الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزراعة المائية تعمل على تأمين سلة غذائية كافية للسوق المحلي

الزراعة المائية تعمل على تأمين سلة غذائية كافية للسوق المحلي
12 مايو 2013 20:50
تقنية الزراعة المائية نجاح يتعدى حدود الإمارات، ليصل صيت نجاحها إلى الدول التي بدأت منذ 30 عاما في إنتاج الغذاء بتقنية الهيدروبونيك، ورغم ذلك فإن إحدى أكبر المزارع في الشرق الأوسط، تمتنع عن التصدير للخارج، لأنها وضعت هدفاً كبيراً، وهو أن تؤمن سلة غذائية تكفي للسوق المحلي وتغطيه، ومن ثم تتحول إلى التصدير للخارج، وقد كانت مزرعة راشد محمد مهران البلوشي، التي تقع في منطقة الباهية بأبوظبي، ثالث أكبر مزرعة في الشرق الأوسط حتى العام الماضي، ومن أهم ما مر على هذا المكان هو التحول من مرحلة الهواية إلى مشروع احترافي ورائد ومنتج. موزة خميس (دبي) - في مزارع الإمارات المائية التقينا، ناصر راشد البلوشي، أحد أبناء صاحب المزرعة ورودي أزاتو المهندس الزراعي الأسترالي المختص بالإنتاج والتسويق، والذي يدير ويشرف على الزراعة خطوة بخطوة، وكانت بداية التجربة عام 2003، وفي عام 2005 تم جلب كافة المعدات من أستراليا، وبدأت عملية التشغيل، ويقول رودي إن أستراليا قد بدأت في هذه المشاريع منذ عام 2002 وكان الإنتاج مخصصاً للمواشي. تجارب تنموية رائدة ويكمل المهندس رودي قائلاً، إن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تتطلع إلى تجارب تنموية رائدة، وخاصة في مجال الري نظرا لشح المياه الذي تعاني منه المنطقة، وهذا النوع من الزراعة يوفر 90 في المائة من الماء الذي تحتاجه الزراعة وكل المواد التي تستخدم وتخلط بالماء تعالج من جديد ويعاد استخدامها من أجل الاستدامة، وكل مادة تستخدم هي طبيعية ومن أهمها المادة المغذية التي تعد سماداً، لأنها عبارة عن مواد ناتجة عن براكين، أي أن كل مكوناتها من الأرض ولكن تعالج بما لا يشكل أي خطر على الصحة العامة، كما أن كل مكون وكل منتج يخضع للرقابة من قبل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية. وإن النظام الحديث باستخدام الزراعة المائية يحقق الأمن الغذائي، ويحقق حماية المياه الجوفية للأجيال القادمة، هذا ما أكده رودي، موضحاً: من المهم أن يتم تطوير قدرات المزارعين وحثهم على اتباع نظام الزراعة المائية، لأنه النظام الأمثل لتوظيف مياه الري، كما أنه يحقق الاكتفاء الذاتي ويعد نقلة سريعة متطورة من المستوى التقليدي إلى مستوى جديد، يعمل على حفظ المياه الجوفية خاصة في هذه المنطقة التي تشهد اشتداداً في درجات الحرارة مما يسرع من علمية تبخر الماء، ونحن دولة لم تشهد سقوط أمطار لسنوات عديدة، إلا في مناطق معينة منها وبنسب قليلة. منتج خال من العيوب ويكمل رودي قائلاً: كافة المنتجات توزع على الفنادق والمحال الكبرى التي توفر المواد الغذائية، ونحن نعمل على أن نكون واضحين جداً، لدرجة أننا نرسل تقارير لم تطلب منا، لجهاز الرقابة، حتى نوعية المبيدات الطبيعية نبعث بتقارير حولها، خاصة أن هذا النوع من الزراعة لا يعاني من المشاكل الوبائية، لأن كافة النباتات توجد داخل بيوت محمية خضراء، وإن كنا نخشى من وجود بكتيريا في المياه، فإننا دائما ما ندخل المياه إلى فلاتر خاصة كي نتخلص من أية شوائب أو بكتيريا ربما تكون موجودة. واليوم أصبحنا الأوائل في الزراعة المائية، وكل من لديه مزرعة فهو يأتي إلينا ليطلع على تجاربنا وكيف نجحنا في الاستمرار وفي طرح منتج خال من العيوب. وعندما نحمل المنتج لنذهب به لجهة نريد عقد شراكة لتسويق المنتج، يعتقدون أنه منتج من الخارج، حسبما يقول رودي، مؤكداً: اليوم هناك 24 مزرعة للزراعة المائية، ورغم أن دولة مثل هولندا قد بدأت منذ 30 عاما، إلا أن منتجنا في الجودة يتساوى مع منتجها، ونحن مستمرون في النمو في مقابل تلك الدولة التي لديها سوق كبير في أنحاء العالم. كما أن المنتج الإماراتي أفضل من المنتج ذاته في أستراليا وبنفس جودة الهولندي، ولكن السوق جديد في الإمارات، وذات يوم ستكون للإمارات الريادة العالمية في هذا النوع من الزراعة. دعم الأمن الغذائي أما من حيث نوعية المنتج، حسبما يقول رودي، فهو نقي جينياً ومن لا يعرف أساليب التعامل مع هذا النوع من الزراعة، فلا شك سوف يستقطب البكتيريا التي ستقضي على الجهد والمال، ومن أفضل الشهور للزراعة، هي من شهر نوفمبر وحتى شهر مايو، ولا نستطيع أن نتجاهل أو ننسى مساندة حكومة إمارة أبوظبي، ولذلك نريد أن نصل إلى مستوى على قدر عال من الثقة، ونريد أن نسهم في دعم الأمن الغذائي بحيث لا نتكل على المستورد، وقد علمنا أن بعض الجهات التي تشتري منتجاً من مزارع الإمارات المائية، تقوم بتصدير كميات منه للخارج، ولكن نحن لدينا السوق المحلي أهم. فرص الاستثمار ومن جهته، يقول ناصر بن راشد البلوشي، الذي عاد من دراسته مؤخراً خارج الدولة، وهو نجل صاحب المزرعة، إن نجاح المشروع لم يكن ليستمر ويترتقي للأفضل لولا دعم حكومة أبوظبي، ولهذا نحن نتوجه دوماً لاقتناء أفضل النظم الحديثة وخاصة في مجال التقنيات الزراعية، خاصة أننا دولة تبحث عن المشاريع المستدامة للمحافظة على البيئة، وأيضا للحفاظ على كل قطرة ماء، ونحن ننتج الريحان والزعتر وستة أنواع من الخس الأوروبي، ويرى البلوشي، أن فرص نجاح الاستثمار في القطاع الزراعي بأبوظبي تتزايد يوما بعد يوم، لتنامي المزايا التنافسية للمنتج الوطني مع المنتجات المستوردة، حيث يتميز المنتج الوطني بسرعة وصوله إلى السوق المحلية وعدم حاجته إلى التخزين، وبالتالي فإنه يصل بحالته الطازجة، كذلك فإن تكاليف الشحن لا تكاد تذكر بالنسبة إلى المنتج المحلي مقارنة مع المنتج المستورد، وهذا كله ينعكس على سعر المنتج في السوق وقدرته على المنافسة. ويؤكد ناصر البلوشي، وهو يعرض جذور الشتلة الواحدة مع المهندس رودي قائلا: يتم وضع البذور في مشتل لزراعتها بالإسفنج أو الصوف الصخري، وهذا النوع من الصوف يؤتى به من مصانع مخلفات البراكين، وهي عبارة عن مواد طبيعية تنتجها الأرض، ومن ثم ننقلها إلى أنابيب بيضاوية الشكل ونضع كل شتلة في المكان المخصص لها، لتصلها المحاليل المغذية والمكونة من عناصر غذائية محددة الكميات، وهكذا وصلنا اليوم لإنتاج أكثر من 15 ألف وحدة في الأسبوع بعد أربع سنوات من الإنتاج. الزراعة المائية والمكشوفة يقول ناصر بن راشد البلوشي: هناك وفرة في الإنتاج بالزراعة المائية، حيث يقدم المتر المربع من الخس باستخدام الزراعة المائية، 17 شتلة على مدى 12 شهراً، في حين لا يتعدى العدد 4 إلى 6 شتلات في الزراعة بالحقول المكشوفة، ومزارع الإمارات المائية تصل إلى 350 ألف شتلة من المنتجات المختلفة، في حدود 15 ألف متر مربع فقط، وهكذا بالإمكان تحقيق الوفرة في المساحة في حال استخدام هذا النوع من الزراعات، حيث من المستحيل زرع أكثر من 15% من الشتلات في حال استخدام طريقة الزراعة المكشوفة بالحقول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©