السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة ترامب للأميركيين الأفارقة

23 يناير 2017 22:05
استعدوا يا أفارقة أميركا فقد حان وقت «الصفقة الجديدة لأميركا السوداء» الخاصة بدونالد ترامب! فبعد أن أدى الرئيس الأميركي الجديد اليمين الدستورية يوم الجمعة الماضي، يجري الآن تطبيق الخطة الخاصة بالأميركيين الأفارقة. وفي كلمة التنصيب قال ترامب: «الأميركيون يريدون مدارس رائعة لأطفالهم وأحياء آمنة لأسرهم ووظائف جيدة لأنفسهم.. لكن بالنسبة إلى كثيرين من مواطنينا هناك واقع مختلف: هناك أمهات وأطفال واقعون في أسر الفقر في قلب مدننا، وهناك تعليم يحظى بكثير من المال ولكنه يترك تلاميذنا الصغار الجميلين محرومين من كل معرفة، والجريمة والعصابات والمخدرات سرقت حيوات كثيرة وسلبت من بلادنا إمكانات كثيرة لم تتحقق. هذه المذبحة الأميركية تتوقف هنا والآن». ومن بين تعهدات ترامب، هناك تريليون دولار من الاستثمارات في البنية التحتية «سيكون فيها قلب المدن هو المستفيد الرئيس». ولكن هناك بعض الفخاخ والمحاذير، كما قد يتوقع القارئ أمثالها من سياسي مثل ترامب. فمقاطعة كولومبيا على سبيل المثال فيها نسبة عالية غير متناسبة من الفقراء، وخاصة وسط الأطفال. ولكن «قلب المدينة»، وهو المركز الجغرافي للمدينة الذي تكثر فيه المشكلات الاجتماعية والفقر، أصبح منطقة يجري تحديثها بسرعة لتناسب أصحاب الأجور الأعلى، حيث من الممكن أن يبلغ إيجار شقة استديو أكثر من ثلاثة آلاف دولار في الشهر. وإذن فما الخطة المقترحة للسود أصحاب الدخول المنخفضة الذين لا يستطيعون البقاء في هذه المناطق: هل يعودون من حيث جاؤوا أم أنه لا توجد حلول؟ لم يخبرنا ترامب بشيء عن ذلك. يذكر أن الرئيس الجديد التقى موريل باوزر، رئيسة بلدية مقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة)، بعد فترة قصيرة من فوزه بالانتخابات. ولكنها لم تخبرنا بعد بمدى التأثير المحتمل لمقترحات ترامب في سكان المدينة. وقد صرحت باوزر قائلة: «لن أتحدث عن أمور بعينها ناقشتها مع الرئيس.. أقول فقط إننا أجرينا محادثة واسعة النطاق عن أمور مهمة لسكان واشنطن». وقد شاب الغموض أيضاً تصريحات السود الآخرين الذين اجتمعوا مع ترامب بشأن ما تعنيه خططه للأميركيين السود. وفي هذا السياق لم يستطع الناشط الحقوقي الأسود مارتن لوثر كينج الثالث أن يلقي أي ضوء على الصفقة الجديدة الموعودة بعد اجتماعه مع ترامب. وأعلن كينج أن ترامب «قال إنه سيمثل كل الأميركيين.. لقد قال هذا مراراً وتكراراً». وفي مؤتمر صحفي مع ترامب، كان مذيع مباريات الملاكمة «دون كينج» يبدو كما لو أنه قد أبرم صفقة لنفسه مع ترامب على حساب السود. فقد أعلن أن «أميركا تحتاج إلى دونالد ترامب.. نحتاج إلى دونالد ترامب وخاصة السود. لأنه يتعين أن تفهموا إخواني وأخواتي السود أن عليكم أن تحاولوا محاكاة وتقليد الرجل الأبيض، ثم ستصبحون حينها ناجحين». وجاء في موقع ترامب على الإنترنت أنه كي يوفر تريليون دولار عليه أن «يلغي كل الإنفاق الضائع على تغير المناخ المنفق من طرف أوباما وكلينتون، بما في ذلك كل الأموال التي تدفع إلى الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الكوكب». وبعبارة أخرى، فإما أن يكون المرء من منكري تغير المناخ وإما أن يكون عاطلاً عن العمل. هذا مع أن مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية يرى أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب يشكل خطراً على الجميع وخاصة الأطفال وكبار السن والمجتمعات منخفضة الدخل والأقليات. وبالإضافة إلى هذا فإن عدداً قليلًا للغاية من شركات الإنشاء ستوظف الشباب السود غير ذوي الخبرة في الوظائف الممولة من الأموال الاتحادية. فعمال المياومة لن يتسامحوا مع أغراب يتجولون في مواقع العمل، وأصحاب الشركات لن يغامروا بتجاوز الميزانية لتصحيح أخطاء ارتكبها متدربون. وسواء كان هذا صحيحاً أم خطأ فهو واقع يعرفه ترامب بشكل جيد. وفي كلمة التنصيب، تحدث ترامب طبعاً عن تنوع أميركا، وعن الأمور التي يجب أن توحدنا. وفي هذا المقام قال: «لقد حان الوقت لنتذكر الحكمة القديمة التي لن ينساها جنودنا أبداً وهي سواء كنا سوداً أم بنيي اللون أم بيضاً فإننا جميعاً ننزف للوطن الدماء الحمراء نفسها.. وسواء ولد الأطفال في المنطقة الحضرية في ديترويت، أو في السهول التي تذروها الريح في نبراسكا، فهم ينظرون إلى السماء نفسها، وتمتلئ قلوبهم بالأحلام ذاتها، وتسري فيهم نفحة الحياة من الخالق القدير الأحد». ولكن خطة ترامب الاقتصادية تضع السود في صراع مع الملونين. وقد جاء في موقعه على الإنترنت «لا توجد جماعة تضررت اقتصادياً من عقود من الهجرة غير المشروعة أكثر من العمال الأفارقة الأميركيين أصحاب الدخول المنخفضة.. سنوقف عمليات قبول اللاجئين المتهورة من المناطق المعرضة للإرهاب التي تكلف دافعي الضرائب مئات الملايين من الدولارات. سنستخدم جزءاً من المال الذي تم توفيره من تطبيق قوانيننا ووقف دفق اللاجئين ليعاد استثمارها في قلب مدننا». * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©