مستشفى الكويت يستقبل 250 حالة إنهاك حراري

استقبل قسم الطوارئ بمستشفى الكويت في الشارقة خلال أسبوع أكثر من 250 حالة إنهاك حراري، تعرض لها عمال من كل الجنسيات، وذلك نتيجة للارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة التي تعيشها البلاد في الفترة الحالية. وكشفت الدكتورة نيلوفا قريش رئيس قسم الطوارئ بالمستشفى أمس أن جميع الحالات تم تقديم العلاجات اللازمة لها وغادرت المستشفى باستثناء حالة واحدة فقط توفيت يوم الأربعاء الماضي، وهي لعامل من الجنسية الهندية يبلغ من العمر 27 عاماً، وصل إلى المستشفى في حالة إعياء شديدة. وتابعت أن المتوفى تبين أنه كان قادماً من بلاده للعمل داخل الدولة منذ أربعة أيام فقط قبل الوفاة، ما يؤكد أنه لم يعتد على تلك الأجواء الحارة، كما أنه تعرض لحالة إعياء شديدة قبل الوفاة. وأفادت بأن قسم الطوارئ في المستشفى لم يسبق أن استقبل تلك الأعداد الكبيرة لعمال مصابين بالإنهاك الحراري من قبل وأن جميع الأسرة داخل القسم كانت شاغرة بالعمال المصابين، خصوصاً خلال فترة الظهيرة، مرجعة ذلك للارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة التي تعيشها ليس البلاد فقط، بل طالت العديد من البلدان الأخرى، والتي فاقت الـ 46 درجة بصورة متكررة الفترة الماضية. وأشارت إلى أن يومي الأربعاء والخميس الماضيين شهدا أكثر من مائة حالة إنهاك حراري، وذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن الكثير من المناطق في الإمارة، مما عرض الكثيرين للضعف والإعياء لشدة الحرارة والرطوبة، لافتة إلى أن القسم كان في حالة ضغط كبيرة للتعامل مع المرضى وتوفير العلاجات اللازمة لهم. وأوضحت الدكتورة نيلوفا أن جميع الحالات التي استقبلها المستشفى من المصابين بالإنهاك الحراري، ممن يعملون في مجال المقاولات أو الذين تجبرهم طبيعة عملهم على البقاء في مواقع العمل لفترات طويلة، وسط الأجواء الحارة والرطوبة الشديدة، حتى وإن كانت في الظل، والتي تعرضهم لفقد كميات كبيرة من المياه والأملاح، نتيجة التعرق الشديد من أجسامهم. وبينت أن المستشفى يعتبر المرجع الرئيس في الإمارة للعمالة الوافدة مما يجعله في حالة ضغط شديدة من قبل المراجعين وزيادة أعدادهم، مشيرة إلى أن الحالة الواحدة كانت تستقر في قسم الطوارئ لقرابة الثلاث ساعات تحت العناية إلى أن يتأكد الكادر الطبي أنها استقرت ولا خوف عليها من مضاعفات لاحقاً. وذكرت رئيسة قسم الطوارئ بالمستشفى أن أعراض الإنهاك الحراري تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالصداع والإنهاك العام والشعور بالدوخة والغثيان أحياناً والضعف العام والتعرق الشديد وشحوب اللون وتقلصات العضلات والمعدل السريع والضعيف لنبض القلب والتنفس العميق والسريع أيضاً. وبيّنت أن الكادر الطبي بالمستشفى يتعامل مع الحالات بجدية كبيرة وتقدم لهم كل العلاجات اللازمة إلى أن تستقر حالتهم، كما تمدهم، بعد شفائهم، بنشرات توعوية حول الإنهاك الحراري، تفيدهم وتفيد زملاءهم، في التعامل مع الحالات التي تتعرض لتلك التوترات الحرارية، مثل الاستلقاء على الظهر ورفع القدم وشرب كوب من الماء كل خمس عشرة دقيقة وتعريض المصاب للتكييف لتبريد جسمه ووضع ملابس مبللة على جسمه.