الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استخراج المعنى من المعنى

استخراج المعنى من المعنى
28 يوليو 2010 20:39
تجربة الحداثة في الكتابة والتي شملت فنون الكتابة جميعها من شعر ورواية ومسرح وقصة هي التي شملت أيضا عبر النقد الإبداعي اتجاهات وحركة حديثة تماهت وظلت تسير جنبا إلى جنب مع المنجز الإبداعي.. تلك الحداثة التي اجترحت منطق التغيير والتحول والرؤية الجديدة للفن بوعي جديد يعادل تطور الحياة واتساع المعرفة في عالم متغير ومتحول أيضا. وفي كتابه الجديد “مجازات الحداثة” والذي خصصه الناقد السعودي صالح زياد مجموعة من القراءات النقدية حول القصة القصيرة في السعودية والخليج. يقارب مجازات الحداثة التي تعني “تمثيلات المعاني الفردية والاجتماعية والثقافية من زاوية الحداثة” مع مجموعة من التجارب في القصة القصيرة، لكن صالح زياد يقسم الكتاب ليحتوي على فصول ممتعة في بحثه عن فكرته. بداية يبحث في مجازات العائق الاجتماعي من حيث أن واقعية الابداع أو الموضوع الذي يتناوله الأدب لا يعني بالضرورة حقائق تجريبية بقدر مايعني التصور الذهني، ولذا يلحظ أن القص لايكون سوى بالتعارض مع ثيمات الواقع وبنيته، وكل عناصر العامل الاجتماعي تتحول لدى المبدع إلى وظيفة للإعاقة تلك، وهو مايتضح في بعض النصوص بملفوظ ما. يقول صالح زياد: “قضايا العامل الاجتماعي التي يتناولها الأدب لامعنى لتصور بعض نصوصها بمجازات عنها ولها من زاوية المحاكاة لها أو التعبير عنها أو وصفها، لأن هذا يحيل المجاز/ الأدب إلى فرع لأصلها وهامش على متنها وكيف يكون ذلك مادامت هي، أي معناها وصورتها الذهنية تالية في وعينا لبنائها وتسميتها أدبيا.. لاسابقة؟!”. ويستقي المؤلف من مجموعة من القصص التي يستعرضها مجموعة من الدلالات متصلة بمنظور الحداثة لأنه منظور للواقع المتجدد.. وكذلك نقرأ في القسم الثاني مجازات الوعي النسوي في قصص المرأة، حيث نقرأ كيف تخطت الكاتبات مشاكل علاقتها مع الرجل مثلا ليتحول إلى علاقتها بالثقافة وخروجها من دائرة الشعور بالعجز والمترادف مع الجهل الذي يعزز شعورها بالوصاية ولذلك كان وعي المرأة بذاتها وكتابة القصة ينم عن تمثيلها عما يسحقها ويسبب لها تلك الإعاقة. ومن خلال مقاربته لبعض القصص النسوية نلحظ كيف تبرز رؤية المرأة لجسدها كملكية خاصة بها، والعقلانية والاختيار الخاص بها، وإلى قناعات أخرى حيث تتناسل المجازات عن رؤى أخرى حول التشارك والتساوي الانساني والاجتماعي وتفكيك ثقافة الذكورة والفحولة ـ كما يشير زياد ـ (هزيمة الثقافة الذكورية)، كذلك بحثها عن الرجل (البحث عن رجل خارج الثقافة)، بمواصفات الاحترام والذاتية والاستواء والتعاطف مع الفقراء والمظلومين وضحايا القمع والتوحش. ومما يلاحظ حضور القرية والصحراء ومتعلقاتها الثقافية والاجتماعية في نصوص القصة السعودية والخليجية، وهو مايسميه زياد “مجازات السرد ضد الأليف” وهو مايدور في إطار الشعبي أو البلدي، ويقف في هذا الفصل على مجموعة من النماذج/ النصوص التي تكشف عن الاعتراض على عدد من الخواص الشخصية ـ الأخلاقية والثقافية والاجتماعية الشعبية، “بما يجعل تلك النماذج صيغا مجازية لتمثيل دلالات المناواة للحداثة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©