الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير: الأمن قبل النفط في المفاوضات مع جوبا

البشير: الأمن قبل النفط في المفاوضات مع جوبا
11 مايو 2012
سناء شاهين (الخرطوم) - أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس أنه لا محادثات مع جنوب السودان بشأن النفط أو التجارة أو المواطنة قبل حل الخلاف القائم حول قضايا الأمن،مشددا على أن بلاده “ستتعامل بالمثل مع عدوان دولة جنوب السودان”. وشدد علي استقلالية القرارات في السودان، وقال في خطاب ألقاه بدار النفط بمناسبة تحرير هجليج وإعادة ضخ النفط: “سننفذ ما نريده وما لا نريده لا مجلس الأمن ولا مجلس الأمن والسلم الافريقي سيجعلنا ننفذه”، وذلك بعد ساعات قليلة من قبول حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسته قراري مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، والذي يدعو الخرطوم وجوبا إلى وقف العدائيات. وأشار البشير إلى أن الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا تعمل على استنزاف ثروات الشمال ودعم المتمردين وتسعى إلى تغيير النظام في الخرطوم وإن السودان سيبادلها المعاملة ذاتها. وقال: “سندعم المعارضة في الجنوب ونعمل على تغيير الحركة الشعبية الحاكمة”. وصوب انتقادات لاذعة لقادة الحركة الشعبية، وقال إنهم” قهروا شعب جنوب السودان وزجوا به في الحروب مع الشمال، حيث قتل نحو 1350جنوبي في هجليج”، واتهمهم بـ”نهب أموال الجنوبيين وتحويلها إلى أرصدة في حساباتهم الخاصة لينعم بها أبناءهم الذين يعيشون في الخارج”. وأشار البشير إلى أن السودان “أبدى حسن النية في التعامل مع دولة الجنوب وأعلن مباركته للانفصال واستعداده لمده بالمساعدة لبناء دولته، لكن الحركة الشعبية اختارت طريق القتال والحرابة ما جعل السودان يعلن حالة الطوارئ على الحدود ويغلق منافذ التجارة مع دولة الجنوب”. وقال إن “هؤلاء يحصلون على المؤن الغذائية من السودان ورغم ذلك يريدون قتاله”. وجدد الرئيس السوداني موقف بلاده الرافض لاستئناف المفاوضات حول القضايا العالقة مع جنوب السودان حتي تفي الأخيرة بالترتيبات الأمنية ويطمئن السودان علي سلامة أراضيه وشعبه . وأكد أن بلاده لم تبادر بالعدوان وستدافع عن أمنها، وأن اليد التي ترفع علي السودان ستقطع. وقال إنه لا تصالح مع اليهود، مشيرا إلى انتقادات وجهت إلى الحكومة السودانية في هذا الجانب. وحيا “مجاهدات الجيش السوداني”. ويعد خطاب البشير الأقل حدة منذ تحرير منطقة هجليج النفطية من قبضة جيش جنوب السودان، ووصف البشير في خطابه قادة الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا بـ”الإخوة”، كما خلي الخطاب من التعابير الحادة في وصف الحركة من قبيل كلمة “الحشرة الشعبية” التي استخدمها عند وصفه الحركة الشعبية في خطاباته السابقة بعيد تحرير هجليج. ومنح الرئيس السوداني وسام ابن السودان البار لوزير النفط عوض الجاز، كما منح وزارته وسام الإنجاز .ووصف البشير الجاز بأنه “جوكر” الإنقاذ، وأعرب عن تقديره لجهوده وإنجازاته في دعم التنمية في البلاد والنجاحات التي يحققها في كل مواقع العمل التي أسندت له وأكد أن الجاز شكل عاملا مهما من عوامل نجاح ثورة الإنقاذ عند تفجرها في 30يوليو. وأسدي الشكر والتقدير للعاملين بوزارة النفط على جهودهم المقدرة في صيانة المنشآت المخربة بهجليج وإعادة ضخ النفط في فترة زمنية قياسية، مشيرا إلى أن بلاده ستعوض فاقد عوائد النفط بعد انفصال الجنوب بتصدير 50 ألف طن من الذهب “ما يعادل 2 مليار دولار” بنهاية العام الحالي. وكان الرئيس السوداني يتحدث الى حوالى ألف شخص من العاملين في صناعة النفط السودانية خلال احتفال بتحرير حقل هجليج النفطي بعد أن احتلته قوات جنوب السودان في 10 ابريل واستعادته قوات الخرطوم بعد عشرة أيام على ذلك. وكان السودان وجنوب السودان أكدا سعيهما للسلام بعد ان اصدر مجلس الأمن في الثاني من مايو قرارا يحل الرقم 2046 وينص على وقف المعارك تحت طائلة التعرض لعقوبات. وطالب القرار السودان وجنوب السودان بوقف إطلاق النار والأعمال العدائية على حدودهما وحل القضايا العالقة بينهما بعد انفصال جنوب السودان بموجب اتفاق سلام 2005 أنهى الحرب الأهلية بين الطرفين التي استمرت من 1983 إلى 2005. ويؤكد قرار مجلس الامن ضرورة عودة الطرفين إلى التفاوض الأربعاء المقبل بوساطة من الاتحاد الافريقي يقودها رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، بدون أي شروط مسبقة لحل القضايا العالقة بينهما خلال ثلاثة أشهر. وتتمثل القضايا الخلافية في رسوم عبور نفط جنوب السودان الى السودان اضافة للمناطق الحدودية المختلف عليها ووضع مواطني كل دولة المقيمين في الدولة الاخرى والخلاف حول منطقة ابيي. وكان السودان اعلن رسميا التزامه تطبيق القرار، لكنه حذر من حصول “بعض الصعوبات”. ووجهت وزارة الخارجية السودانية رسالة الى الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لتثبت خطيا التزامها خطة الخروج من الأزمة التي اطلقها الاتحاد الافريقي وصادقت عليها الامم المتحدة. ومن جانب آخر، أعلن المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان امس قبوله قراري مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي الذي يهدف لوقف العدائيات بين السودان ودولة جنوب السودان. وقال علي كرتي عضو المكتب القيادي وزير الخارجية السوداني إن المكتب القيادي ناقش القرارين باستفاضة في اجتماع عقده برئاسة رئيس الحزب رئيس الجمهورية عمر البشير ومن ثم أعلن قبوله لهما. وعقد المكتب القيادي للوطني اجتماعاً استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس، واستمع إلى تحليل معد من وزارة الخارجية وسفارات السودان بالخارج. وقال وزير الخارجية، علي كرتي، الذي قاد تحركات مكوكية للمرافعة عن قرار المجلس واستطاع من خلالها من تعديل موقف حزبه الرافض للخطوة، إن التعاطي الإيجابي مع القرار يمثل الخيار الأفضل وإن القبول بالقرار هو الوضع الطبيعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©