوم المضمون على الشكل، أي الكل على الجزء، وهذه الحيثية تعبر عن إرادة وتوجهات وطموحات أمم الأرض في حال برزت بمضمونها، فهي تتجه وتتخذ منحى تاريخياً، لكن يطل مشهد آخر على هذا الطرح ألا وهو اتخاذ القرار، وهنا يصعب تحديد الصواب والخطأ فالعملية تخضع للتحليل والتفسير. نعم أو لا..... لا أو نعم أو نعم لكليهما أو لا لكليهما إنه جدال شائك ومعقد بين جبلين متلاصقين خاليين من معبر للوصول إلى نقطة الهدف..... إلى القرار. الشك والحجة..... ما أن يغوص المثقف في دروب ومسالك الفكر والفلسفة حتى يظهر مفهوم الشك، هنا تولد لم وكيف ومتى وأين ولماذا، إذن من هذا المنطلق لا فائدة من السباق في هذا المضمار رغم إدمان المثقف الدخول إليه، ورغم تسلحه بالفكر والفلسفة من مصادر سابقة، لكن ما أنْ تزول الحجة حتى يبدأ الشك، وما أن يبدأ الشك حتى تزول الحجة. عرس اللقالق..... تسارع الأحداث التي يمر بها العالم يومياً ونقلها بصورة كثيفة على شاشات التلفزة، صنع فجوة هائلة مليئة بالتساؤلات في عقل الفرد، فليس هناك نطاق محدد لما يحدث ولما ينقل في بث حي ومباشر، حيث لا حدود، فلقد تلاشت وأصبح من المستحيل السيطرة على الخبر والحدث والمشهد.لذا فالمصطلح الأكثر صلاحية لهذا التسارع وهذه الكثافة في رصد الأمور والقضايا، هو عرس اللقالق. ايفان زيباري