الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صير بونعير والسياحة البيئية

12 مايو 2013 20:51
كلها أيام وينطلق «سباق القفال» من جزيرة صير بونعير في الشارقة إلى إمارة دبي، وهو مخصص للسفن الشراعية المحلية بطول 60 قدما، ومن المقرر أن يكون ذلك السبت المقبل ليتسابق المشاركون لمسافة 51 ميلا، ويعد هذا السباق أحد أهم صور إحياء رحلات الغوص والعودة منها إلى الأهل والأحباب برحلة تسمى «القفال»، أي أنهم قد أنهوا موسم الغوص بحثا عن اللؤلؤ وأقفلوا عائدين إلى اليابسة. وتعد صير بونعير إحدى أهم المناطق التي تشكل درعا في مجال صون التنوع الحيوي وتكمن أهمية الجزيرة البيئية وموقعها الاستراتيجي، في منظومة المحميات الطبيعية العالمية، كما يعد سباق القفال أحد أهم الفعاليات التي توجه أنظار محبي الحياة الفطرية للجزيرة. اليوم الجميع ينتظر بفارغ الصبر المشاريع التي ستكون عبارة عن سياحة بيئية، ليتعرف محبو الطبيعة والبيئة إلى مكونات هذا المكان، وإلى الجهود التي تبذل لأجل الحفاظ عليه، ومن المتوقع عندما يتم الانتهاء من المشروع السياحي، أن يتوافد السياح إليها لقضاء بعض الوقت، ولكن علينا أن نعي أن الإنسان أينما وضع قدمه، فإنه يخلف خلفه آثارا ربما يكون جزء كبير منها ضارا بالمكان والبيئة، خاصة ترك المخلفات والنفايات، وهي مشكلة لم نجد لها حلا حتى اليوم، رغم كل الجهود التي تبذل. كل تلك الكائنات التي استوطنت الجزيرة، إنما فعلت ذلك لتوفر الأجواء الآمنة والغذاء، فتكاثرت حين عششت هناك بعيدا عن الضوضاء، ولأجل أن لا تفقد الجزيرة أحد أهم مظاهر سحرها وجمالها، سيكون هناك عبء ثقيل على الجهة التي تحمي الجزيرة، من كل فريق أو زائر ربما لا يمتلك أية مسؤولية تجاه الحياة الفطرية، ولهذا سيكون من الجميل أن يتم تدريب وتوظيف فريق كبير من الرقباء والمفتشين، لتتم مراقبة مسألة النظافة ومنع صيد الطيور، وعدم إزعاج تلك الطيور الآمنة وأيضا السلاحف التي ربما تخرج لتضع بيوضها قرب الشواطئ، ومنع الإضرار بالمرجان من قبل السفن التي تقترب منها. وقد أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في إمارة الشارقة، برنامج الرصد للحياة الفطرية في جزيرة صير بونعير التابعة للإمارة، وذلك بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، وبدعم من الصندوق العالمي لصون الطبيعة، حيث كشفت دراسة علمية أجرتها الهيئة عن التنوع الحيوي في محمية الجزيرة، وتعد تلك الدراسة من أهم الخطط العملية ضمن استراتيجية الهيئة، وتعتبر مقدمة لإقامة مشروعات البنية التحتية بالجزيرة ومنها مركز تعليمي بيئي، ومشروعات سياحية لتحويلها الى معلم سياحي بيئي، ولتصبح من أهم المواقع البيئية البحرية، ومركزا للأبحاث لطلبة الجامعات على مستوى منطقة الخليج، تمهيدا لتسجيلها لدى اليونيسكو كمحمية بيئية بحرية خاصة حيث تعتبر من الجزر النادرة في الدولة في مجال التنوع الحيوي. هناك دراسة علمية ضمن أولويات هيئة البيئة بالشارقة، لجمع البيانات والمعلومات حول طبيعة النظام البيئي للجزيرة، خاصة فيما يتعلق بمنظومة تنوعه الحيوي بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة، وبدعم من الصندوق العالمي لصون الطبيعة، وتعد الدراسة التي تم وضعها من أهم الخطط العملية ضمن استراتيجية الهيئة، وتم اكتشاف عشرة أنواع من الشعاب المرجانية النادرة، وهي من أصل 40 نوعا موجودة في الجزيرة، كما تم رصد نحو 300 نوع من الأسماك، بالإضافة إلى تراث غني من الطيور، ومنها طائر البوصنيفي والذي يمثل 1% من الوجود العالمي، إضافة إلى ثلاثة أنواع من السلاحف بلغ عددها 365 سلحفاة. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©