السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة حادة تحكم العلاقات الأوروبية - الأميركية

أزمة حادة تحكم العلاقات الأوروبية - الأميركية
26 سبتمبر 2016 21:17
واشنطن (أ ف ب) تمر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا باضطرابات حادة في فترة انتخابات كبرى على جانبي المحيط الأطلسي، تجسدها الخلافات حول مجموعة «آبل» ومصرف «دويتشه بنك» ومجموعة «ايرباص» والمفاوضات التجارية المتوقفة. والخلاف حول «آبل» هو الأكثر رمزية. فالقرار الأوروبي الذي اتخذ في نهاية أغسطس الماضي بإجبار المجموعة الأميركية على دفع 13 مليار يورو إلى أيرلندا، أثار غضب السلطات في واشنطن وما زالت تبعاته مستمرة. وأكد وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو، مرات عدة، أنه لا يتفهم القرار متهماً بشكل واضح الأوروبيين بمهاجمة المجموعات الأميركية المتعددة الجنسيات «بشكل غير متكافئ». في الوقت نفسه، تثير الغرامة الكبيرة التي تبلغ 14 مليار دولار وتهدد مصرف «دويتشه بنك» في خلافات حول قروض عقارية، غضب أوروبا، حيث يتهم البعض الأميركيين بالتشدد إزاء المصارف الأجنبية. يضاف إلى كل ذلك الانتصار الأميركي في منظمة التجارة العالمية في المعركة على فرض الاعتراف بعدم شرعية الدعم المالي الحكومي الذي يدفع «لايرباص» في أوروبا. ولم يغلق هذا الملف، لكن الولايات المتحدة يمكنها نظريا مطالبة الأوروبيين بتعويضات تبلغ عشرات المليارات من الدولارات. فالأميركيون يكررون باستمرار أن هذا الاتفاق يمكن أن يوقع بحلول نهاية العام قبل أن يغادر الرئيس الأميركي باراك اوباما البيت الأبيض، وإن كان الأوروبيون يرون أن هذه الفرضية «ليست واقعية». وكانت هناك دائما خلافات بين الكتلتين المتحالفتين. لكنها تفاقمت هذه المرة بسبب الغموض المرتبط بالانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة التي ستجرى في الثامن من نوفمبر المقبل، وفرنسا (في أبريل) والانتخابات العامة في ألمانيا في نهاية الصيف المقبل. وقال ادوارد الدن، من المركز الفكري الأميركي، «مجلس العلاقات الخارجية» لوكالة فرانس برس «في الأوقات الطبيعية، يجد الطرفان بسهولة أرضية تفاهم، لكن المشكلة هي أن هذا يحدث في فترة من الشك الكبير». وما يعقد رد السلطات ويؤجج الجدل هو صعود شعبية الدعوات الحمائية في الولايات المتحدة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وكذلك في أوروبا بالتصويت مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ورأى الدن أن «الخطر هو أن هذه الخلافات العادية تزداد تعقيدا وتداخلا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مثل أوروبا تبدوان «حائرتين» في مواجهة الرفض المتزايد لتحرير الاقتصاد. لذلك تبدو مهاجمة الشركاء التجاريين أمرا مغريا. وهكذا هاجمت فرنسا تعنت الولايات المتحدة المفترض في المفاوضات التجارية. وقال سكرتير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية ماتياس فيكل في نهاية أغسطس أن «الأميركيين لا يعطون شيئا أو يعطون الفتات فقط، لا يجري التفاوض بين الحلفاء بهذه الطريقة». وعمق الهوة بتأكيده أن «من غير المعقول» مواصلة المناقشات التجارية طالما أن الأميركيين يستخدمون قوانينهم خارج أراضيهم لملاحقة شركات أوروبية. وفي الواقع، دفع المصرف الفرنسي «بي ان بي باريبا» ثمن ذلك عندما فرضت عليه غرامة أميركية قدرها 8,9 مليار دولار في 2014 بتهمة انتهاك قرارات حظر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©