الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء يتوقعون زيادة النمو الاقتصادي بدول أميركا اللاتينية

خبراء يتوقعون زيادة النمو الاقتصادي بدول أميركا اللاتينية
12 مايو 2013 22:16
ساو باولو (أ ف ب) - توقع خبراء اقتصاد دوليون تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة في أميركا اللاتينية خلال السنوات المقبلة، مؤكدين أن المنطقة تبدو في ظروف اقتصادية جيدة، وأفضل بكثير من أوضاع دول متطورة، حيث تعيش بعض دول هذه المنطقة أفضل الأوقات، مع تسلم عدد من رعاياها مراكز مهمة على الساحة الدولية، فضلا عن أنها تنعم باقتصاد نام واستقرار سياسي. وفي هذا السياق، أكد مايكل شيفتر رئيس مركز الدراسات “الحوار الأميركي” في واشنطن “أن أميركا اللاتينية تقدمت كثيرا خلال السنوات العشر الأخيرة، وشهدت بلدان عديدة نموا وتقلص مستوى الفقر فيها وتزايدت فعاليتها ونفوذها على المسرح الدولي”. وأعلن صندوق النقد الدولي مؤخرا أن إجمالي الناتج المحلي في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي سيرتفع من 3% في 2012 إلى 3,4% في هذه السنة مدعوما بطلب خارجي اكبر وشروط تمويل مشجعة وانعكاسات إيجابية لسياسات اقتصادية اكثر مرونة تطبق في بعض الدول. في المقابل يتوقع صندوق النقد الدولي بالنسبة لمنطقة اليورو تراجعا لإجمالي الناتج المحلي بنسبة 0,3%. إلى ذلك، فإن تشيلي والبيرو وكولومبيا والمكسيك عقدوا تحالفا لدول المحيط الهادئ لإنشاء منطقة لحرية التبادل التجاري وتعزيز المبادلات مع آسيا التي تعتبر محركها للنمو في السنوات الأخيرة. كذلك عززت المنطقة أيضا وجودها في داخل مجموعة العشرين للدول الصناعية والنامية فيما البرازيل عضو في مجموعة بريكس للبلدان النامية الكبرى التي تضم، إضافة إلى البرازيل، روسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. ورأى ديفيد فلايشر المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية في جامعة برازيليا لفرانس برس “أن ذلك يثبت أن أميركا اللاتينية في وضع جيد جدا”. لكن في هذه الأجواء الإيجابية يفترض أن تقوم الحكومات في أميركا اللاتينية بـ “الإصلاحات الضرورية في مجالات التعليم والبنى التحتية والقضاء التي هي أساسية لزيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية” برأي شيفتر. ويلفت المحللون إلى أن انتخاب ازيفيدو على رأس منظمة التجارة العالمية يعزز وزن البرازيل في الخارج، لكن ذلك لا يعني أنه سيعود بمنافع لهذا البلد أو بقية المنطقة. وسيواجه ازيفيدو تحديا يتمثل بتحريك مفاوضات جولة الدوحة حول تحرير التجارة الدولة التي تراوح مكانها منذ سنوات. وثمة طموح آخر لدى البرازيل، وهو أن تصبح عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي الذي ترغب برازيليا في إصلاحه وتوسيعه. لكن هناك استثناء في هذه الصورة الزاهية للمنطقة يتمثل في فنزويلا، حيث يثير الوضع بعد وفاة الرئيس هوجو تشافيز في مارس الماضي مخاوف من زعزعة الاستقرار السياسي في البلاد. وقال فلايشر في هذا الصدد “إن فنزويلا ما زالت تشكل مصدر قلق كبير”. وتعيش أميركا اللاتينية افضل الأوقات مع تسلم عدد من رعاياها مراكز مهمة على الساحة الدولية، فضلا عن أنها تنعم باقتصاد نام واستقرار سياسي. فالبرازيل الاقتصاد الأول في أميركا اللاتينية والسابع في العالم تشكل الحلقة الأبرز مع فعاليات رياضية كبرى قيد التحضير مثل كأس اتحادات كرة القدم من 15 إلى 30 يونيو المقبل، على أن يستضيف العملاق الجنوب أميركي البابا الأرجنتيني الجديد فرنسيس، أول حبر أعظم من أميركا اللاتينية على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وفي العام 2014 ستستضيف البرازيل أيضا كأس العالم لكرة القدم، حيث ينتظر مشاهدة مهارات أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ليو ميسي. وفي 2016 ستستضيف ريو دي جانيرو الألعاب الأولمبية. فضلا عن ذلك فإن البرازيلي روبرتو ازيفيدو انتخب لتوه مديرا عاما لمنظمة التجارة العالمية، ليصبح أول أميركي لاتيني على رأس هذه المؤسسة الدولية. وانتخاب ازيفيدو الذي أزاح أميركيا لاتينيا آخر هو المكسيكي هرمينيو بلانكو، يلبي تطلعات أميركا اللاتينية لقيام “نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلا” كما قالت الرئيسة ديلما روسيف. وقال السفير البرازيلي في واشنطن روبنز بربوسا لوكالة فرانس برس “إن كل هذه الجوانب إيجابية لأنها تظهر أن هناك في أميركا اللاتينية أناسا رفيعي المستوى يمكنهم تبوؤ الكرسي البابوي إو إدارة منظمة التجارة العالمية، وأن هناك بلدانا قادرة على تنظيم أحداث رياضية كبرى”. وفي مارس الماضي دهش العالم لانتخاب أول بابا من أميركا اللاتينية. وسيزور البرازيل أواخر يوليو للمشاركة في أيام الشبيبة العالمية. وقال سكرتير اللجنة البابوية لأميركا اللاتينية كاريكويري ليكور (الاوروجواي) إن “اكثر من 45% من الكاثوليك هم من أميركا اللاتينية وأولئك الذين لا يأخذون بالحسبان هذه الأرقام هم غافلون. ففي أميركا سيتقرر مصير الكنيسة الكاثوليكية”. وهذا الوضع بعيد كل البعد عن ثمانينات القرن الماضي أو ما يسمى “العقد الضائع” عندما واجهت المنطقة أزمة اقتصادية حادة أو أيضا الأزمة الأرجنتينية في 2001.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©