الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما: الوثائق المسربة تبرر تغيير خطتنا في أفغانستان

أوباما: الوثائق المسربة تبرر تغيير خطتنا في أفغانستان
28 يوليو 2010 00:22
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، أن الوثائق السرية بشأن الحرب في أفغانستان التي نشرتها الصحافة، لا تكشف أي جديد حول النزاع بهذا البلد، لكنها تبرر قراره بإعادة النظر في الاستراتيجية الأميركية في ديسمبر الماضي. في حين فتح الجيش الأميركي تحقيقاً جنائياً بشأن تسريب آلاف الوثائق العسكرية السرية، بحسب وزارة الدفاع "البنتاجون". وبدوره، أبدى رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الآميرال مايك مولن "استياءه" أمس من نشر الوثائق المسربة عبر الانترنت، لكنه أكد أن واشنطن كانت أخذت هذه المعلومات في الاعتبار. وفي أول رد فعل له على نشر نحو 92 ألف وثيقة للبنتاجون بشأن الحرب في أفغانستان، تظهر خصوصاً صلة بين عناصر في الاستخبارات الباكستانية ومتمردي "طالبان"، أبدى الرئيس أوباما "قلقه" من هذا التسريب الذي "يمكن أن يهدد أشخاصاً او عمليات" ميدانية. لكنه تدارك في تصريح مقتضب أمام الصحافة في حديقة البيت الأبيض أن "هذه الوثائق لا تكشف النقاب عن مشاكل لم نتطرق إليها خلال نقاشنا العلني حول أفغانستان". وأوضح أوباما أن هذه الوثائق التي ترسم صورة متشائمة عن الوضع الميداني وتغطي الفترة ما بين 2004 و2009، "تشير إلى الصعوبات نفسها التي دفعتني إلى القيام بإعادة نظرة كاملة في سياستنا حول أفغانستان خلال الخريف الفائت". وفي بداية ديسمبر الماضي، وبعد مشاورات استمرت 3 أشهر، أعلن أوباما أنه سيرسل 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان في محاولة لاحتواء تمرد "طالبان". وقرن ذلك بتحديد موعد للبدء بسحب القوات الأميركية في يوليو 2011. ومن جانبه، عهد الجيش الأميركي بتحقيق في القضية إلى قسم التحقيقات الجنائية في سلاح البر المكلف أصلاً بملف برادلي مانينج، وهو جندي من الصف الثاني في الثانية والعشرين من العمر اعتقل في مايو الماضي بشبهة نقله إلى موقع ويكيليكس الالكتروني شريط فيديو يظهر غارة لمروحية تابعة للجيش الأميركي تسببت في 2007 بقتل موظفين اثنين في وكالة رويترز للأنباء وعدد آخر من الأشخاص في بغداد. وبرادلي مانينج موجود حالياً في سجن عسكري أميركي بالكويت. واتهم بداية يوليو الحالي، بانتهاك القواعد العسكرية بعدما "نقل معلومات سرية إلى حاسوبه". وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل أن الجندي مانينج "هو بالتأكيد شخص رئيسي" في قضية تسريب نحو 92 ألف وثيقة نشرها الأحد الماضي، موقع ويكيليكس وتتضمن معلومات مفصلة عن الحرب في أفغانستان منذ 2004. الا أن الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم البنتاجون أعلن أن القسم سيلقي "نظرة عامة" على موضوع التسريبات التي أدت إلى نشر 92 ألف تقرير عسكري عن أفغانستان تعود إلى ما بين 2004 و2009. وقال ان "التحقيق الجاري حول نشر وثائق عبر ويكيليكس...لا يركز على فرد محدد، إنه نظرة عامة". وأضاف لابان أن البنتاجون يجري تقييمه الخاص حول الأخطار التي يمكن أن يتسبب بها هذا التسريب على الصعيد الأمني. وفي السياق، أعلن الآميرال مولن الذي يزور بغداد حالياً للصحفيين أمس، "أنا مستاء من عملية النشر هذه. اعتقد بوضوح أن علينا بذل ما في وسعنا لعدم تكرار عمليات تسريب مماثلة". وأكد أنه كان تم أخذ هذه المعلومات في الاعتبار العام الفائت عند إعادة النظر في الاستراتيجية الأميركية بأفغانستان وعلاقتها مع باكستان. وأضاف "بالنظر إلى المعلومات التي تمكنت من الإطلاع عليها حتى الآن، ليس هناك شيء لم يتم بحثه او أخذه في الاعتبار عند إعادة النظر في استراتيجيتنا". وبعد نشرها على الموقع الالكتروني الأحد الماضي، تم تسلم المعلومات لصحيفتي "نيويورك تايمز" الأميركية و"الجارديان" البريطانية ومجلة "در شبيجل" الألمانية. وحول التعاون بين عناصر في الاستخبارات الباكستانية ومتمردي "طالبان" فضل البيت الأبيض التحدث عن التقدم الذي احرز مع إسلام آباد في ملف مكافحة التطرف. واعتبر مولن ان العلاقة بين واشنطن وإسلام آباد تحسنت في شكل "لافت". وبدورها، اعتبرت باكستان أن المستندات السرية "مغرضة وليس لها أي أساس" من الصحة. ووصفت المتحدثة باسم الرئاسة الباكستانية فرح ناز اصفهاني الوثائق السرية الأميركية بأنها معلومات مضللة ومحاولة لافساد العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة. وقالت في تصريح صحفي في إسلام آباد أمس، إن أغلب الوثائق السرية مدعمة بأدلة تستند على الشائعات وهذه التسريبات تشاع كلما حاولت الحكومة الباكستانية المضي قدماً في بناء علاقات طويلة الأمد مع الولايات المتحدة. من جانبه، اعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية الأسبق الفريق عبد الحميد جول أن التقارير المسربة ملفقة ويعتمد على معلومات جمعت من مدنيين لقاء مبالغ مادية بهدف تغيير سياسة الإدارة الأميركية تجاه باكستان. من جهتها، دعت الحكومة الأفغانية أمس، الدول الغربية إلى إعادة النظر في سياستها حيال باكستان ووقف تقديم مليارات الدولارات لبلد “يدرب الإرهابيين”، بحسب قولها. وقال رانجين دافار سبانتا المستشار الأمني للرئيس حامد كرزاي “من الصعب على الأفغان القبول برؤية بلد يتلقى 11 مليار دولار من المساعدات لإعادة البناء ولقواته الأمنية ويقوم في الوقت نفسه بتدريب إرهابيين” في إشارة إلى باكستان والمساعدة المدنية والعسكرية التي تتلقاها. كما دعا سبانتا أيضاً القوات الدولية والأميركية إلى التفاوض مع المتمردين مباشرة في المناطق القبلية الباكستانية قبل تسللهم إلى أفغانستان. فيما اعتبر مجلس الأمن القومي الأفغاني أن الوثائق السرية المتسربة تكشف عدم تجانس الاستراتيجية الغربية حيال “طالبان” كما تكشف تسامح الحلفاء مع باكستان. وكانت الرئاسة الأفغانية أكدت أمس الأول، أنها لم “تفاجأ” بمضمون هذه الوثائق السرية وخصوصا بشأن الخسائر المدنية التي خلفتها عمليات حلف شمال الأطلسي والعلاقات بين المتمردين وأجهزة الاستخبارات الباكستانية. إلى ذلك، نفى الرئيس الإيراني محمود نجاد في حديث لشبكة "سي بي اس" الأميركية أن تكون طهران تساعد "طالبان"، كما ورد في وثائق السرية كشفتها. وقال للشبكة "لا ندعم أي مجموعة.. لا ندعم الا الشعب الأفغاني.. ندعم ونريد تعزيز الأمن في أفغانستان".
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©