السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جواهر القاسمي: اللاجئون السوريون أصعب مآسي التاريخ

جواهر القاسمي: اللاجئون السوريون أصعب مآسي التاريخ
12 مايو 2015 23:40
القاهرة (الاتحاد): أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن قضية اللاجئين السوريين هي أحد أكثر حالات اللجوء مأساوية في التاريخ، وأن تبعاتها وتأثيراتها السلبية ستتفاقم عليهم وعلى المجتمع العربي إذا لم يتم تضافر الجهود الدولية والعربية لدعمهم ومناصرتهم. ونوهت سمو الشيخة جواهر القاسمي إلى أن قضية اللاجئين لن تحل باستذكار معاناتهم الإنسانية واستعراضها فقط، بل نحن بحاجة إلى تطوير الآليات العربية والدولية لحماية اللاجئين بشكل عام، وحماية مستقبل الأطفال اللاجئين تحديداً في ظل استمرار النزاعات والحروب في بلدانهم وطول أمد اللجوء. وأشارت سموها إلى أن استمرار الحرب والنزاعات في سوريا أدى إلى لجوء نحو 4 ملايين سوري خلال السنوات الأربع الماضية، منهم 3 ملايين وتسعمائة ألف مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومئات الآلاف غير مسجلين، وأن هذه الأرقام الكبيرة أدت إلى تشكيل ضغط هائل على موارد دول الجوار السوري التي تحملت أكبر نسبة استقبال لللاجئين، وتحاول حتى اليوم توفير متطلباتهم من مأوى ومسكن وماء وكهرباء، ولكن ما زال هنالك الكثير لتأمين حياة كريمة لأولئك اللاجئين، وهذا يتطلب دعماً عربياً ودولياً، والعمل ضمن إطار موحد لحماية مستقبل اللاجئين. جاء ذلك خلال زيارة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، إلى مدرسة 6 أكتوبر الشاملة، والتي تضم مجموعة كبيرة من الطلاب السوريي اللاجئين، و‏‏مركز تضامن المجلس المصري متعدد الثقافات لللاجئين في جمهورية مصر العربية، ومكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في القاهرة، وذلك ضمن جهود سموها وسعيها المستمر من أجل مناصرة الأطفال اللاجئين، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا المأوى والصحة والتعليم، وتضمنت الزيارة البحث في أوضاع اللاجئين في جمهورية مصر العربية ودول المنطقة. وكان في استقبال سموها لدى وصولها مبنى المدرسة، السفير طارق معاطي، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون اللاجئين والهجرة، والدكتورة بثينة كشك، مديرة مديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، وإليزابيث تان، مسؤولة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة في القاهرة، والدكتور يوسف سليمان وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالديوان العام بالقاهرة، ومحمد شوقي مسؤول التعليم في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة بالقاهرة وعدد من المسؤولين في المفوضية ووزارة التربية والتعليم والطاقم التدريسي بالمدرسة. وتفقدت سمو الشيخة جواهر القاسمي خلال الزيارة الفصول الدراسية في المدرسة التي تضم أكثر من 320 طالباً لاجئاً سورياً وعربياً، إضافة إلى نحو 1000 طالب مصري، والتقت سموها خلال الزيارة بمجموعة من الطلاب السوريين اللاجئين في المدرسة وتحدثت اليهم وحثتهم على مواصلة تعليمهم والاجتهاد من أجل مستقبلهم ومستقبل أوطانهم ووطنهم العربي الكبير، واستمعت سموها إلى شرح من إدارة المدرسة عما يقدمونه من خدمات تعليمية للطلبة اللاجئين السوريين، وما تحتاجه المدرسة لتطوير جودة الخدمات والتعليم هنالك، خصوصاً مع التزايد الكبير والمتواصل لأعداد اللاجئين السوريين في القاهرة وتحديداً في مدينة 6 أكتوبر. كما استعرضت إليزابيث تان خلال الزيارة ما تقوم به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر من مجهودات كبيرة لتوفير التعليم الجيد لجميع اللاجئين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مصر ومع الجهات الخارجية المانحة وفي مقدمتها مؤسسة القلب الكبير، مشيدة بدور سمو الشيخة جواهر القاسمي في مناصرة اللاجئين حول العالم ودعمهم لتوفير حياة كريمة ومستقبل واعد. وقالت اليزابيث تان: «نحن ممتنون للدعم المهم المقدم من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد ساهمت المنحة التي قدمتها سموها لمدرسة الشاملة في 6 أكتوبر من خفض الاكتظاظ في الفصول الدراسة، مما أسهم في توفير بيئة تعليمية أفضل للطلاب المصريين والسوريين في المدرسة». وأوضحت سمو الشيخة جواهر أن زيارتها لمصر جزء من سعيها لمتابعة مختلف تفاصيل قضايا وشؤون الأطفال اللاجئين، وحشد الدعم من أجل المساهمة في بلورة آليات عامة، يتم العمل من خلالها وعلى ضوئها، لأجل تلبية احتياجات اللاجئين، وتأمين حقوقهم الأساسية والطبيعية. وشددت سمو الشيخة جواهر القاسمي على أن قضية اللاجئين وفي ظل تزايد الأعداد بشكل متواصل واستمرار الأزمات في عدد من الدول العربية غدت متعلقة بمستقبل الوطن العربي وتطوره ونمائه، حيث يُعد الوطن العربي أكبر مناطق العالم من حيث أعداد اللاجئين والنازحين، سواءً على صعيد استقبال أو تصدير اللاجئين، فحسب التقارير والإحصائيات الدولية فإن الوطن العربي من بين أول خمسة مناطق مستقبلة لللاجئين في العالم خلال عام 2014، وأن المنطقة العربية التي تضم أقل من 5% من مجموع سكان العالم، يتجاوز نصيبها 53% من مجموع اللاجئين بين جميع مناطق العالم، وإن من أهم الدول العربية التي تستقبل اللاجئين في الوقت الحالي الأردن، ولبنان، ومصر، ويجب على المجتمع العربي والدولي أن يقف إلى جانب دول الاستقبال في تحمل مسؤولية حماية اللاجئين وتوفير متطلبات العيش الكريم من مأوى وغذاء وصحة وتعليم، إلى جانب توفير فرص العمل لمواصلة حياتهم إلى حين انتهاء الأزمة في بلدانهم والعودة إليها. كادر الشيخة جواهر ..وتدعو للوقوف إلى جانب اللاجئين دعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المجتمع العربي من حكومات وصناع قرار ومنظمات غير حكومية والمجتمع المدني إلى المبادرة في الوقوف إلى جانب أشقائهم من اللاجئين السوريين من خلال تقديم الدعم الكافي وتوظيفه لتأمين احتياجاتهم والاستثمار في مستقبلهم ومستقبل المنطقة، مشددة على ضرورة العمل ضمن إطار عربي دولي موحد لتحقيق أكبر فائدة من الدعم المقدم، وتفادي تشتيت المساعدات والخدمات وتكرارها في بعض المناطق، مؤكدة أن اللاجئين في الوطن العربي قضية العرب أجمع ومستقبلهم مستقبلنا جميعاً. ولفتت إلى نتيجة الأوضاع الراهنة التي تشهدها مجموعة من الدول العربية فقد أمضى الكثير من الأطفال أهم سنوات طفولتهم كلاجئين، ومنهم من ولد في دول اللجوء وأصبح الآن في سن الرابعة أو الخامسة بعيداً عن بيته وموطنه، ومع ذلك فما زال لديهم العزيمة للتعامل مع أوضاعهم الحالية إذا ما تحمل المجتمع العربي والدولي والمنظمات المعنية والمجتمع المدني مسؤوليته الإنسانية تجاههم. وأشادت سمو الشيخة جواهر القاسمي بدور وجهود ودعم جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية لبنان، وما يقدمونه من دعم لللاجئين، وفي التعامل مع قضاياهم عموماً، والأطفال اللاجئين خصوصاً، منوهة إلى أن هذه الدول العربية تتحمل حالياً العبء الأكبر من مسؤولية اللاجئين وتقدم ما هو فوق طاقتها لمناصرتهم وحمايتهم وتأمين احتياجاتهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©