الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملاذ المتعة والفائدة

ملاذ المتعة والفائدة
28 يوليو 2010 20:47
تعتبر الهيئات المهتمة بالمسرح في دولة الإمارات من الأكثر اهتماماً، على المستوى العربي، بتفعيل الحالة المسرحية، فهي الأكثر سعياً لنشر الاهتمام بالمسرح في مجتمع “تسرقه” كثير من الانشغالات، وينتشر هذا الاهتمام ويتوزع على إمارات الدولة من خلال الفرق المسرحية العاملة في كل إمارة، وتتفاوت الاهتمامات والانشغالات بحسب اهتمام كل إمارة، ولكن الجميع يعملون على تنشيط الحياة المسرحية وفعلها وتواصلها مع الجمهور المستهدف حسب الإمكانات الفنية والمادية المتوافرة لكل فرقة من هذه الفرق، وبحسب ما تتوافر للفنانين، كُتاباً ومخرجين وممثلين وفنيين، من هذه الإمكانات. وقد شكّل “الموسم المسرحي السادس”، الذي أُقيم خلال الفترة من السابع عشر من حزيران الماضي وحتى العاشر من يوليو الجاري، إحدى المبادرات الرئيسة لجمعية المسرحيين التي تعمل انطلاقاً من سعى مجلس إدارتها إلى ترسيخ القيم الفنية ذات البعد الثقافي العميق في المجتمع، وقد تم تنظيم الموسم بالتعاون مع المؤسسات والدوائر الحكومية بالدولة متمثلة في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وتلفزيون الشارقة، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ومجموعة من الجمعيات والدوائر الرئيسة الأخرى. كما أنه كان “خطوة مهمة على الطريق نحو سد الفجوة في التواصل بين المسرح والجمهور”. في هذا المناخ المسرحي نحاول قراءة هذه الحركة، وهذا الحراك الفني، ومدى تأثيره في الحياة الثقافية الفنية، في مواجهة الحياة الاستهلاكية التي يعيشها الناس هنا، مواطنون أو وافدون من ثقافات مختلفة، وأي معنى لهذا النشاط الذي يفترض أنه جزء من الحياة الثقافية المتذبذبة في أدائها وتأثيرها، وفي اختياراتها والفاعلين في هذه الاختيارات التي لا نريد توصيفها، بل نترك ذلك لمن يختارونها ويحددونها من المسؤولين في هذه الحركة المسرحية. فكيف تم اختيار مسرحية “ليلة بعمر” من إنتاج المسرح الحديث بالشارقة، ومسرحية “سكراب” من إنتاج مسرح دبي الشعبي، وختاماً بمسرحية “حنة” من إنتاج جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث؟ الرؤية والخطط الاستراتيجية البعض رأى في عروض الموسم المسرحي السادس الذي أُقيم في عدد من إمارات الدولة، بداية من مدينة كلباء، مروراً بمدينة دبا الفجيرة وإمارة أم القيوين وختاماً بإمارة رأس الخيمة، أنها “هذا العام جاءت نوعية ومميزة وفقاً للخطط الاستراتيجية والرؤى المستمدة من فكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي وضعها مجلس إدارة الجمعية نصب عينيه من حيث توفير ملاذ للمتعة والفائدة للجمهور وخلق حالة مسرحية صحية ومتطورة، وهذا يعد أهم الأهداف المرجوة من وجود الموسم”؛ لأنها كانت من “العروض المسرحية المتميزة التي قدمت خلال أيام الشارقة المسرحية الأخيرة 2010، وضمت كوكبة من نجوم المسرح الإماراتي ونخبة من الفرق المسرحية بالدولة”. كما برر منظمو الموسم عرض هذه المسرحيات بأن كلاً منها حصلت على عدد من جوائز “الأيام”، فقد حصلت مسرحية “ليلة بعمر” على جائزة أفضل تأليف لكاتبها جاسم الخراز، كما حصل الفنان عبدالله صالح على جائزة أفضل ممثل دور أول عن دوره في “سكراب”، التي هي من تأليفه، وحصلت الممثلة بدور على جائزة أفضل ممثلة دور أول مناصفة عن دورها في مسرحية “حنة” وحصلت الممثلة أشواق من المسرحية نفسها على جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ. علاقة المسرح والحياة وفي هذا الإطار، فإن محمد سعيد الظنحاني نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، يرى “أن المسرح الإماراتي استطاع أن يرسخ وجوده في الحياة وفي المجتمع من خلال عروض مسرحية جادة ورصينة، وما من خصوصية للموسم المسرحي في سادس دوراته على وجه الخصوص والتطور الملحوظ الذي بات سمة من سمات جمعية المسرحيين في الإمارات”. ومن الفجيرة، التي كانت مسرحاً لهذه العروض، قال الظنحاني: “إن المسرح الإماراتي استطاع أن يرسخ وجوده في الحياة وفي المجتمع من خلال عروض مسرحية جادة ورصينة، ولا بد من الإشادة بالدور الذي تبذله جمعية المسرحيين في الإمارات من أجل المسرح والمسرحيين على وجه العموم، والاهتمام الذي توليه للموسم المسرحي في سادس دوراته على وجه الخصوص، والتطور الملحوظ الذي بات سمة من سمات جمعية المسرحيين في الإمارات”. ومن جهته، أعلن إسماعيل عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين، المنسق العام لعروض الموسم المسرحي السادس، الذي تم تكريمه بوصفه الشخصية المسرحية لهذا العام، “أن عروض الموسم المسرحي هذا العام، جاءت نوعية ومميزة، وفقاً للخطط الاستراتيجية التي وضعها مجلس إدارة الجمعية نصب عينيه، من حيث توفير ملاذ للمتعة والفائدة لجمهور المسرح، وخلق حالة مسرحية صحية ومتطورة، وهذا يعد أهم الأهداف المرجوة من وجود الموسم المسرحي، الذي يخلق بالتالي تواصلاً حقيقياً بين المسرح والجمهور”. وعلى صعيد متصل، فقد تم التركيز على شريحة الممثلين الشباب في كل هذه المسرحيات. وكانت اللجنة المنظمة للموسم هذا العام اختارت أن تقام العروض في كلباء ودبا الفجيرة وأم القوين ورأس الخيمة، بحسب بعض القائمين عليها “نظراً للوجود الجماهيري في هذه المدن في فترة الإجازة، ولكونها من أكثر الأماكن إقبالاً على المسرح وحباً له ولكسر سيطرة المدن الكبيرة على العروض، وقد عبرت جمعية المسرحيين في بيان ختام الموسم عن ارتياحها للنجاح الذي حققه وسعادتها بالحضور الجماهيري اللافت في كل مرحلة من مراحل العرض”. رسالة إلى الجمهور في هذا الإطار، قال راشد بن عبود، عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين، أمين السر العام في مسرح دبا الفجيرة: “إن مسرح دبا الفجيرة قام بتسخير إمكانات الفرقة كافة لإنجاح عروض الموسم المسرحي في أسبوعه الثاني بدبا الفجيرة، من خلال التنسيق مع المؤسسات المعنية في المدينة، لإعلام الجمهور عن الموسم المسرحي، ومن خلال حملة إعلانية كبيرة تجاوب معها الجمهور، وهذه هي غايتنا من إقامة عروض الموسم المسرحي الذي كان موسماً نوعياً ومتميزاً”. وحول الحضور الجماهيري في هذا الموسم المسرحي، جرى الإعلان من قبل المشرفين على الموسم عن أن “هذا المسرح يتوجه إلى الجمهور تحديداً، وهو ما قمنا بالتركيز عليه وجُنيت ثماره، ولعل متابعة الجمهور الذي كان يتواصل بشكل لافت مع العروض”، كما كان تقييم اللجنة للعروض المختارة بأنها ناجحة، وهذا يعني أن الرسالة الدرامية وصلت إلى الجمهور وأنه عاش مختلف التجارب الإنسانية التي تقدمها العروض الثلاثة واستوعب الدروس الأخلاقية والاجتماعية التي تحملها، وهي كلها عروض جادة تتناول بعمق قضايا أخلاقية واجتماعية متعلقة بالمجتمع الإماراتي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©