اتفاق سوري-لبناني على مكافحة الإرهاب وضبط الحدود

اتفق وزيرا داخلية لبنان وسوريا خلال مباحثاتهما في دمشق امس على مكافحة الإرهاب والجرائم بأشكالها المختلفة وضبط الحدود بين الجانبين· وقال بيان صحفي مشترك عقب لقاء وزير الداخلية اللبناني زياد بارود مع نظيره السوري اللواء بسام عبد المجيد إن المباحثات بين الجانبين أكدت حرصهما على الرغبة في توطيد وتعزيز علاقات التعاون لما فيه خير البلدين ومصلحتهما· وقال نصري الخوري أمين عام المجلس السوري اللبناني الأعلى الذي قرأ البيان أمام وسائل الإعلام إن ''المباحثات بين الجانبين ناقشت بحث السبل المؤدية إلى إعادة التواصل بين الوزارتين ولاسيما بين الأجهزة الأمنية المعنية''· وأضاف البيان أن المناقشات اشتملت على التعاون والتنسيق في موضوع الإرهاب والجرائم بأشكالها المختلفة، وكذلك الوصول إلى آلية مشتركة لضبط الحدود والإجراءات اللازمة لوضعها قيد التنفيذ· وأضاف الأمين العام للمجلس السوري اللبناني الأعلى خلال قراءته للبيان الإعلامي المشترك أنه تم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة متابعة وتنسيق لبحث السبل المؤدية إلى تفعيل التعاون والتواصل بين الوزارتين على أن تضم في عضويتها من الجانب السوري معاوني وزير الداخلية ومن الجانب اللبناني مدير عام قوى الأمن الداخلي ومدير عام الأمن العام· وأشار إلى أن مهمة هذه اللجنة ستكون اقتراح أسس التعاون والتنسيق في مجالات مكافحة الإرهاب والجرائم بأشكالها المختلفة ووضع آلية مشتركة لضبط الحدود والإجراءات اللازمة لوضعها موضع التنفيذ· كما ناقش الجانبان مشروع مذكرة تفاهم للتعاون والتنسيق الأمني في مجال اختصاص الوزارتين ورفعها للجهات المختصة دستورياٌ· وأكد البيان أن اللجنة تجتمع بالتنسيق مع المجلس الأعلى السوري اللبناني وتباشر عملها بعد موافقة لجنتي الوزراء في كلا البلدين· وأقر البيان بما تداولته وسائل الإعلام وما تم تناقله عن اعترافات موقوفين على خلفية تفجير وقع بمنطقة القزاز بدمشق في 27 سبتمبر الماضي· وكان التلفزيون السوري أعلن أن منفذي تفجير القزاز ينتمون إلى جماعة ''فتح الإسلام'' التي كانت تواجهت مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمالي لبنان عام ·2007 وعرض التلفزيون السوري اعترافات نحو 12 شخصاً بتنفيذ الهجوم بسيارة مفخخة على طريق مطار دمشق· وأدان المجتمعون هذه ''الجريمة'' واتفقوا على تبادل المعلومات بناء على طلب الجانب اللبناني لمتابعة الموضوع وتبادل المعلومات من خلال المراجع المختصة· وفي رده على سؤال حول بث سوريا اعترافات الموقوفين في تفجير القزاز عبر وسائل الإعلام دون التنسيق مع الجانب اللبناني، أجاب وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد بأن ''ذلك مرده إلى الوعد الذي قطعته السلطات السورية للشعب السوري بنشر المعلومات التي تنتج عن التحقيق مع الفاعلين، وهو الأمر الذي نفذته أجهزة مكافحة الإرهاب''· وفي سؤال وجه لوزير الداخلية اللبناني عما إذا ناقش الجانبان وضع المفقودين بين الجانبين، أجاب بارود: ''هذا واضح أننا تدارسنا هذا الموضوع، وفيه العديد من التفاصيل''· وبعد انتهاء محادثات وزيري الداخلية اللبناني والسوري في مقر وزارة الداخلية السورية توجها للاجتماع برئيس الحكومة السورية ناجي العطري· وتعتبر هذه أول زيارة لوزير داخلية لبناني إلى سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير ·2005 وتأتي الزيارة بعد أكثر من شهر عن إعلان سوريا ولبنان إقامة علاقات دبلوماسية بينهما لأول مرة منذ استقلال البلدين منذ أكثر من 60 عاماٌ· الى ذلك اعتقلت السلطات اللبنانية 6 مسلحين يشتبه بتورطهم في هجمات في سوريا ولبنان وينتمون الى جماعة ''فتح الاسلام''· وقالت مصادر أمنية إن قوات الجيش ورجال الأمن نفذوا عمليات الاعتقال خلال الايام الاربعة الماضية في مدينة طرابلس الشمالية ومخيم البداوي القريب للاجئين الفلسطينيين بالتعـــــــاون مع حركة ''فتح'' الفلسطينية التي اعتقلت وسلمت الى الجيش اللبناني أحد المشتبه بهم في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان· وألقي القبض على أحمد خالد العتر أحد عناصر ''فتح الاسلام''· وقالت المصادر الأمنية إن المسلح الذي اعتقل في عين الحلوة كان على علاقة مباشرة مع ''القاعدة''· وكان أحد الذين اعتقلوا في شمال لبنان إماماً لجامع في مخيم البداوي· ووجه المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا الشهر الماضي اتهامات الى 34 رجلاً بينهم سوريون وسعوديون ولبنانيون وفلسطينيون ينتمون لخلية ''فتح الاسلام'' التي كانت وراء الهجمات على الجيش· ودعت قيادة الجيش اللبناني بقية عناصر تنظيم ''فتح الإسلام'' الضالعة في أعمال إرهابية الى تسليم نفسها لأنها لن تكون في منأى عن الملاحقة