10 نوفمبر 2008 23:23
أكد المشاركون في المؤتمر العربي الدولي للألمنيوم ''عربال ''2008 أن منطقة الخليج والمنطقة العربية بصفة عامة أمامها فرصة كبيرة لتعزيز استثماراتها في صناعة الألمنيوم في ظل المتغيرات العالمية الحالية، خاصة مع تداعيات الأزمة المالية على الصناعة بشكل عام، معتبرين أن أسعار إنشاء مصانع في المرحلة الحالية هي الأفضل، علاوة على أن العديد من المصانع القديمة في العالم، خاصة الولايات المتحدة وأستراليا، وأوروبا وآسيا بدأت تصفي أعمالها لانخفاض الطلب على مادة الألمنيوم·
وأجمع المشاركون في المؤتمر على أن صناعة الألمنيوم تأثرت وستتأثر بالأزمة المالية العالمية، إلا أن هذا التأثير في منطقة الشرق الأوسط والخليج بصفة عامة هو الأقل عالميا، نظراً لاختلاف الظروف، والتطور التكنولوجي الذي تعمل بها هذه الصناعة في المنطقة، إضافة إلى عوامل أخرى ذات ميزات نسبية، على رأسها توفر الطاقة الرخيصة، والعمالة المناسبة والأرخص قياساً بالمناطق العالمية الأخرى·
وأكد عبدالله بن كلبان الرئيس التنفيذي لشركة دبي للألمنيوم ''دوبال'' أن الأزمة المالية العالمية لن تؤثر على توسعات ومشروعات صناعة الألمنيوم في الإمارات، مؤكداً أن إعادة جدولة مشروع شركة الإمارات للألمنيوم ''ايمال'' غير وارد على الإطلاق فالمرحلة الأولى يجري تنفيذها حالياً، ومن المقرر أن تبدأ الإنتاج خلال الربع الأول من العام ،2010 وبدأت الدراسات الخاصة بالمرحلة الثانية، وستستغرق في حدود ستة أشهر، لتبدأ بعدها الأعمال الإنشائية في ضوء ما ستنتهي إليه الدراسة· وقال بن كلبان في ردود على أسئلة من ''الاتحاد'': إن إعداد دراسة جدوى حول المرحلة الثانية لشركة ''ايمال'' التي تقام بشراكة بين مبادلة ودوبال، لايعني أن المشروع يواجه مشاكل، بل الدراسة تأتي للوقوف على متطلبات السوق، وتحديد الجدوى الاقتصادية لهذه المرحلة، مؤكداً أن عوامل النجاح تتوفر لهذا المشروع العملاق الذي تصل تكلفته إلى 8 مليارات دولار (29,4 مليار درهم) وبطاقة إجمالية 1,5 مليون طن من الألمنيوم الأولي، ليصبح بذلك أكبر شركة ومصهر ألمنيوم في العالم·
وقال إن صناعة الألمنيوم مثل باقي الصناعات الأخرى ستتأثر بالأزمة المالية العالمية، وبدأت مظاهر هذا التأثر بالانخفاض في الطلب على الألمنيوم في صناعة السيارات، التي قللت فعلياً من الانتاج، ونفس الشيء في قطاع البناء والتشييد، مع الركود في كل أميركا واليابان سيؤدي إلى انخفاض في الطلب على صناعة الألمنيوم عامة·
ولفت إلى أن الإمدادات قائمة، ولكن الطلب أقل على بعض المصاهر في العالم كنتيجة طبيعية للأزمة المالية العالمية، إلا أن التأثر سيكون محدودا علينا، ولن يؤثر ذلك على خطط ومشروعات دوبال داخل وخارج الدولة، سواء في ''ايمال'' أو الجزائر والسعودية والعديد من مناطق العالم الأخرى، كما أن التمويل لا يمثل أي مشكلة بالنسبة لمشروعات دوبال·
وأشار إلى أن سعر الألمنيوم الحالي في الأسواق العالمية يتراوح بين 1990 الى 2400 دولار للطن، وهو سعر مناسب واقتصادي لا يمثل أي تأثير سلبي على عوائد الاستثمارات في هذه الصناعة·
وقال عبدالله بن كلبان إن دول الخليج لاعب رئيسي في إنتاج الألمنيوم في العالم، وتصل الاستثمارات في هذه الصناعة حاليا الى 23,5 مليار دولار أميركي ''86,4 مليار درهم'' موزعة على ستة مشاريع جديدة، وفي توسعات على مصانع قائمة، لتضيف إلى السوق العالمي ما يقارب 4,8 مليون طن اعتباراً من العام الحالي 2008 وحتى عام 2010 لترتفع إلى أكثر من 5,7 مليون طن في عام ·2012
ولفت الى أن الإمارات تقع في المركز الأول على المستوى الخليجي في صناعة الألمنيوم بعد الإعلان عن مشروع شركة الإمارات للألمنيوم '' ايمال'' بطاقة إنتاجية 1,5 مليون طن، إضافة إلى إنتاج دوبال 930 ألف طن حاليا، والذي سيرتفع الى مليون طن في ،2009 ليصل الإنتاج الكلي للإمارات في 2010 إلى 1,630 مليون طن بدخول المرحلة الأولى من '' ايمال '' بطاقــة 750 ألف طـــن، وبتكـــالــــيف 5 مليارات دولار، وسترفع الطاقة الكلية لمصاهر دوبال'' و'' ايمال'' في 2013 إلى 2,330 مليون طن·
وأشار الى أن الإمارات تستحوذ على ما يقارب 45% إلى 50% من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الألمنيوم، ما بين 4 الى 7سنوات قادمة، مشيراً إلى أن المشروعات الخليجية في هذه الصناعة ليست تنافسية بقدر ما هي شكل من أشكال الاستثمار، وتستهدف الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق العالمي والإقليمي والمحلي في دول الخليج والدول العربية نفسها، والتي تشهد طلباً متزايداً من منتجات الألمنيوم مدفوعاً بنمو اقتصادي كبير، وحركة عمرانية لم تشهدها منطقة في العالم على مدى أكثر من خمسة عقود·
وأوضح بأن دول الخليج تشهد هذا العام والعام المقبل دخول طاقات إنتاجية من الألمنيوم تتراوح بين 1,5 إلى 1,8 مليون طن ألمنيوم لتصل الطاقة الإنتاجية لما يقارب 3,5 مليون طن، وتتوزع على مشروع ألمنيوم صحار في سلطنة عمان بطاقة إنتاجية 650 ألف طن سنوياً وباستثمارات 2,4 مليار دولار، وإضافة 60 ألف طن جديدة لطاقة شركة دبي للألمنيوم''دوبال'' لتصل إلى 930 ألف طن·
وستبدأ توسعات شركة ألمنيوم البحرين ''ألبا'' في الإنتاج لترتفع الطاقة تدريجياً من 830 ألف طن إلى 1,2 مليون طن بزيادة تدور حول 45 في المئة، وباستثمارات تزيد عن 1,7 مليار دولار، وستضيف مشروع ''معادن'' في السعودية طاقة إنتاجية في حدود 700 ألف طن ترتفع إلى 2 مليون طن في انطلاقه لصناعة الألمنيوم في المملكة، والذي تصل الاستثمارات فيه إلى 3,8 مليار دولار·
ونوه الى أن الربع الأخير من 2009 سترتفع طاقة المصاهر الخليجية للألمنيوم إلى أكثر ما 4,1 مليون طن مع تنفيذ مشروع ألمنيوم قطر والذي تبلغ طاقته 585 ألف طن، والذي تستثمر الحكومة القطرية فيه 4,5 مليار دولار، بينما في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ستبدأ المرحلة الأولى من إنتاج شركة الإمارات للألمنيوم ''ايمال'' وهو أكبر مصهر مستقل لإنتاج الألمنيوم في العالم، وتصل طاقة المشروع في مرحلته الأولى 700 ألف طن، بكلفة 5 مليارات دولار، لترتفع إجمالي طاقة المصاهر الخليجية لما يقارب 4,8 مليون طن، تصل إلى 5,5 مليون طن بالمرحلة الثانـــية لهذا للمصـــهر نفســـه في العام 2013 والتي تبلغ تكلفتها المبدئية 3 مليارات دولار·
وأكد أن صناعة الألمنيوم باتت واحدة من أهم الصناعات العالمية التى ترتكز عليها العديد من القطاعات الصناعية فى العالم حيث بلغت نسبة النمو فى هذا المجال، مشيراً الى أن التوقعات تشير الى أن دول الخليج ستساهم بنسبة 20% من حجم الإنتاج العالمي للألمنيوم بحلول العام ·2020
وقال محمد على النقي الأمين العام لسكرتارية ''عربال'' إن الوقت الراهن يمثل فرصاً كبيرة أمام الصناعات الخليجية في قطاع الألمنيوم لما يمثله من فرص كبيرة، مع انخفاض تكاليف الإنتاج ، وتأسس المشروعات، موضحاً أن العديد من المشروعات في العالم ستخرج من السوق بسبب الأزمة العالمية وتداعياتها·
وأكد أن الإمارات تقود صناعة الألمنيوم في المنطقة حالياً من خلال مشروعات عديدة تتبناها دوبال بالشراكة مع مبادلة، مستبعداً أية مخاوف على هذه الاستثمارات الخليجية بهذا القطاع، نظراً لتميز الصناعة في المنطقة باعتمادها على أحدث نظم التكنولوجيا في تطوير وتحديث هذه الصناعة·
وأشار النقي إلى أنه وبحلول العام 2012 ستستحوذ دول الخليج على 10% من الإنتاج العالمي من الألمنيوم، وترتفع إلى 20% عام ،2020 ويأتي ذلك في إطار جهود دول الخليج لتنويع مصادر الدخل، بعيداً عن الاعتماد فقط على البترول كمورد رئيسي للدخل القومي·
المصدر: دبي
عدد اليوم
