الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منافسات المحامل الشراعية تجدد ولاء النواخذة للبحر

منافسات المحامل الشراعية تجدد ولاء النواخذة للبحر
12 مايو 2012
في إطار جهود نادي تراث الإمارات المستمرة في تعزيز الهوية الوطنية وإبراز أشكال التراث المحلي بألوانه المختلفة؛ تشهد اليوم جزيرة الضبعية الواقعة على بعد تسعين كيلومتراً غرب مدينة أبوظبي، فعاليات سباق صاحب السمو رئيس الدولة للمحامل الشراعية فئة 60 قدما بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، بمشاركة عدد كبير من النواخذة الذين توافدوا إلى الجزيرة من كافة إمارات الدولة، ليشاركوا في هذا الحدث التراثي الفريد، الذي يحتفي بالبحر وعوالمه المثيرة، ويكرس للعلاقة التاريخية التي جمعت بين الإنسان الإماراتي والمياه البحرية المحيطة بجميع مدن الإمارات. يأتي سباق صاحب السمو رئيس الدولة للمحامل الشراعية فئة 60 قدما، الذي ينظمه نادي تراث الإمارات، وسط تفاعل كبير بين عشاق البحر من أبناء الإمارات الحريصين على المشاركة الدائمة في مثل هذه الأحداث التراثية والرياضات، التي تبرز جوانب مهمة في حياة أبناء الإمارات ويشارك في السباق ألف و530 بحاراً ونوخذة من كل إمارات الدولة يتسابقون للظفر بناموس سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمحامل الشراعية. ويشارك في السباق التراثي 90 محملا تراثيا اجتازت إجراءات الفحص الفني دون تسجيل أي مخالفات لشروط السباق ومواصفاته. هواية تراثية يستمد السباق أهميته من طول المسافة المقرر اجتيازها التي قد تتجاوز 20 ميلا بحريا، ما يتيح للمشاركين فرصة لدخول مجال الملاحة البحرية والتعرف على المغاصات البحرية إلى جانب ممارسة طريقة الخايور للتمرس في عملية تغيير اتجاهات المحامل بحسب اتجاه الرياح. وعن الاستعدادات التي سبقت انطلاق السباق، تحدث إلى “الاتحاد” مجموعة من النواخذة والبحارة الإماراتيين المشاركين في هذه الفعالية المهمة، مستعرضين تاريخهم مع البحر والفوائد التي اكتسبوها عبر ممارسة هذه الهواية التراثية بامتياز. إلى ذلك، يقول جمال عبدالله (40 سنة) إنه بدأ ممارسة هواية ركوب البحر واستعمال المراكب الشراعية منذ نحو 25 عاماً، مع بداية ظهور سباقات المراكب الشراعية في الدولة، لافتاً إلى أنه يعتبر الاهتمام بالمحامل الشراعية والحرص على متابعة كل ما يتعلق بها هواية جميلة ورثها عن الآباء، بغض النظر عن أي فائدة مادية يتحصل عليها من وراء المشاركة في السباقات والحصول على مراكز متقدمة، خاصة وأنه سبق له أن شارك في عديد من هذه السباقات وحصل على جوائز مختلفة. ويورد عبدالله أن هذه المشاركات عادت عليه بفوائد كثيرة، منها تعلم مهارات جديدة، ومصادقة الرجال، والتعاون مع الآخرين في إنجاز كافة الأعمال وهو ما يعرف بروح الفريق. ويتابع “الأهم من كل ذلك أنه تعرف جيداً على التراص الحقيقي والأصيل لكثير من أبناء الإمارات، بوصفه ينتمي لهؤلاء الذين عاش أجدادهم على البحر وخيراته، حين كانت رحلاتهم تمتد إلى 4 أشهر في رحلات صيد السمك والغوص عن اللؤلؤ. ولذلك فالمشاركة في السباق تتعدى فترة الساعتين وهو زمن السباق، وإنما تمتد إلى أيام طويلة وأسابيع يقضيها مع ربعه في عرض البحر”. ويذكر أن المحمل الشراعي الذي سيشارك به يبلغ ثمنه 200 ألف درهم وهذا يعني أن مشاركته لا تهتم بالمال أكثر من المشاركة في إحياء التراث الإماراتي بأسلوب جذاب يستقطب الأجيال الجديدة. ولفت إلى أنه يحلم دائما بالحصول على المركز الأول، وحين يحقق هذا السبق، سيعلن اعتزاله المشاركة في السباقات البحرية، لتبقى هذا الذكرى الجميلة معه ينقلها إلى أبنائه وأحفاده. عشق البحر من ناحيته، قال صالح الحمادي إن مشاركته في هذا السباق تأتي من عشقه القديم لعالم البحر واهتمامه بما كان يقوم به الآباء والأجداد من عمل شاق يواجهون به الحياة، وأوضح أن ارتباطه بالبحر، جعله يكتسب معارف جديدة عن الجزر ومسمياتها والتيارات البحرية، الممرات المائية، وأسماء القطع الموجودة في المحمل والتي يتعدى عددها السبعين اسماً، وكذلك الحركة البحرية بما فيها من مد وجزر، التي لابد أن يحسب البحارة حساباتها جيداً والتي تؤثر بشكل مباشر في استعدادات البحارة والمحمل الذي يركبونه. والذي يتأثر بأي عوامل هوائية أو تيارات بحرية، ولابد للبحار دائماً أن يكون فطناً وعلى استعداد لتغير خطته في البحر في أي وقت تبعاً للظروف المتغيرة التي يواجهها أهل البحر. من جانبه، يقول يوسف العديدي، أحد البحارة المشاركين في هذا السباق، الذي يجمع عشاق البحر في الإمارات، إن هذه الفعاليات تحمل المعاني الحقيقية للتراث المرتبط بالبحر، وهو ما يتجلى بوضوح في سباق المحامل التراثية الذي يقام على هامش سباق المحامل الشراعية، والذي تدور فعالياته في القرية التراثية في منطقة كاسر الأمواج بأبوظبي خلال يوم أمس الجمعة واليوم السبت وسط إقبال جماهيري كبير للتعريف بهذا اللون التراثي المميز. ويلفت العديدي إلى أن المحمل التراثي يختلف عن المحمل الشراعي العادي كون كل المكونات الموجودة في الأول هي مكونات تراثية صرفة مثل الزي التراثي للبحارة والأحبال التي يشد بها الأشرعة وغيرها من الأدوات التي يستخدمها البحارة، موضحا أن كل هذه المكونات تخضع لتقييم لجنة تحكيم تقرر مدى موائمة المحمل لكل ما يتعلق بالتراث. وللمحافظة على البيئة البحرية من أخطار التلوث سواء في منطقة التجمع في خط البداية أو خلال السباق ومنطقة ما بعد النهاية وفرت إدارة النادي قوارب خاصة لرئيس وأعضاء اللجنة البيئية لمتابعة مدى التزام البحارة بعدم رمي النفايات أو المخلفات أو الأكياس البلاستيكية الضارة بالبيئة والكائنات البحرية النادرة وخاصة السلاحف البحرية. رياضة مفيدة السباقات التي ينظمها نادي التراث ذات نكهة خاصة وتختلف عن غيرها من السباقات البحرية في الدولة، بحسب محمد إبراهيم، الذي يشيد بمجهودات نادي التراث في الاهتمام بأشكال الحياة البحرية في الإمارات عبر العصور وإبرازها في قالب ترفيهي، يشجع الكثيرين على ممارسة هذه الهواية الجميلة، التي تحمل لمن يمارسها فوائد عديدة، أهمها ممارسة رياضة مفيدة للبدن، وكذلك الاعتزاز بتراث الأجداد وإبراز جهودهم في التعايش مع ظروف الحياة المحيطة بهم وتطويعها من أجل وضع لبنات المجتمع الإماراتي الناهض. إلى ذلك، يقول أحمد المهيري، رئيس قسم السباقات البحرية في نادي تراث الإمارات، إن السباق يأتي بهدف إحياء التراث البحري وفنونه، وتعزيز روح هذه الرياضة العريقة التي باتت تشكل أهمية للنواخذة والبحارة وملاك القوارب من المواطنين في كافة أرجاء الدولة، بما تفتحه مثل هذه السباقات أمامهم من فرص وآفاق لاستعادة صفحات رائعة من حياة المجتمع البحري القديم. ويذكر أن السباق يأتي ضمن برنامج النادي السنوي للأنشطة البحرية، حيث يعتبر ختاماً لسباقات المحامل الشراعية فئة الـ 60 قدما خلال موسم 2011 - 2012، ويحمل أهمية خاصة كونه يحمل مسمى كأس صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله. وعن ارتباط السباق بترسيخ الهوية الإماراتية، يؤكد المهيري أن السباقات البحرية تحقق هدفاً رئيساً من أهداف النادي ويتمثل في ترسيخ الهوية الوطنية فضلاً عن دعم أهل البحر، حيث يحرص النادي على أن تحافظ هذه السباقات البحرية على شكلها التراثي الأصيل من حيث مشاركة البحارة المواطنين، وكذلك المواد التي تصنع منها المحامل التراثية تكون مشكلة من مواد تراثية خالصة تحافظ على الشكل والمضمون التراثي. وينظم النادي المهرجان البحري المصاحب للسباق بمشاركة 16 قاربا تراثيا وتقديم عروض فنية في القرية التراثية، ما يشكل يوما لفرح البحر والأشرعة البيضاء لتؤكد إدارة النادي من خلال موسمها البحري الناجح التمسك بتراث الآباء والأجداد. مثالية الضبعية عن اختيار الضبعية كمنطقة لانطلاق السباقات البحرية، يوضح المهيري أنها منطقة مثالية للمتسابقين كون أي سباق يحتاج فترة تجمع حتى نصل إلى تحقيق التعليمات والشروط، والتأكد من البحارة والمحامل ومدى الالتزام بالشروط والأنظمة التي يسعى إليها النادي في الاهتمام بالبحر والبحارة. كما أن منطقة الضبعية تناسب تماماً عملية الفحص الفني والتحضير على المحامل، فضلاً عن قربها من جزيرة أبوظبي والتيارات الهوائية الموجودة بها تتواءم مع السباقات البحرية خلال الموسم. والضبعية مهيأة بالكامل لاستقبال المتسابقين من خلال كافة الخدمات التي يقدمها نادي تراث الإمارات للمشاركين في السباقات من حيث المسكن والطعام والشراب، فضلاً عن وجود مرسى بحري كبير يستوعب جميع المشاركين الذين تجمعوا يوم أمس استعداداً للانطلاق بعد ظهر اليوم، حيث سيتم التحرك من الضبعية إلى نقطة البداية التي ستكون في عرض البحر ويتم تحديدها بناء على اتجاه الرياح والهواء المتوقع، وبعد تحديد نقطة البداية في عرض البحر يتم الاصطفاف، وينطلق السباق في حدود الساعة الثانية ظهراً والوقت المتوقع لوصول المتسابقين إلى القرية التراثية في أبوظبي سيكون حوالي الساعة الرابعة والنصف. ويضيف أن النادي حريص على أن يتم تأمين كافة الخدمات أثناء فترة التجمع وأثناء السباق، من خلال وجود مستشفى متنقل، ووجود فرق الإنقاذ في حالة حدوث أي طارئ، وذلك من أجل توفير أقصى درجات الحماية والعناية بالمتسابقين، مؤكدا أن النادي أصبح على أعلى درجات الاحترافية في تنظيم السباقات البحرية بشكل متكامل، وهذا يظهر عبر الاستعدادات الرفيعة المستوى من حيث السلامة ودقة التنظيم التي يلاحظها المشاركون والمتابعون للسباق. أنواع المحامل التراثية: ? محمل الغوص: هو محمل للغوص يحتوي على جميع أدوات الغوص وتستخدم للغوص طريقة الحياري أو طريقة اليداء وطريقة اليداء يعتمد فيها الغيص على السيب لسحبه من القوع بعد التقاط المحار ولكل غيص سيب. ? محمل الحياري: هو محمل للغوص ويحتوي على أدوات الغوص ويستخدم طريقة الحياري وهي طريقة لا يعتمد فيها الغيص على السيب لسحبه من القوع وانما يعتمد على نفسه للعودة لسطح المحمل، وفي محمل الحياري عدد السيب فيه أقل حيث تغوص مجموعة من الرجال دون سيب. ? محمل العملة: هو محمل للصيد ويحتوي على أدوات الصيد مثل الجناة والرمح والكابر والكلالة وهي أدوات تستخدم لصيد الحمس واليريور وبقر البحر. ? محمل السكار: هو محمل للصيد ويستخدم الغزل لصيد الأسماك ويستفيد من المد والجزر في ذلك. ? محمل مطير: هو محمل يحتوي على أدوات لصيد الطير مثل الكوخة والحمام. ? محمل مزّار: هو محمل في خزانات المياه يعمل على تزويد الغاصة في الهيرات بالمياه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©