الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ورشة «رسم البينالي» تجسر الهوة بين المنتج البصري والمتلقي

ورشة «رسم البينالي» تجسر الهوة بين المنتج البصري والمتلقي
15 مايو 2011 22:06
أقامت مؤسسة الشارقة للفنون التي تنظّم وتدير بينالي الشارقة الدولي مساء أمس الأول في متحف الشارقة للفنون بمنطقة التراث بالشارقة القديمة ورشة بعنوان “رسم البينالي”، شاركت فيها قطاعات متعددة من مجتمع الشارقة وأشرف عليها عدد من الفنانين المشاركين في دورة البينالي لهذا العام وآخرون غير مشاركين. وقال الفنان السوري إسماعيل الرفاعي المسؤول الإعلامي في مؤسسة الشارقة للفنون لـ”الاتحاد” إن هذه الفعالية تأتي “لتعريف الجمهور بالفنون البصرية عموماً وتلك المشاركة في البينالي على وجه التحديد، من خلال إشراف مجموعة من الفنانين المحترفين، حيث تتنوع هذه المشاركة ما بين محاكاة إبداعية مباشرة لما أُنتج في البينالي وأخرى للتعريف بخامات وتقنيات فن الرسم والكولاج، فضلاً عن ورشة خاصة لطلبة فن المسرح تبحث في المشترك بين الفنون البصرية والفنون المسرحية”. وأضاف الرفاعي “إن الهدف الواضح من إقامة هذا النوع من الورش يتمثل في تجسير الهوة بين العمل الفني البصري والمتلقي، إلى جانب توفير الوسيط المناسب: فنان محترف أو محاضر أو مشرف، للإجابة على بعض أسئلة الفن سواء من الجانب النظري أو التقني، ما يعني إنتاج حالة تفاعلية بين الجمهور والعمل الفني خصوصا أن الناظم الأساسي لهذه الورش هو أعمال البينالي، بحيث تصبح هذه الأعمال بمثابة دعوة للتعمق في قراءة العمل الفني”، مؤكداً أن البرناج التعليمي الذي تتبناه المؤسسة يهدف إلى بناء جسور وعلاقات تعاون مشترك بين مؤسسة الشارقة للفنون ومختلف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، بما فيها الجامعات والمدارس وبالتالي خلق حراك فني بمشاركة جميع الأطياف”. ورأت الفنانة ابتسام عبد العزيز التي تشرف على ورشة للأطفال وأخرى للكبار أن الورشة مهمة بالنسبة لها “شخصيا ومجتمعيا، لجهة أن هناك فجوة بين العمل الفني الذي ننتجه والمجتمع، فتمثل هذه الورشة فرصة جيدة لنتحدث نحن عن أعمالنا وبحيث نتمكن مع المشاركين من إنتاج أعمال تتناسب مع مستوى الوعي الفني لدى الجمهور تبعاً للعمر، إذ يقوم المشاركون الكبار بإعادة إنتاج أعمال من البينالي فيما يقوم الأطفال بالتلوين في كتاب من نوع “آرت بوك” خاص بهم بهدف اكتشاف الاستخدام المنطقي للون، حيث لا تدور الفكرة حول تعليم الطفل الرسمَ بل أن يفهم فكرة العمل، فأتعامل مع الطفل تبعا لمستوى وعيه بما يتيح اكتساب الخبرة المتبادلة بيني وبينه، وذلك فضلا عن دفعه باتجاه كسر القيود الاجتماعية وتعريفه بالبينالي، فما يتاح لهؤلاء اليوم لم يكن متاحا لنا في ما مضى”. وأشارت ابتسام إلى أن “الفجوة بين العمل الفني والمتلقي ليست موجودة عند رجل الشارع العادي فحسب، بل تمتد لتطال نقاد الفن أيضا وأولئك الفنانين المستغرقين في طريقتي التفكير بالعمل وإنتاجه اللتين أصابتهما بالعمى، بحيث صارت هناك عزلة بينهم وبين ما نقوم به من إنتاج لأعمال فنية”. مؤكدة أنه من هنا “فالهدف من العمل مع الأطفال هو من أجل مستقبل العمل ذاته عندما يقوم بإنتاجه فنان يفكّر بطريقة مغايرة، في حين ليس من دوري، سواء في الورشة أم خارجها، أن أفرض على المتلقي فهما محددا لعملي لكن ربما يكون مفيدا أن أتحدث عنه للآخرين من وجهة نظري”. أما الفنان السوري ثائر هلال الزائر في جامعة الشارقة، والذي أقام ورشة مع طلبة السنة الأولى من كلية الفنون في جامعة الشارقة فقال “بداية، جاء الطلبة بمحض إرادتهم فهذا النشاط اختياري وغير ملزِم لهم من قبل إدارة الجامعة، ومن هنا تأتي المشاركة بهدف التعرف على البينالي وعلى الأعمال المشاركة فيه، بمرجعياتها الثقافية المتعددة وبوصف هذا البينالي فعالية دولية تقام في الشارقة التي هي البيئة المحيطة بهم، وينبغي لهم التعرف على ما يحدث فيها على اعتبار أنها مستقبلهم الفني”. وعن فكرة عملهم أضاف الفنان ثائر هلال “يقوم كل طالب بإنتاج عمل ما مستلهما أعمال البينالي، ثم تنتهي الورشة عندما يقوم الطلبة بصنع عمل واحد من مجمل أعمالهم هم، تبعا لذائقة خاصة بهم دون تدخل من أحد، حيث إن العمل في هذا المكان يشكل تمرينا تطبيقيا مختلفا عن فضاء الجامعة ما يمنحهم نوعا من الشجاعة في إنتاج عمل ما والتحدث عنه، ويمنحهم مزيدا من الحرية في الخيال والممارسة الفنية إذ يعمل كل واحد منهم بطريقته الخاصة”. من جهتها أشارت الفنانة الدكتورة فاطمة الزهراء حسن أستاذة الفنون في جامعة الشارقة أيضا، إلى أنه قد جرت مناقشة حول فكرة إنتاج الأعمال الفنية الموجودة في البينالي من قبل الطلبة، “فارتأينا أن يتم الرسم بلون واحد هو الأسود وبحيث يقوم الطلبة بإنتاج الأعمال بوصفها قصة، هي قصة تفاعلهم مع أعمال البينالي وكذلك مع الحياة فيه والعالم من حولهم”. كما أوضحت أنه جرى تكليف الطلاب بإنتاج ريشات خاصة بهذا الحدث من غصون الشجر الرفيعة جدا، بحيث تمّ برْيُها وحفُّها لتناسب الطاقات التعبيرية لدى الطلبة على مستوى الإحساس والفكرة، خصوصا أن الحبر الأسود هو مادة سهلة جدا للاستخدام وطيّعة وممتعة”. وعن النتائج التي تتوقعها من الطلبة، قالت فاطمة الزهراء حسن “أنا واثقة من أن النتائج ستكون جيدة جدا، خاصة أننا لا نهدف من وراء المشاركة لإنتاج أعمال بسوية فنية عالية، بل أن يعتاد الطلبة على نوع من السلوك الفني المجتمعي في حياتهم”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©