الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..لغة خليجية مختلفة في «كامب ديفيد»

غدا في وجهات نظر..لغة خليجية مختلفة في «كامب ديفيد»
12 مايو 2015 21:46

لغة خليجية مختلفة في «كامب ديفيد»
يقول محمد خلفان الصوافي إن الدور الإيراني الحالي والمستقبلي في المنطقة، يمثل علامة فارقة في تحديد بوصلة العلاقات الخليجية الأميركية. وصلت الرسالة السياسية الخليجية إلى البيت الأبيض. فالخليجيون لم يعودوا يتقبلون ما يمكن أن يفرضه الآخرون عليهم حتى لو كانوا من الحلفاء الاستراتيجيين أو التقليديين. بدا واضحاً أن الجميع يبحث عن مصالحه السياسية وفق مبدأ «ليس هناك صديق دائم، وليس هناك عدو دائم». ربما هذا ما تفعله السياسة الأميركية حالياً.
وبالنظر إلى ما يحدث في منطقتنا، لم يعد «أمن الخليج» بتلك الأهمية التي كان عليها بعد قيام الثورة الإيرانية، حيث كان يكفي دول الخليج قبل ثلاثة عقود «ميثاق شرف» مع أميركا لكي تتدخل لحماية المنطقة. لكن اليوم هناك قلق -مفهوم- لدول الخليج بناءً على العديد من المواقف السياسية للإدارة الأميركية، أهمها الاتفاق النووي الإيراني الذي يتوقع أن يتم التوقيع عليه مع نهاية يونيو المقبل.
وبلا شك، فإن الإدارة الأميركية شعرت بالقلق العميق من التحركات «الذاتية» للدول الخليجية دفاعاً عن مصالحها الاستراتيجية وبعيداً عنها، سواء كانت تلك التحركات نحو روسيا أو فرنسا، أو كانت على شكل مبادرات السياسية وعسكرية لحماية أمنها مثل العملية العسكرية في اليمن لوقف التمدد الإيراني. وفي الواقع، فإن مجموعة السياسات الأميركية التي برزت على الساحة خلال الأعوام الثلاث الأخيرة، دفعت دول الخليج إلى تطبيق سياسة «عدم وضع كل البيض في سلة واحدة».

الخليج وفرنسا.. كسر الاحتكار الاستراتيجي
يرى باسكال بونيفاس أن التقارب الفرنسي الخليجي ينطوي على رسالة مهمة من دول المنطقة إلى أوباما مفادها أنها ليست مضطرة للاعتماد المطلق على أميركا. كان تشريفاً لافتاً وكبيراً ذاك الذي حظي به الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عندما حل ضيفاً على الرياض في 5 مايو الجاري، حيث كان أول رئيس دولة غربي تُوجه إليه دعوة حضور اجتماع مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو دليل واضح على مدى التقارب الحاصل حالياً في العلاقات بين فرنسا ودول الخليج والذي جاء نتيجة عدد من التحولات والمستجدات كان أولها قدوم الرئيس أولاند نفسه إلى سدة الرئاسة ليستكمل ما كان قد بدأه الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، هذا الأخير يعاب عليه في دوائر السياسة الفرنسية وحتى الخليجية ميله الواضح لقطر على حساب الدول الأخرى، الأمر الذي حاول أولاند إصلاحه بإعادة التوازن إلى العلاقات الفرنسية الخليجية وإيلاء الأهمية إلى السعودية والإمارات، دون التفريط في العلاقة المتميزة مع الدوحة.
وبالطبع سهل من هذا التوازن في العلاقات الفرنسية الخليجية أجواء المصالحة التي تسود بين السعودية والإمارات وبين قطر بعد التوتر الذي كان قد اعترى العلاقات بينهما في الآونة الأخيرة على خلفية التباين في وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية، فكان أن لجمت قطر من حدة مساندتها للإخوان المسلمين في مصر، وخففت انتقاداتها للنظام الجديد في القاهرة، ولا ننسى أيضاً التقارب الحاصل في الملف السوري بين الأقطاب الخليجية والتوافق بين دولها على ضرورة مغادرة الأسد للسلطة.
ومن جهة أخرى يمكن تفسير التقارب الفرنسي الخليجي الأخير، الذي جاءت مشاركة أولاند في القمة الخليجية التشاورية لتؤكده بالمناخ الاستراتيجي الخاص الذي يعم المنطقة في هذه المرحلة، فقد أدركت بلدان المنطقة، وخاصة بلدان الخليج العربي، المواقف المتشددة التي تبنتها فرنسا خلال المفاوضات النووية الجارية مع إيران، وحرصها الواضح على الضمانات الكافية في الملف النووي حتى لا تتمكن إيران من خداع المجتمع الدولي وامتلاك السلاح النووي، هذا في الوقت الذي لم تخفِ فيه الدول الخليجية شكوكها إزاء الموقف الأميركي، وتحديداً إدارة الرئيس أوباما التي يبدو أن همها الأول إحراز تقدم في الملف النووي مع إيران وتحقيق اختراق دبلوماسي أخير ينهي به أوباما ما تبقى من ولايته، ومن هنا الخوف من أن تنجرف الإدارة الأميركية وراء البحث عن إنجاز دبلوماسي تقدم فيه تنازلات كبيرة لإيران وتضحي بأمن الخليج.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©