تجارب شخصية تحاكي الحب والوحدة والصمت

صدر عن مشروع “قلم” إحدى أهم مبادرات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مجال الأدب وصناعة الكتاب، 4 مجموعات شعرية جديدة هي: “نوّار” لأحمد محمد عبيد، و”أخرج متنكراً بإغماءة” لراشد أبو غازيين، و”بلا عزاء” لفاطمة سلطان المزروعي، و”مس” لإبراهيم الهاشمي. ويأتي كتاب “بلا عزاء” لفاطمة المزروعي، الذي ضمّ 49 نصاً شعرياً من شعر النثر، وأتت نصوصها غير سردية بل قائمة على الشعرية واللانمطية في كتابة القصيدة نفسها، مبتعدة عن تجربتها في كتابة الرواية والمسرحيات، ومن العناوين في ديوانها “الحياة على طريقتي”، “جنازة وحب صامت”، “سوط المطر”، “عبث” و”أشياء مألوفة”. أمّا قصائد راشد أبو غازيين في ديوانه “أخرج متنكراً بإغماءة”، ففيها الحلم والتأمل في العالم، إلى جانب قدر كبير من التجربة الإنسانية، حيث كتب للوحدة والعزلة والصمت. وفي قصائد راشد أبوغازيين نجد الألم والصبر وتحمل الصعاب، لذا فهي تجربة ملأى بالحياة اليومية التي يحيا بها الإنسان في أي مكان على الكرة الأرضية، دونما اختلاف، وإنما بلغة وصور تعبيرية مكثفة مملوءة بالمسؤولية وإدراك ما يجتاح القلب وما يحتاجه من كلمات للتعبير وكأنه يصرخ من خلال نصه ليقول “أنا موجود”. وفي ديوان الشاعر والباحث أحمد محمد عبيد، الذي تضمن 19 قصيدة كلاسيكية، نجد إبحاراً مرهفاً في مشاعر الحب والوله والعشق، حتى تبدو وكأنها قصيدة واحدة للحبيب والغزل، لما تضمنته من صور شعرية مفعمة بالأمل وبالحب، والغناء لجماليات الحياة بعيداً عن متاعبها وهمومها اليومية، وكأنه هروب منها إلى العالم الافتراضي الجميل المملوء بالفرح وبكل ما هو هادئ ورومانسي. وتحضر المرأة والوجدانية بقوة في ديوان “مس” لإبراهيم الهاشمي من دون تصنع أو تكلف متنقلاً بتجربة الكتابة عن المرأة من مستوى المكون الجزئي إلى المستوى الذي غدت فيه محوراً للتجربة كلها، مع مخالطة المجموعة الشعرية للهم الذاتي، والذي استخلصه الشاعر للتعبير عن صورة المرأة الحبيبة، كما وتسيطر الحركة والإيقاع الجميل على نصوص ديوانه التي تتمحور في سعي المحب نحو حث الخطى تجاه المحبوبة بمشاعر صادقة بعيدة عن أي مشاكل يومية.