علب الحلوى قمصان تزينها الأزرار

يتوقف راشد قبالة طاولة العرض في متجر لبيع هدايا يدوية، يستأذن مالكه أن يلمس السلعة التي دفعته إلى الابتسام، يتبادل أمارات التعجب مع زوجته التي علّقت ''حتى علب الكرتون يخيطونها بأزرار''؟ يتابع راشد الزعابي -أب لأربعة أطفال- تأمله للعلب، ويقول لزوجته ''الإبداع سمة عصرنا، لذا صار هم الحرفيين ابتكار الجديد دائماً في محاولة لنيل إعجاب المستهلك''· بينما يشير فضل السقاف -مالك المتجر- إلى مصدر هذه العلب الكرتونية المزينة بياقات أو بأزرار كما لو أنها قمصان ''ثمة مواهب فنية كثيرة في البلاد -من مختلف الجنسيات- تفرّغ طاقاتها في ما يفيدها ويفيد الناس من حولها، من خلال تحويل مواد خام، بواسطة أدوات بسيطة (كرتون، ورق لاصق، خيوط، أزراز، سحّاب····) إلى قطع ديكور أو مستلزمات منزلية مختلفة، كهذه العلب التي يمكن استخدامها لتقديم هدية بداخلها، أو لحفظ الحلوى، فهي شبيهة جداً بعلب الحلوى الخشبية التي اشتهرت في أعوام الخمسينيات في كل من مصر والعراق وبلاد الشام''· يتجمع بعض الزبائن حوله، يسأل أحدهم عن أسعار العلب، فيجيب ''الأسعار مناسبة لمختلف القدرات الشرائية، إذ تتراوح بين 12 إلى 22 درهما للعلبة الواحدة، على اختلاف رسومات وديكورات العلب''· تتقدم بدورها سهيلة عبيدات -موظفة- باتجاه طاولة العلب، تبدي إعجابها بها، وتضع مجموعة منها في عربتها، تقول ''انتقيت علبة من كل لون، بالحجمين المتوفرين، فقد درجت العادة أن تظهر صرعات وابتكارات جديدة بين حين وآخر، وسرعان ما تختفي ليظهر بديلها أو نموذج متطور عنها''· بينما تشير باولينا -بائعة في المتجر- إلى ألوان العلب وأحجامها وأشكالها ''يتوفر من هذه العلب ثلاث درجات من اللون الرملي، فاتح ومتوسط وغامق، بمقاسين وارتفاع واحد 20 سنتيمتراً، وبشكل موحد بيضاوي، مرفق مع كل علبة غطاء محكم، بينما داخل العلب مطلي بمادة حافظة غير ضارة بالصحة''·· إلاّ أنها نصحت الزبائن الذين تهافتوا على شراء العلب: ''الأفضل حين استخدام العلب لحفظ الحلويات والمأكولات، أن لا توضع داخل الثلاجة لئلا تصيبها الرطوبة والبلل فتفسد''·