الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد خلف المزروعي.. الحاضر دوماً

محمد خلف المزروعي.. الحاضر دوماً
12 مايو 2015 23:20
رضاب نهار (أبوظبي) لم ينس معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ابن الإمارات، الراحل محمد خلف المزروعي الذي لطالما عمل لأجله ساعياً إلى تفعيل الكلمة وتعزيز الثقافة. فخصص لذكراه الطيبة مكاناً في مجلس الحوار ضمن جلسة كانت حميمية بكل ما فيها، فجمعت الأهل والأصدقاء وبعض الذين لم يكونوا يعرفونه شخصياً، متحدثين ومستمعين جميعهم إلى مآثره كإنسان أولاً وكقائد مؤسسة ثانياً. قدّم الجلسة الدكتور علي النعيمي مدير جامعة الإمارات، مشيراً إلى أننا فقدنا شخصية لن تتكرر في مجال الصناعة الثقافية فضلاً عن مآثره الكثيرة الأخرى التي لا تعد ولا تحصى. وأننا اليوم مجتمعون لنقدم لمحمد خلف القليل جداً مما يستحق من الكلام عنه، خاصة وأن هذا هو أول معرض للكتاب في أبوظبي لا يكون فيه موجوداً معنا. وقال الشاعر والإعلامي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر، إن المزروعي كشخص استطاع أن يحدث نقلة نوعية في معارض الكتب داخل وخارج الإمارات. وأنه يملك ما نحن نفتقده في القيادة الإدارية وهي القدرة على قيادة مؤسسة ثقافية تضم العديد من المثقفين والأكاديميين. مبيناً أن التجربة أثبتت أن العمل الثقافي لا يحتاج إلى كاتب أو فنان إنما يحتاج إلى قائد واعٍ يوجه كل الأطياف الثقافية. وهو نموذج من نماذج النجاح في العمل المؤسساتي وفي العمل والحراك الثقافي. بالإضافة إلى كونه إنساناً رائعاً كان يستقبل الناس في بيته ويعقد اجتماعاته هناك. وأضاف: «لقد حقق رحمه الله وفي فترة قياسية من الزمن، ما لم تستطع دول أن تحققه. وكان يقول هذا مركب منطلق فمن يحب أن يركب ويعمل معنا حيّاه الله. القطار مستمر اركبوا أو لن تحصلوا مكاناً لكم في المستقبل.. وربما لم يمر علي رجل مثل محمد خلف المزروعي». أما عن ذكراه في المعرض، فبيّن العميمي أن محمد خلف كان يزور دور النشر شخصياً ويسأل العارضين عن مشاركتهم. وكان يحضر حفل توقيع لكاتب لا يعرفه، يقف معه يبارك له ويأخذ كتابه منه. حتى أنه كان يفرح بالكتب حين تأتيه كهدية، وحتى اليوم لا تزال مكتبته مليئة بالكتب والتوجهات والمواضيع المتنوعة. وقال العميمي: «أنا أفتقد جولته في المعرض وأقف عند لمسته الإنسانية». بدوره قرأ الشاعر العراقي رعد بندر بعضاً مما كتبه عن الراحل، فقال: «محمد خلف المزروعي لم يكن شاعراً، ولكنه كان شاعراً! لم يكن ناقداً ولكنه كان ناقداً! لم يكن فناناً ولا رساماً ولكنه كان فناناً ورساماً! لا يحب النوم وليس لديه صفقات مع النعاس.. متى ما تجيء تجده مثل بيرق متكئ على سرج فرس أصيل. محمد خلف المزروعي راحته في تعبه.. يحب شعر المتنبي وكثيراً ما يردد قوله: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم». كذلك قال: «لديه رادار إبداعي يلتقط ما هو معرفي وجميل سواء أكان فكرة متكاملة أو مجرد نواة لفكرة لم تكتمل بعد. إنه في حالتيه يضيف لها ويطورها. وبلمح البصر يجعل منها مشروعاً ثقافياً نقف له مندهشين. وهو يعشق التراث وينظر له كإرث يجب أن يصان ليبقى بصمة إماراتية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.. وفي مختبره الإبداعي مزيج ساحر بين الحداثة والتراث!!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©