الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اغتيال كاتب أردني أمام قصر العدل وسط عمان

اغتيال كاتب أردني أمام قصر العدل وسط عمان
26 سبتمبر 2016 10:36
جمال إبراهيم، وكالات (عمان) قتل الكاتب الصحافي الأردني ناهض حتر، أمس، أمام قصر العدل في منطقة العبدلي وسط عمان بعد إصابته بثلاث رصاصات بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية إثر نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فيسبوك اعتبر أنه «يمس الذات الإلهية». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن مصدر أمني «القبض على المجرم مطلق النار وضبط سلاحه الناري»، مشيراً إلى أن «التحقيقات جارية معه للوقوف على ملابسات القضية». وقال محمد الجغبير، وهو إعلامي وصديق لحتر كان يرافقه لحضور جلسة المحاكمة مع عدد من الأصدقاء ونجل حتر، لـ«فرانس برس» «كنا نهم بالدخول إلى المحكمة بقصر العدل، حيث حددت جلسة محاكمة حتر عند الساعة 09,30». وأضاف «بينما كنا نصعد درجات مدخل الباب الرئيسي للمحكمة اقترب منا شخص ملتح يلبس دشداشة أخرج مسدساً من كيس كان يحمله وأطلق الرصاص على رأس حتر من مسافة صفر، فسقط حتر قبل أن يطلق القاتل رصاصات أخرى، بينما كنا مصدومين ونحن نرى إطلاق النار». وأوضح «سيارة الإسعاف تأخرت كثيراً بالوصول». وبحسب الجغبير «لم يكن هناك حماية للشهيد رغم أنه كان تعرض للتهديد وطلب توفير حماية من الأمن منذ بدء محاكمته». وأصيب حتر (56 عاماً) بمنطقتي الرأس والرقبة ونقل جثمانه أولاً إلى مستشفى «لوزميلا» ثم إلى مستشفى البشير في عمان، حيث الطب الشرعي. وقال مصدر أمني لـ«فرانس برس»، إن «مطلق النار أردني يبلغ من العمر 49 عاماً وقام بتسليم نفسه لحرس المحكمة». وبحسب وسائل إعلام أردنية، فإن القاتل يحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية، وكان إماماً لأحد مساجد عمان قبل نحو ستة أعوام قبل أن تفصله وزارة الأوقاف.وأعلن مصدر مقرب من عائلة حتر أن «عائلته سترفض تسلم جثمانه لحين ظهور نتائج التحقيق». وأضاف أن «حتر سبق أن تلقى تهديدات بالقتل، وأنه كان خائفاً على حياته، وكان يغير مكان إقامته بين فترة وأخرى». ونددت الحكومة الأردنية بـ«الجريمة النكراء التي راح ضحيتها الكاتب الصحافي ناهض حتر». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن «الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنيّة عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء». وأضاف أن «اليد التي امتدّت إلى الكاتب المرحوم حتّر ستلقى القصاص العادل حتّى تكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة». وأكد الوزير أن «القانون سيطبق بحزم على من قام بهذا العمل الآثم، وأن الحكومة ستضرب بيد من حديد كلّ من يستغلّ هذه الجريمة لبثّ خطاب الكراهية الطارئ على مجتمعنا». وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تغريدة على «تويتر»، إنها «جريمة نكراء وبعيدة كل البعد عن أخلاقنا وقيمنا ونموذج التسامح الذي نفخر به. الأردنيون يعالجون اختلافاتهم بالحوار والقانون وليس بالرصاص». واستنكرت دائرة الإفتاء العام في بيان مقتل حتر، مؤكدة أن «الدين الإسلامي بريء من هذه الجريمة البشعة». ودعت «أبناء المجتمع الأردني جميعاً باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة». بدوره، دان مركز حماية وحرية الصحافيين الأردنيين اغتيال حتر، واعتبر في بيان أن «الرصاصات التي استهدفته هي إرهاب موجه لكل صاحب قلم وكلمة». في بلدة الفحيص غرب عمان والتي تتحدر منها عائلة حتر، نظم عشرات من أبناء عشيرته وأقاربه وقفة احتجاجية للتنديد بمقتله. وقال ماجد حتر شقيق ناهض حتر «احمل رئيس الوزراء ووزير الداخلية والأجهزة الأمنية التي لم تحم شهيدنا البطل» المسؤولية. وأضاف «لقد قتل ناهض حتر بدم بارد بباب المحكمة، بباب اكبر مؤسسة للعدل في الأردن». وكانت السلطات الأردنية افرجت عن حتر في الثامن من سبتمبر لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر على توقيفه. وأوقف حتر في 13 أغسطس الماضي عقب نشره رسماً كاريكاتورياً، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اعتبر مسيئاً للذات الإلهية. ووجه مدعي عام عمان إلى الكاتب تهمتي «إثارة النعرات المذهبية» و«إهانة المعتقد الديني»، وأعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به، مؤكداً أنه «غير مذنب». وكان حتر نشر رسماً كاريكاتورياً، لم يرسمه، على صفحته على «فيسبوك» بعنوان «رب الدواعش» ما أثار جدلاً واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعد أن أكد أن الرسم «يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©