الربيعي: خطة أوباما لسحب القوات في 16 شهراً مناسبة

رأى مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أن وجود الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما على رأس الادارة المقبلة يضخ دما جديدا ويفرز افكارا وخططا جديدة· وكان اوباما اقترح خلال حملته الرئاسية خطة لسحب 14 لواء قتاليا اميركيا لا تزال موجودة في العراق بمعدل لواء أو اثنين كل شهر من تاريخ توليه مهام منصبه على ان تستكمل عملية الانسحاب في غضون 16 شهرا تاركة قوة لمكافحة الارهاب لم يحدد ماهيتها· وقبل عام رأى كثيرون في بغداد وواشنطن أن مثل هذا الجدول الزمني لانسحاب سريع تعهد انتخابي ينطوي على مخاطرة، لكن القادة العراقيين يقولون الان انه قابل للتحقيق· واعرب الربيعي عن اعتقاده بان فترة 16 شهرا فترة مناسبة· كما ان احتمال تحسين اوباما العلاقات مع ايران يمكن ان يساعد واشنطن على اكتساب اصدقاء في العراق والاحتفاظ بهم· وتجري انتخابات الرئاسة في ايران العام المقبل، ورغم صعوبة قياس مدى التحسن في العلاقات مع واشنطن فإن انصار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يأملون في حدوث تقدم· وقال النائب جلال الدين الصغير رئيس التكتل البرلماني الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ''لا خيارات لنا الا اتباع سياسة تعاون، خاصة مع دول الجوار''، وأضاف أن بلاده تشجع اي نهج يؤدي إلى تعاون مع اي دولة من دول الجوار وليس فقط مع ايران''· ومع ذلك، لن تلقى كل سياسة تقترحها واشنطن قبولا لدى الحكومة العراقية· ومع رحيل قواتها ستفقد الولايات المتحدة نفوذها في نهاية الامر· وتريد واشنطن ان تتوصل الاحزاب التي يتزعمها المالكي لاتفاق مع الاكراد في الشمال بشان الاراضي المتنازع عليها والاتفاق على صيغة لاقتسام الثروة النفطية· وتريد من الشيعة والاكراد الاعتناء بالسنة الذين انقلبوا على ''القاعدة''· ورأى المؤرخ النرويجي ريدار فيسر الخبير في السياسة العراقية ان توقعات الانسحاب تنامت بقوة عقب انتخاب اوباما وهذا يعني ان بعض الدعاية المناهضة للاحتلال ربما تهدأ، ولكنه أضاف ''يبدو ان اوباما يعتقد ان بوسعه ممارسة ضغط على المالكي لحمله على التحرك نحو المصالحة الوطنية ولكن هذا الموقف ينم عن تجاهل لتزايد ثقة المالكي بالنفس''· وأضحت حكومة المالكي أكثر جرأة داخليا وفي التعاملات مع واشنطن· وامتلات خزانات بغداد بعائدات النفط نتيجة الزيادة الكبيرة في الاسعار في الاونة الاخيرة· وحققت قوات الامن انتصارات على ميليشيات بدعم محدود من القوات الاميركية وهي احداث نظر اليها على انها نقطة تحول· وقاد المالكي مفاوضات صعبة مع ادارة الرئيس بوش بشأن مستقبل الوجود الاميركي وارغم فعليا ادارة بوش على القبول باطار زمني للانسحاب في غضون ثلاثة اعوام· غير ان الشك مازال ينتاب الكثير من الساسة، ويفترض البعض ان وعود اوباما الانتخابية بانتهاج سياسة جديدة في العراق مجرد وعود· وقال لواء سميسم أحد كبار مستشاري رجل الدين مقتدى الصدر ''نحن نعرف أن شعارات الانتخابات تبقى مجرد شعارات··سنبقى ننتظر''· واضاف ''نحن نقول الآن إن اوباما المرشح هو ليس اوباما الرئيس··نحن ننتظر عما سيتمخض عنه انتخاب اوباما والوعود التي وعدها''· بينما قال حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين ان الهيئة ستتعامل مع الادارة الاميركية اذا ''تفهمت المشاكل''·