الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواجهة الصين للإرهاب.. قيْد الاختبار

25 مايو 2014 23:04
كاثلين ماكلافلين بكين في أعقاب شن هجوم إرهابي آخر في منطقة عامة مزدحمة بالمارة، ليس ثمة دلالة على أن استراتيجية تضييق الخناق وفرض إجراءات مشددة في الغرب الأقصى من البلاد، التي تنتهجها الحكومة الصينية، سوف تجدي نفعاً في سحق أعمال العنف والهجمات الإرهابية من قبل جماعات لا تزال هويتها مجهولة إلى حد كبير. ويحذِّر الخبراء من أن مزيداً من الضغط من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم نمط العنف والهجمات الإرهابية المقيتة في منطقة إقليم شينجيانج، لافتين إلى أنه في مواجهة هذه الاضطرابات، على بكين أن تحقق في وجود تطرف إسلامي، وخصوصاً في ما إذا كان ذا طابع محلي. وقد قُتل يوم الخميس الماضي نحو 31 شخصاً وجرح أكثر من مائة آخرين في مدينة «أورومكي»، عاصمة إقليم شينجيانج، عندما فاجأ المهاجمون المارة بسيارات رباعية الدفع أمام مدخل أحد الأسواق وألقوا عليهم مواد متفجرة. وهذا هو الهجوم الجماعي الرابع من نوعه على مدنيين في الصين خلال الأشهر الأخيرة. وتشير جميع التحقيقات إلى أن الجناة منحدرون من منطقة شينجيانج. ويأتي التفجير الأخير بعد يوم واحد من الحكم على 39 شخصاً بالسجن لفترات تصل إلى 15 عاماً بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب، بما في ذلك التحريض على العنف وتأييد الكراهية العرقية. وشددت المقالة الافتتاحية في وكالة أنباء «شينخوا» التي تديرها الحكومة، على «أن الدولة واثقة من أنها ستنتصر في حربها ضد الإرهابيين، الذين ستتعامل معهم بقبضة من حديد، وستجفف منابعهم وتدمرهم». لكن يبقى من الصعب ربط تلك الهجمات بمجموعة بعينها، وذلك بسبب الافتقار الواضح في التنظيم الهيكلي وجهود الحكومة الرامية إلى الحفاظ على الهدوء العام عبر التحكم الشديد في تدفق المعلومات التي يتم الإفصاح عنها. وكانت مجموعة تعرف بـ«حزب تركستان الإسلامي» ادعت مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي على محطة القطار في أورومكي الشهر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم اثنان من المهاجمين. ويقول مسؤولون صينيون «إن هذه المجموعة تنتمي إلى جماعة أكبر هي حركة شرق تركستان الإسلامية، لكنهم لم يقدموا للجمهور أي دليل على ارتباط الجماعتين للجمهور». ومن دون ادعاء المسؤولية والمناقشة العامة للمشكلة، لا يزال من غير الواضح ما هو الدافع وراء الهجمات، وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها للحيلولة دون تكرار وقوعها. ولطالما اشتكى اليوغور، وهم أقلية عرقية مسلمة كانت تمثل أغلبية في شينجيانج، من التمييز والتدخل الحكومي في ممارستهم الدينية والثقافية. وفي غضون السنوات الأخيرة، تسلل متطرفون إسلاميون إلى المنطقة، لكن من غير الواضح مدى انتشارهم. وفي يوليو عام 2009، تمرد مئات من اليوغور في مدينة أورومكي بعد مقتل اثنين منهم في مشاجرة مع زملائهم من إثنية الهان في مصنع في جنوب الصين. لكن الحكومة الصينية من جانبها شددت القيود على تداول المعلومات بشأن التوترات الإثنية، وربما يرجع ذلك جزئياً إلى الخوف من تكرار حدوثها. وأفاد الباحث المستقل «جيانج زهاويونج» من إقليم شينجيانج أن معالجة القضية ستتطلب خطوات جادة تتجاوز الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة في الإقليم وحيال اليوغور في أنحاء الصين بشكل عام. وأضاف زهاويونج: «إن اتباع طريقة واحدة لا يكفي لحل مثل هذه المشكلة شديدة التعقيد»، موضحاً أنه ينبغي فرض إجراءات مشددة على التطرف والإرهاب، لكن عندما يحكم القانون المجتمع فإنه سيتعافى من الإرهاب والتطرف». وقد طالبت الصين المجتمع الدولي بالإقرار بأن مثل هذه الهجمات تمثل أعمالا إرهابية، وأحرزت بالفعل نجاحاً في ذلك، إذ أدان غالبية شركائها التجاريين أعمال العنف التي وقعت يوم الخميس، ووصف البيت الأبيض القتل في شينجيانج بأنه «هجوم إرهابي مروع». ووصف المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الصينية الهجمات بأنها غير إنسانية ومناهضة للمجتمع وللحضارة، وأكد ضرورة إدانتها واتخاذ موقف موحد منها من قبل الصينيين والمجتمع الدولي. واستطرد المتحدث باسم الوزارة، هونج لي قائلا: «إن الحكومة الصينية واثقة وقادرة على مواجهة غطرسة الإرهابيين»، مؤكداً أن نواياهم الرامية إلى زرع بذور الفتنة ونشر الإرهاب ستبوء حتماً بالفشل الذريع». وأفاد يانج شو، رئيس معهد دراسات آسيا الوسطى لدى جامعة «لانزهو»، بأن استهداف الأماكن العامة والانتشار واسع النطاق للمتفجرات في أجزاء من الصين يمثل تحديات خطيرة ويحول دون إمكانية السيطرة على الهجمات الإرهابية. وأضاف شو: «إن من الصعب منع الهجمات، وخصوصاً عندما يختار الإرهابيون تنفيذ هجماتهم في أماكن عامة»، لافتاً إلى أنه من الصعوبة بمكان تفتيش جميع السيارات والأشخاص في مثل هذه الأماكن. وتابع: «إن الحكومة اتخذت بعض التدابير الضرورية، لكن من المستحيل منع الهجمات بشكل كامل». وذكر شو أن أعمال العنف المستمرة قد بدأت بالفعل تؤثر على حركة ونشاط السياحة في إقليم شينجيانج، وستكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة، بينما يتفق معه الخبراء على أن أعمال العنف لن تتوقف على الأرجح. وأشار إلى احتمال وقوع مزيد من الهجمات الإرهابية، وربما ستكون أكثر حدة وشراسة. يُنشر بترتيب خاص مع خدم «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©