السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف ناوري يحاور الشعر وعلاقته بالمؤسسة

يوسف ناوري يحاور الشعر وعلاقته بالمؤسسة
11 مايو 2012
نظمت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي محاضرة للباحث المغربي الدكتور يوسف ناوري تحت عنوان “الشعر والمؤسسة، بيوتات الشعر في الوطن العربي هل ساهمت في حل أزمة الشعر؟”. وفي تقديمه للناوري قال الشاعر العراقي حازم التميمي “وأنا أقرأ هكذا عنوان “الشعر والمؤسسة” تغريني هذه الواو بالقدر الذي استمتع بلذة اكتشافها، فهذه الواو حديثة، درج الباحثون على استخدامها في عنوانات بحوثهم وكتبهم من قبيل الشعر والعلم، والشعر والثورة، والشعر والعقل، وصولاً لعنوان محاضرتنا اليوم الشعر والمؤسسة”. ثم استهل الدكتور يوسف ناوري محاضرته وأشار إلى أنها تتوجه بالمساءلة لمجموعة من المحاور وهي أولاً مفهوم المؤسسة وحضورها في تاريخ الثقافة والقصيدة العربيتين، وثانياً يتساءل ناوري هل أن بيت الشعر يشكل مؤسسة ذات فاعلية في راهن الشعر المعاصر ثم يعرج على سؤال آخر هل المؤسسة نتاج الأزمة أم عقلة التغيير وأخيراً يدرس المؤسسة والأزمة مشترك القصيدة المعاصرة. ويرى ناوري أن مفهوم المؤسسة ظل بعيداً عن التناول في الأدبيات والفكر العربي الحديث وأن هذا لا يعني أبداً غياب الوعي بحضورها وأثرها، فكل مظاهر الحياة مشتركة بين الناس، وما يتخلق عنها من خطابات وتعبيرات اجتماعية وثقافية سياسية أو اقتصادية. وتطرق ناوري إلى عدة مفاهيم لأصحاب مدارس نقدية غربية في إطار فهمهم للمؤسسة إذ أدرج مفهوم سوسير بأن اللغة مؤسسة اجتماعية تتحقق بمجموعة من القواعد، وكذلك رأي فوكو في أن المؤسسة تتمركز في صلب الخطاب حيث جعل الخطاب محور الحقيقة والانتظام. وحول الشعر العربي رأى ناوري أنه ارتهن في وجوده ومساره لفعل المؤسسة لأسباب تاريخية، حيث قامت المؤسسة بدور مهم في تاريخ الشعر العربي، إذ أن الصراعات والتطورات أثرت في مسارات القصيدة العربية والانتماءات المذهبية للشعر أولاً وللرؤى الثقافية ثانياً. وتساءل يوسف ناوري: هل تشكل المرافق الثقافية والجمعيات المدنية مؤسسات فاعلة في مسار الشعر العربي الحديث؟ وأجاب ناوري عن تساؤله ذاك من خلال قراءة المؤسسة بوصفها ممارسة وتعبيراً وسلطة، وتحدث عن مفهوم مصطلح “المؤسسة” كونها “مجموع الأشكال أو البنيات المجتمعية التي نشأت بفعل قوانين أو أعراف تعكس النظام العام”. وأورد ناوري تعريفاً آخر للمؤسسة كونها “القواعد والأعراف والنظم والأيديولوجيات والمنظمات والروتين والقيم التي تؤطر الحياة”. وتساءل أيضاً هل توفرت للشعر العربي عبر تاريخه مؤسسات رعت ممارساته وتعبيراته وحملت من ثمة مساهماته إلى الثقافة العربية. واعتبر الإجابة عن هذه الأسئلة يطرحها موضوعة في صيغة العطف “الشعر والمؤسسة”. وأشار الباحث إلى مفهوم سلطة المراقبة التي تعمل بها المؤسسة في اختيار نمط من الخطاب الشعري ومدى تعارض ذلك مع نوع الخطابات الشعرية المختلفة، كذلك تطرق إلى مفهوم سلطة الاعتراف بالشاعر المشارك، وكذلك إلى سلطة اختيار النموذج. وتحدث ناوري عن “بيت الشعر” بوصفه مؤسسة، كونه غير بعيد عن هذه الوظائف، بالرغم أنه يقوم على مبدأ تواصل الخطاب وتبادله إلا أن بيت الشعر يحاصر صدور الخطاب الآخر والاعتراف به. وتطرق ناوري إلى مفهوم ميشيل فوكو لنظام الخطاب وكيف تمارسه المنظومة الثقافية “بيت الشعر” من جانبي الحصر والإقصاء وما يمكن أن تتحول إليه المؤسسة فتصبح منظومة من وكلاء مصالح ضمن المجال الرمزي، ومدى امتلاكها شرعية مراقبة الخطاب. وتحدث عن بيوتات الشعر في المغرب والجزائر وتونس وفلسطين، كما تطرق إلى وظيفة المؤسسة الإنتاجية والمساهمة في المجال الثقافي - الرمزي. واختتم ناوري مفاهيمه حول العلاقة بين الشعر والمؤسسة بأن بيوت الشعر أعادت تنبيهنا إلى أهمية الشعر وضرورته في ثقافتنا المعاصرة ومساهمتها في الانتصار لقيم الحداثة كشرط للقصيدة والحياة وعقلنة العلاقة بينهما، وهي حجة السلطة الرمزية التي امتلكها بيت الشعر بالرغم أن ناوري لا يخرج عن مفهومين - مهمين - اعتبرهما أساساً لقيام بيت الشعر هما أولاً أن بيوتات الشعر - كما يرى- هي جبهة تنتصر لخطاب أو لطريقة أخرى في الشعر العربي وثانياً أن المؤسسة سلطة وإخضاع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©