حقيقة الزواج

المشكلة.. أنا شاب جامعي، بلغت من العمر منتصف الثلاثينات، وأعمل في وظيفة جيدة، وإمكاناتي المادية أيضاً جيدة، لكنني خائف جداً من الزواج! ولا أعرف أين المشكلة؟ ولا لماذا هذا الخوف، رغم أن علاقاتي النسائية كثيرة جداً، وقلبي كبير أيضاً، وأشعر أنه يتسـع لكل النسـاء! وسبق أن تمت خطبتي لأكثر من فتاة لكن سرعان ما يتغير رأيي وأفسخ الخطبة، وكأنني استعجلت الاختيار، ومن الضروري أن أبحث عن أخرى تفوقها جمالاً، فأنا أعشق النحيلة وأحياناً أخرى أفتن بالممتلئة، وأعجب بالطويلة، وسرعان ما أعود وأختار القصيرة، وكذلك أحتار ما بين السمراء والشقراء··· إلخ· أخاف أن أظل على الحال نفسها، وأحياناً أشعر أنني لا أعرف ماذا أريد بالضبط، وينتابني إحساس بالحيرة والقلق والخوف من الفشل، وغير قادر على اتخاذ القرار المناسب·· فماذا أفعل؟ حائر- أبوظبي الحل لك حق أن تخاف من الزواج·· لأنك لا تعرف ما هو؟ فالإنسان عدو ما يجهل ·· هناك فرق بين العلاقات النسائية وبين الزواج·· فالزواج رابطة مقدسة بين رجل وامرأة ارتضيا العيش معاً ليحققا غاية الله من خلق الإنسان، وهي خلافته في الأرض، وهذه الخلافة تستوجب إعمار الأرض، ولن تعمر الأرض إلا بتناسل أبناء آدم وسعيهم من أجل نشر الخير· لذا عليك أن تعلم حقيقة الزواج أولاً، وعليك أن تدرك أن هناك صفات أخرى يجب أن تتوافر في زوجة المستقبل، وهناك أولويات أهم من المواصفات الشكلية، وعندها لن تجد للخوف مكانًا في نفسك من أن تستمر في إحساسك بعد الزواج، لأنك لو فهمت معنى الزواج فستجد في زوجك السكن·· وترى فيها كل النساء: السمراء والشقراء والنحيفة والسمينة والطويلة والقصيرة·· وهذا يستوجب مع فهمك تقوى الله عز وجل؛ لأن ما تسميه علاقات نسائية متعددة هو في تسميته الحقيقية زنا، وهو من الكبائر التي تستوجب التوبة والاستغفار ولا تستحق المباهاة والافتخار، لذا كان جزاء غض البصر حلاوة في القلب لا يجدها إلا من غض بصره فعلاً عن كل النساء، إلا عن زوجته التي ارتضى أن تكون كل حياته ودنياه حتى يلقى الله وهو راضٍ عنه· أما إذا كنت غير قادر على اتخاذ مثل هذا القرار، فعليك أن تراجع طبيباً نفسياً متخصصاً لمساعدتك في التخلي عن خوفك وترددك، وهناك تدريبات كثيرة لدى عيادات الطب النفسي لإكسابك مهارات الثقة بالنفس، فلا تتردد·