الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحالف الدوحة مع طهران يكلفها «ثمناً باهظاً» يطول أمنها واستقرارها

تحالف الدوحة مع طهران يكلفها «ثمناً باهظاً» يطول أمنها واستقرارها
20 يونيو 2018 01:16
أحمد مراد (القاهرة) حذر خبراء في الشؤون الخليجية والإيرانية من خطورة الرسائل التي حملها مضمون الاتصال الذي أجراه الأمير القطري تميم بن حمد مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤكدين أن ما جاء في الاتصال يؤكد وجود رغبة مشتركة للدوحة وطهران لهدم ثوابت الأمن القومي العربي والخليجي وتجاوز خطوطه الحمراء، وأن الدوحة ما زالت مصرة على «المكابرة والعناد» والسير في «الاتجاه المعاكس» بهدف الإضرار بالمصالح العربية لحساب المصالح الإيرانية، كاشفين عن وجود «نية مبيتة» لدى النظام القطري لتجاهل مطالب ودعوات كافة الدول العربية والخليجية الداعية إلى تحجيم الدور الإيراني المشبوه في ملفات وقضايا وأحداث المنطقة العربية. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية، قد كشفت عن مضمون الاتصال الهاتفي الذي تلقاه روحاني من تميم، والذي أعرب خلاله أمير قطر عن تطلعاته الشخصية لتعزيز وتعميق العلاقات بين قطر وإيران، مشدداً على أنه يتابع «شخصياً» عملية تطوير العلاقات بين البلدين، فيما أعرب روحاني عن أمله في أن تتمكن طهران والدوحة من الاستفادة من القدرات العديدة المتاحة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مشدداً على ضرورة إجراء مشاورات بين الدوحة وطهران حول ملفات إقليمية وتعزيز أسس التعاون المتبادل من أجل تحقيق المصالح المشتركة. وتعليقاً على مضمون الاتصال، أوضح د. سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بالقاهرة، أن مضمون الاتصال يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الدوحة ما زالت مصرة على «المكابرة والعناد» والسير في «الاتجاه المعاكس»، وذلك بهدف الإضرار بالأمن القومي الخليجي والعربي، والذي تحاول إيران بمساعدة قطر أن تهدم ثوابته وتتجاوز خطوطه الحمراء من أجل بسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة العربية ،حتى تكون بمثابة «ورقة ضغط» تستغلها طهران في مفاوضاتها مع الغرب، وبالتحديد مع واشنطن حول برنامجها النووي. وقال: أما فيما يتعلق بتوافق الرؤى ووجهات النظر القطرية والإيرانية حول الملف اليمني، فأيضاً هذا الأمر ليس بالأمر الجديد، وهو أمر كان واضحاً وضوح الشمس منذ إطلاق الشرارة الأولى لعمليات عاصفة الحزم في مارس 2015، حيث حرصت طهران والدوحة على مساندة ودعم الميليشيات الحوثية ضد قوات التحالف العربي، وجاءت مواقف البلدين متوافقة تماماً في كل أحداث وقضايا الملف اليمني، سواء قبل عاصفة الحزم أو بعدها، ورغم مشاركة قطر بعدد محدود من الجنود والمعدات العسكرية ضمن قوات التحالف العربي، فإن هذا كان مجرد «ستار» للتشويش على الدعم القطري للميليشيات الحوثية، وهو الأمر الذي كشفته دولة الإمارات العربية المتحدة عندما أعلنت عن قيام النظام القطري بتزويد الحوثيين بمعلومات استخباراتية ترتب عليها استشهاد عدد من جنود وضباط قوات التحالف العربي، من بينهم 45 جندياً إماراتياً في مأرب، إلى جانب عدد من جنود السعودية والبحرين وقوات الشرعية اليمنية، فضلاً عن تعمد النظام القطري تزويد الحوثيين بمعلومات عن العمليات الجوية لقوات التحالف العربي، الأمر الذي ساعد قوات الانقلابيين الحوثيين على إخلاء المواقع قبل استهدافها من قبل قوات التحالف العربي. وبدوره، أوضح المحلل السياسي، بلال الدوي، مدير مركز الخليج للدراسات، أن مضمون الاتصال الذي أجراه تميم بالرئيس الإيراني يكشف عن وجود «نية مبيتة» لدى النظام القطري لتجاهل مطالب ودعوات كافة الدول العربية والخليجية الداعية إلى تحجيم الدور الإيراني المشبوه في ملفات وقضايا وأحداث المنطقة العربية وبالأخص في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، موضحاً أن الدوحة ما زالت تعطي «ظهرها» لأشقائها العرب في سبيل الارتماء في أحضان «ملالي طهران»، وتنفيذ الأجندة الإيرانية الساعية إلى نشر الفوضى والاضطرابات في مختلف الدول العربية، متوهمة ــ أي الدوحة ــ أن تحالفها مع طهران يحقق لها طموحها في أن تكون دولة ذات ثقل عربي وإقليمي ودولي. وقال الدوي: تخطئ الدوحة إذا ظنت أن تحالفها مع إيران يضمن لها البقاء والقوة والسيطرة والنفوذ، بالعكس فقد يكلفها هذا الأمر «ثمناً باهظاً» قد يطول أمنها واستقرارها، لاسيما في ظل وجود رؤية أميركية جديدة أكثر صرامة تجاه إيران ظهرت بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات مغلظة ضد النظام الإيراني، وبالتأكيد لن تتجاهل إدارة الرئيس الأميركي ترامب السياسات القطرية الساعية إلى تعزيز العلاقات مع طهران بصورة تحمل تحدياً للموقف الأميركي الجديد تجاه طهران، وبالتالي من المتوقع أن تكون هناك إجراءات وقرارات أميركية صارمة تجاه قطر. وفي سياق آخر، ربط الباحث والمحلل، محمد أبو النور، الخبير في الشؤون الإيرانية، بين اتصال تميم بروحاني، وبين التطورات العسكرية التي تشهدها مدينة «الحُديدة» اليمنية بعد الضربات الموجعة التي وجهتها قوات التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية للميليشيات الحوثية، مؤكداً أن تحرير «الحُديدة» من قبضة الحوثيين معناه أن هذه الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران فقدت أهم منافذ تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية إليها، فضلاً عن أن ميناء «الحُديدة» يشكل أهم الموارد الاقتصادية للميليشيات الحوثية، والدوحة وطهران تعلمان جيداً أن سيطرة قوات التحالف والشرعية على مدينة الحُديدة ومينائها تعجل من نهاية مغامرة الحوثيين، لذا تحاول الدولتان العمل سوياً من أجل إنقاذ الحوثيين، وهو الأمر الذي يمثل أهم مدلولات الاتصال الذي أجراه الأمير القطري بالرئيس الإيراني، حيث اتفق الطرفان على أن الأزمة اليمنية لا حل عسكرياً لها، ودعا كل واحد منهما بطريقته الخاصة إلى تعزيز الحلول السياسية، وهذا الكلام ليس له أي تفسير سوى أنه محاولة يائسة لإنقاذ الميليشيات الحوثية من الانهيار والسقوط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©