الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدسة علي النعيمي توقف الزمن وتدون اللحظة

عدسة علي النعيمي توقف الزمن وتدون اللحظة
10 نوفمبر 2008 23:35
روح شفافة حالمة، شغف بلمس الظل وهو لا يزال يتعلم أولى مفردات الحياة، استوقفته آلة الضوء وأخذ يستكشفها ويعبث بها متحسسا ملمسها التي طبعت عليه بصمت أنامله الصغيرة فلم يدرك ماهية هذا الشئ حتى داس على زناد الضوء لينطلق وهج الضوء بطريقة أفزعت طفولته وأثارت فضوله، فدوت اللحظة في الذاكرة التي سرعان ما تجددت أثناء فتح بوابة الزمن التي علقت على جدرانها مشاهد وصور وحكايات ممزوجة بعبق الماضي ليقف عندها الفنان الفوتوغرافي علي بن عيسى النعيمي مجددا حلم الطفولة التي أزهرت أوراقها وأيعنت ليقدم مجموعة رائعة من الاعمال التي تنطق بالكلمة وتنبض ببعض الدلالات والافكار فجاءت بعضها على وتيرة هادئة مطلقة ومضات رومانسية دافئة وأخرى تسير على وتيرة الانقضاض والقوة وتحين الفرص· يقول النعيمي : ''الفن لون من الثقافة الإنسانية التي تختلف من بيئة إلى أخرى فهي رسالة يعبر بها المرء عما يعتريه من أحداث ومواقف ويعرضها بطريقة فنية تختلف من فنان لآخر لكنها كلها تصب في إظهار روح الإبداع الممزوج بالقيمة الفكرية التي يحملها العمل· فهو لغة تواصل حقيقية بين الأفراد الذين قد يربطهم فن ما بالرغم من اختلاف ثقافاتهم''· ويضيف:''الصورة الفوتوغرافية هي اللغة التي أحاور بها ذاتي ووراء كل عمل فني فكرة، ولكل عمل هدف ما، فيما تتراوح الأفكار مابين السعادة والسرور و الشقاء والتعاسة والفرح أو الحزن وعادة ما تحمل أعمالي طابع الشفافية والواقعية· ويبقى الفن موهبة متأصلة في نواة أي الفنان، فلا شيء يأتي بالإجبار والكراهية وربما أجد ذاتي في العديد من الفنون ولكن كان للضوء نصيب الأسد فالضوء هي اللغة الوحيدة التي بإمكاني أن أتحدث بها وأجسد جميع أفكاري واللحظات المحيطة بي''· صور للذكرى ويتابع:''منذ طفولتي وكلي يقين أن الفن له مكان في حياتي ولكن، تجهلني لحظة الانطلاقة· فجاءت البداية بسيطة للغاية لا تخرج من إطار اقتناص بعض الصور للذكرى فقط سواءً بالأفلام الفورية أو غيرها والهدف تجميع اللحظات من عمر الزمن في ألبومي الشخصي، فلدي الكثير من المشاهد لذكريات أحداث مضت وطويت بدأ من أيام الدراسة والرحلات البرية التي أقتنص فيها لحظة انقضاض الصقر على فريسته، وما تضم البحار في أحشائها من ملامح آسرة نقف عندها لنتأمل عظمة الخالق عز وجل، وتقريب الصورة من خلال الترحال الذي فتح لي آفاق البحث عن مضامين الجمال وفق ما تقدمه لنا الطبيعة الساحرة بكافة تفاصيلها الدقيقة التي تخلق لنا مشاهد وصور لا يمكن أن نمضي عنها دون أن ندونها في قلب ذاكرة الكاميرا''· وعن أدوات التصوير التي تستهويه يقول:''عندما أبحرت في عالم الانترنت لاحظت تميزي في اقتناص اللقطات والتكنيك العالي الذي أتمتع به في طرح الفكرة ، فمنذ ذلك اليوم عزمت على أن أهتم بهذه الموهبة وأن أسعى لصقلها· فوجدت نفسي في هذا الفن الذي يحاكي ذاتي ، فكانت البداية مع أخي بوحمدان كنا مبتدئين فاستخدمنا نظام ·- Nikon D07 , D07s Nikon, ومن ثم قمنا بتغيير النظام بأكمله إلى Canon 5D وكلي قناعة بالخطوة التي خطوتها· وحول آليات تطوير مهاراته يوضح:''حاولت أن أصقل موهبتي بالرحلات والتصوير في المهرجانات والمسابقات المحلية والعالمية في قطر واحتكاكنا بالعالم الداخلي والخارجي من خلال المسابقات والمشاركات في المواقع العربية والأجنبية إلى جانب الدورات التي التحقت بها أفادتني كثيراً، ولا أنسى مجهود أساتذتي مثل: محمد المناعي في أساسيات التصوير والبور تريه في جامعة فرجينيا، و حسين الجابر في فنيات التكوين، و محمد رفيع في البور تريه، ومروان البنعلي في الفوتوشوب والمعالجة الرقمية· الصور ترجمة بصرية للفكرة ويؤكد النعيمي:'' لكل عمل وقع خاص في ذاتي فهو يترجم أفكاري بحبس المشهد الذي يخالج نفسي فلا يمكن أن أفضل عمل على آخر وكثيرا ما أستقي أفكار أعمالي من المواضيع المحيطة والقضايا المعاصرة · وأجد نفسي أكثر في التصوير المعماري وتصوير التراث والبور تريه والمناظر الطبيعية''، مبينا أن فن التصوير الفوتوغرافي نظام يتمتع بأسس وضوابط يجب على كل هاو أن يعيها جيدا قبل الشروع بالتقاط أي عمل فلا بد من التخطيط المسبق، وتحديد الأفكار والموضوع المراد تصويره لأن ترتيب الأفكار والإعداد المسبق للمشهد يمثل 70% من نسبة نجاح أي عمل، ولا بد من اختيار الكاميرا والعدسة والفلاتر المناسبة· فالتصوير الضوئي يقوم على الترابط بين عنصريين أساسيين لا بد أن يدركها كل من يحمل آلة الضوء من حيث التخطيط وتكوين ورسم المشهد ثم اقتناص اللقطة· ويضيف أن المراحل السابقة لن تتم من غير وجود بعض المعدات التصوير المناسبة للحصول على جودة عالية من حيث الدقة والنقاوة الصورة، فكلا العنصريين مهمين· وحول أهمية تقنية معالجة الصور، وإضافة بعض الرتوش عليها يشير النعيمي إلى أن المعالجة الرقمية في البرامج هو مثيل للغرفة المظلمة في التصوير الفلمي ففي الغرفة المظلمة يقوم المصور بتحميض الفلم والتلاعب بالصورة والحال نفسه في برامج المعالجة الرقمية الأمور التي يتم التعديل عليها هي Contrast, Sharpens, Levels and curves
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©