الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التخلص السليم من النفايات ثقافة «خارج نطاق التغطية»

التخلص السليم من النفايات ثقافة «خارج نطاق التغطية»
12 مايو 2013 20:48
ما كشفه تقرير الاقتصاد الأخضر الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن إنتاج العالم من النفايات في عام 2050 سيتجاوز 13 مليار طن سنوياً بزيادة قدرها 20 %عن مستوياتها في عام 2009، يفتح باب الحديث عن ثقافة التعامل مع النفايات وشيوع أنماط الاستهلاك غير المستدامة، حيث لا يختلف الأمر كثيراً أيضاً في دولة الإمارات، فقد ارتفع معدل إنتاج الفرد من النفايات في العقود الأربعة الماضية ليصل في الوقت الحالي إلى 2,2 كيلو جرام يومياً بإجمالي 15 ألف طن حجم النفايات يومياً على مستوى الدولة. هناء الحمادي (أبوظبي) - «النظافة من الإيمان»، و«حافظ على نظافة بلدك»، قاعدتان أساسيتان من أجل الحفاظ على النظافة، كثيراً ما نراهما كتبتا على حاويات النفايات، لكن البعض منا يجهل معاني تلك العبارات، فنراه يسعى لتطبيق قاعدة «رمي النفايات خارج حاوياتها»، بالفعل مشهد غريب نشاهده يومياً في الكثير من المناطق والأحياء السكنية، يدل على عدم الوعي من قبل البعض. ويبقى السؤال: إلى متى ثقافة حافظ على النظافة ستبقى غائبة عن البعض؟ حيث يرى أهالي في المناطق السكنية أن عدداً من أصحاب المنازل والشقق يرمون النفايات خارج الحاويات أو أن يتركوا أكياس النفايات مفتوحة، ما يفتح المجال لتجمع الحشرات قرب الحاوية وانتشار الأمراض مع انبعاث روائح كريهة منها، وعلى الرغم من وجود الكثير من حاويات فرز النفايات، إلا أن البعض تنقصه ثقافة النظافة والمحافظة على نظافة البيئة والمنظر. ويشعر خالد حسين الجابري «موظف»، حيال ذلك بالضجر والضيق حين يرى تلك الحاويات، وقد امتلأت بالقمامة، وتجمع عليها الكثير من القطط، ناهية عن انبعاث تلك الروائح الكريهة أو وضع تلك النفايات بجانب الحاوية وتركها مفتوحة، لافتاً إلى أن ذلك السلوك يؤثر في القادمين إلى تلك الأحياء الذين يشكون وجود نفايات داخل هذه الحاويات لفترات طويلة على الرغم من التزام عمال النظافة بتنظيف الحاويات وما حولها وجمع أكوام أكياس القمامة التي تعلو أحياناً مثل الجبل. سلوك غير حضاري وترى عائشة عبد الرحمن السنوسي «ربة بيت»، أنه مشهد غير لائق حين توضع أكياس القمامة على جوانب الحاوية على الرغم من خلو الحاوية، وعلى الرغم من جهود البلدية في توفير عدد كبير من حاويات القمامة، فبمجرد أن تلقي نظرة على أي حاوية نفايات في الشارع، ستستنتج أن القاطنين في هذا المكان تنقصهم ثقافة التعامل مع النفايات، مشيرة إلى رميها بشكل غير حضاري وتكدسها بطريقة مقززة للنفس، مع انبعاث روائح كريهة جراء تمزيقها من قبل القطط. ولفتت إلى أنها من النوع الحريص على وضع النفايات مع الصباح الباكر لمعرفتها أن الشاحنة المسؤولة عن جمع النفايات تأتي في الساعة السابعة صباحاً، حتى لا تبقى مدة طويلة في الشارع، ثم خروج الروائح الكريهة منها. ويستغرب فايز جمعة أحمد، رب أسرة، من اعتماد أصحاب المنازل على الخادمات في وضع النفايات خارج المنزل، وأضاف: «شاهدت إحدى الخادمات تركض في المساء، وهي تحمل النفايات، ثم رمتها في الشارع على الرغم من فراغ الحاوية، وربما ذلك ناتج من خوفها، خصوصاً أن الوقت متأخر من الليل، مطالباً أصحاب المنازل بوضع نفاياتهم داخل الحاوية المخصصة وعدم الاعتماد في ذلك على الخادمات، وعلى ربة الأسرة أن تعلّم تلك الأيدي العاملة بالمنزل كيفية رمي القمامة في الحاوية بشكل صحيح، مع التأكد من إغلاق الأكياس، وبالإضافة إلى وجود الكثير من حاويات فرز النفايات، لا بد أن تدرك ربة المنزل أو الخادمة طريقة فرز تلك القمامة بوضع كيس خاص بكل من المواد الصلبة والسائلة». ثقافة غائبة وقالت علياء الشامسي، «موظفة»، تقطن في أحد الأحياء السكنية بأبوظبي، إن النظافة ثقافة، لكن ما يحصل الآن يدل على أن الكثير من ربات البيوت يهتممن ببيوتهن من الداخل، بينما الخارج لا، وأن أكثر الذين يلقون القمامة أمام أبواب الشقق ينتظرون حارس العمارة ليأخذها، غير ذلك تستعين بعض ربات البيوت بتكليف أحد أبنائها الصغار بحمل النفايات إلى الحاوية، فيرميها خارجاً أو بجانبها لا داخلها، بحسب ما عوده عليه أبواه، ناهيك عن الخادمات اللاتي يرمين القمامة من دون إحكام إغلاقها جيداً أو وضعها حتى في الحاوية. وتضيف: «المكان النظيف أو الشارع النظيف يترك في النفوس راحة، كما أنه يمثل بالتالي تهذيباً للخلق، فالمدن التي تمتدح لنظافتها ولحسن تنظيمها يقرن ذلك بامتداح سكانها بما هم عليه من تحضر وآداب راقية، وحين تذكر مدينة من المدن غير النظيفة يقرن ذلك بكلام آخر عنها، وعن سكانها، ورغم أن مدن الدولة تشهد تطوراً عمرانياً في مرافقها وأرصفتها، وتجميلاً لساحاتها ومداخلها، لكن للأسف البعض ثقافة المحافظة على البيئة ونظافة المكان غائبه عنه». السلوكيات الخاطئة وحول أهمية فرز النفايات وإعادة التدوير، لفتت إدارة مركز إدارة النفايات - أبوظبي إلى الحاجة لتكامل هذه الجهود مع ظهور بعض السلوكيات الخاطئة وتشجيع المزيد من الأسر إلى انتهاج أسلوب فرز النفايات ابتداء من المنزل، موضحة أن ثقافة فرز النفايات تحتم على الجميع، كأفراد، الامتناع عن رمي النفايات بمختلف أنواعها في عبوات واحدة دون التفكير بما يمكن الاستفادة منه وإعادة استخدامه من جديد بعد إعادة تدويره، مثل النفايات البلاستيكية التي يمكن استغلالها كعبوات للحفظ، كما يمكن استخدام بقايا بعض المواد الغذائية كأسمدة، كما يتطلب تعزيز ثقافة فرز النفايات أيضاً خطة توعية شاملة تبدأ بطلبة المدارس، بما يضمن إنشاء جيل واع بهذه الممارسات، كما تبرز الحاجة إلى توعية الخدم في المنازل بآليات الفرز ونوعية النفايات التي يمكن إعادة تدويرها، لا سيما أن العديد من الأسر تعتمد في أمور كهذه على الخدم وليس على ربة المنزل في هذا الإطار، كما تلعب سلوكيات الاستهلاك والشراء دوراً كبيراً في دعم ممارسات إدارة النفايات والحد من إنتاجها، وكمثال على ذلك عدم إلقاء الأوعية البلاستيكية أو الزجاجية في حاوية النفايات، إنما إعادة استخدامها لتخزين أنواع أخرى من الأغذية، ومحاول إعادة استخدام ما لديها والابتعاد عن الإسراف في عمليات الشراء. وبين أن مفهوم إدارة النفايات يركز بالمقام الأول على التقليل من معدل استهلاك الموارد الطبيعية، وفي هذا السياق، يحتاج التطبيق السليم إلى تضافر الجهود من جميع الجهات المسؤولة سواءً من القطاع الخاص أو الحكومي، وفي هذا الشأن، يعمل المركز جنباً إلى جنب مع مختلف الجهات المعنية لغرس هذه الممارسات الرشيدة بدءاً من المنزل والمدرسة، كما أن الحملات العامة التي تنفذ في هذا الشأن أيضاً تسعى إلى ترسيخ الإحساس بالمسؤولية لدى المواطنين وتدعوهم ليكونوا سفراء لمدينتهم ولحضارتهم، ومسؤولين عن صحة ومستقبل أولادهم، ولهذا نوظف بصفتنا إحدى الجهات الحكومية المعنية في إمارة أبوظبي الجهود كافة والوسائل والأدوات التي من شأنها تفعيل سبل التواصل مع المواطنين والسكان. وأضاف: «إن غرس ثقافة الاستدامة في إمارة أبوظبي، يتطلب تكثيف جهود التوعية في هذا الشأن، ويركز المركز في برامجه وحملاته التوعوية على جهود خفض إنتاج النفايات من المصدر، بالإضافة إلى إعادة استخدام وتدوير المواد، وفي هذا الجانب تم تنفيذ حملة لنشر الوعي العام تشمل زيارات للمنازل لرفع مستوى الوعي حول تقنيات فصل النفايات من المصدر، وفقاً للحاويات المخصصة التي يوزعها المركز، كما تم توزيع نشرات خاصة بأربع لغات مختلفة عبر مرشدات يقمن بزيارة المنازل، وتتمثل مهمة مرشدي المركز في تثقيف العامة حول مواعيد جمع النفايات التي تقوم بها شركات النظافة المتعاقد معها المركز، كما تم تزويد حاويات من قياس 240 لتراً، تعمل على تزويد الأسر الكبيرة بأعداد إضافية من الحاويات بحسب الطلب، وتقسم هذه الحاويات إلى لونين؛ الأخضر وهو مخصص للمواد القابلة لإعادة التدوير، واللون الأسود المخصص للنفايات العامة». برامج تثقيفية للحفاظ على البيئة حول برامج التوعية والتثقيف، أشارت مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بإمارة الشارقة، هناء السويدي، إلى أن الهيئة تسعى دائماً من خلال حملات التوعية والبرامج التثقيفية للحفاظ على البيئة وتثقيف أفراد المجتمع وربات البيوت على النظافة من خلال رمي القمامة في الحاويات، مشيرة إلى أن أهم المبادرات التي تمت مؤخراً، هو الاتفاق مع «شركة بيئة» التي تسعى بدورها لتوعية أفراد المجتمع بالمحافظة على النظافة، من خلال توفير حاوية وسط كل بيتين، بالإضافة إلى دورات تدريبية لربات المنازل بفصل وخفض النفايات والمحافظة على البيئة، خاصة أن الهدف الأول الذي يسعى إليه الجميع جعل المدينة نظيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©