الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجميد الاستيطان... وعقبة «ليبرمان»

تجميد الاستيطان... وعقبة «ليبرمان»
28 يوليو 2010 23:26
في الوقت الذي يقوم فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بزيارة إلى واشنطن خلال الأسبوع الجاري للحديث عن مبادراته للسلام مع الفلسطينيين والخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في هذا المجال يقوم وزيرة الخارجية، أفيجدور ليبرمان، بزرع شجرة في إحدى المستوطنات اليهودية في إشارة إلى الطبيعة الدائمة للمستوطنات، وذلك رغم احتجاج الفلسطينيين. وقد أظهر هذا التناقض في السياسة الإسرائيلية بين حديثها عن السلام وتقويضها له على أرض الواقع الحيرة التي تنتاب المسؤولين الأميركيين في فهم مدى رغبة إسرائيل واستعدادها الحقيقي للتخلي عن الأراضي الفلسطينية كجزء من حل الدولتين وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. فرغم الجهود الحثيثة التي بذلها المبعوث الأميركي إلى المنطقة، جورج ميتشل، على مدى شهور لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودفعهم إلى مفاوضات مباشرة حول القضايا الأساسية التي تقسمهم بما في ذلك مستقبل الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 إلا أن الوضع مازال يراوح مكانه دون إحراز تقدم يمكن البناء عليه قبل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. ومن المتوقع أن تواجه جهود السلام تحديات كبرى في 26 سبتمبر المقبل عندما تنتهي فترة تجميد الاستيطان التي حددتها إسرائيل في عشرة أشهر قبل العودة مجدداً إلى البناء الاستيطاني، علماً أن هذه الأنشطة الاستيطانية كانت على مدار سنوات محط خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب خرقها للقانون الدولي، الذي يمنع قوة الاحتلال من تغيير الأراضي الواقعة تحت سلطتها. وقد سعت واشنطن في هذا السياق بكل جهدها إلى تمديد قرار تجميد الاستيطان حتى لا يتدهور الوضع أكثر مما هو عليه حالياً. لكن ليبرمان الذي يملك قوة كبيرة كرئيس لثاني أكبر حزب في الائتلاف الحكومي طمأن المستوطنين يوم الإثنين الماضي بأن الحياة ستعود مجدداً إلى وضعها الطبيعي بعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان، وبأنهم يستطيعون استئناف البناء كيفما شاؤوا. وأكد "ليبرمان" ذلك بقوله أثناء زيارته لإحدى المستوطنات في الضفة الغربية، "عندما اتخذنا قرار تجميد الاستيطان كنا واضحين بأنه سيستمر لعشرة أشهر لفسح المجال أمام جهود السلام لكن بعد انتهاء الفترة سنعود إلى البناء مجدداً"، مضيفاً "أعتقد أن الأشخاص الذين أرسلوا للعيش هنا من قبل الحكومات الإسرائيلية السابقة لهم الحق في البقاء هنا، والاستمرار في حياتهم الطبيعية". والحقيقة أن قيام "ليبرمان"، الذي يعتبر رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية، بزيارة إلى الضفة الغربية بدل الذهاب إلى واشنطن لتمثيل بلاده ليس غريباً، فليبرمان نفسه يعيش في مستوطنة، كما أن تحركاته الداخلية لفتت الانتباه في الفترة الأخيرة أكثر من مبادراته الدبلوماسية المعدومة أصلاً، ومن بين تلك التحركات على الصعيد الداخلي التشريع الذي طرحه حزبه "إسرائيل بيتنا" على الكنيست ويقضي بتجريد العرب الإسرائيليين من الجنسية، إذا لم يبدو الولاء اللازم للدولة، كما رعى حزبه أيضاً مشروع قانون ينص على تغيير قواعد اعتناق اليهودية، وهو الأمر الذي أغضب اليهود الأميركيين من الحركتين الإصلاحية و"المحافظة" ضمن رجال الدين اليهود. وإزاء كل ذلك يبدو أن نتنياهو، يسعى إلى التقليل من ظهور ليبرمان في الخارج، لا سيما في ظل المحاولات التي يبذلها رئيس الوزراء لإعادة الدفء إلى العلاقات مع تركيا بعد التوتر الذي اعترى هذه العلاقات على خلفية اعتراض إسرائيل لسفينة "أسطول الحرية" ومقتل تسعة مواطنين أتراك كانوا على متنها، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إرسال وزير الصناعة والتجارة للقاء وزير الخارجية التركي لتهدئة الأوضاع، هذا بالإضافة إلى اللقاء الذي جمع "نتنياهو" والعاهل الأردني يوم أمس الأول لبحث آفاق السلام. وفي هذا الإطار أيضاً تحول إيهود باراك إلى المبعوث الإسرائيلي الرسمي لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث زار واشنطن سبع مرات في العام الأخير مقارنة مع ليبرمان، الذي لم يزرها سوى مرة واحدة، لكن ذلك لا يقلل من دور ليبرمان في السياسة الداخلية الإسرائيلية بعدما تحول السياسي البالغ من العمر 52 عاماً والمولود في جمهورية مولدوفا التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق إلى زعيم "اليمين" في إسرائيل، وأحد الأصوات المشككة في السلام مع الفلسطينيين، ففي يوم الإثنين الماضي زار إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، التي أقامت فيها إسرائيل منطقة صناعية، حيث سار بين الحقول والتقط صوراً مع العمال الفلسطينيين. وخلال تلك الزيارة استمع "ليبرمان" لشكاوى الصناعيين الإسرائيليين من مقاطعة الفلسطينيين للبضائع المصنعة في المستوطنات، متعهداً بتعويض صناعتهم والخسائر التي يتكبدونها جراء المقاطعة. وقد حرص أيضاً على الإشارة إلى تواجد العمال الفلسطينيين في المستوطنات قائلاً: "على كل من يريد رؤية صورة ناصعة للتعايش أن يأتي إلى هنا"، موضحاً أن نصف العمال في المنطقة الصناعية الذين يصل عددهم إلى ستة آلاف عامل هم من الفلسطينيين. جانين زكريا - الضفة الغربية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©