السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء من مراكز إيواء يختزلن معاناتهن في «تعابير صامتة»

نساء من مراكز إيواء يختزلن معاناتهن في «تعابير صامتة»
12 مايو 2012
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - ينطلق غدا معرض فني بعنوان “تعبير صامتة” تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء النساء والأطفال، ويقام المعرض الذي سيتضمن 47 عملا فنيا على القماش، وسيعود ريع مبيعات الأعمال الفنية في المعرض، الذي يستمر لغاية 17 مايو الجاري، لمصلحة مراكز إيواء النساء والأطفال. جهود 34 امرأة يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي نفذت على القماش، بالإكريليك والزيت، ومواد أخرى، من أصل 80 عملاً أنجزتها 34 امرأة مقيمة في مراكز إيواء طوال ستة أشهر وأكثر من 80 ساعة تدريب تحت إشراف الفنانة التشكيلية جنيفر سايمون، ما سمح لهنّ بالتعبير عن مشاعرهن، وعزّز فيهن الثقة بالنفس، ونمّى القدرة لديهنّ على الانخراط في المجتمع والتواصل مع الآخرين. وهذه الأعمال الفنية المعروضة هي نتاج رحلتهنّ وتجاربهنّ، فمنهنّ من اخترنَ استكشاف عوالم الماضي الأليم، والتجربة المرة التي خضنها، وصولاً إلى ما أتاحته لهن مراكز إيواء من شعورٍ بالأمان والثقة، ومنهنّ أخريات اخترنَ تصوير أحلامهنّ والحياة الجديدة التي على وشك أن تبدأ. ويخصص ريع مبيعات الأعمال الفنية المعروضة، دعماً لجهود مراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، وإسهاماً في تلبية الحاجة الماسة التي يستشعرها ضحايا الاتجار بالبشر إلى الانخراط مجدداً في مجتمعها وإلى أن يعشن حياة كريمة وآمنة ويتحقق لهنّ مستقبل أفضل. إلى ذلك، تقول هدى الخميس كانو، مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون “إننا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون نسعى إلى تعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع المراكز من خلال جميع أشكال التعاون في إطلاق المبادرات وتقديم الدعم ومنها مبادرة تعليم الفنون للنساء في مراكز إيواء وإقامة معرض “تعابير صامتة” إسهاماً في تحقيق رسالة إنسانية قوامها حماية النساء والأطفال، وضمان احترام إنسانيتهم، والتخفيف من معاناتهم، ودعم مراكز إيواء في إيصال رسالتها، وتقديم أوجه الرعاية الاجتماعية والقانونية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية لمحتاجيها”. أهداف تأهيلية من جهتها تقول سارة شهيل، المدير التنفيذي لمراكز إيواء النساء والأطفال “هذه المبادرة المتمثلة في إقامة معرض “تعابير صامتة” تسعى لتحقيق أهداف برامج تأهيلية تتبناها المراكز لتأهيل الضحايا وإكسابهن مهارات تكون مصدر رزق لهن تحميهن من الاستغلال والمتاجرة بهن مستقبلا وتمكنهن من بداية حياة جديدة في مجتمعاتهن كشريحة فاعلة وسوية تشارك بكل ثقة في البناء معتمدة على ذاتها تحقيقا لحياة كريمة ودعما لأمن وسلامة مجتمعها وكافة المجتمعات”. وتضيف شهيل أن “المجموعة سباقة للمبادرات الإنسانية ولا تتدخر جهدا في دعم مثل هذه القضايا، وهذا ليس بجديد على المجموعة، حيث بدأت دعمنا منذ البداية، ومن خلال علاقتهم بالفن فإن إسهامهم معنا سيصب في اتجاه تحرير صمت النساء ضحايا العنف، وتعليمهن كيف يتحدثن عما يؤلمهن وما يحز في أنفسهن من خلال هذا الفن، الذي يعتبر نوعا من أنواع التعابير عن الأحاسيس مثله مثل الموسيقى والكتابة والشعر، ولعل ذلك يسهم أو يدعم ما نقوم به، بحيث نقدم الرعاية الصحية والنفسية لرواد المركز. واليوم نقدم لهم جانبا آخر ينفعهم في المستقبل، من خلال ما تعلموه على أيادي خبراء في هذا المجال”. وتضيف “المشاركات سيعملن على تفريغ ما يشعرن به من أحاسيس، خاصة أن هناك من لا ترغب في التحدث والبوح بما يكتنف مشاعرها، ففي هذه اللوحات ستتواصل هؤلاء مع زوار المعرض، كما ستفتح نافذة على قضاياهن والتوعية بها، بحيث سيترجمن معاناتهن، ثم سيشعرن بعد ذلك بالراحة النفسية، وفي المقابل سيتعلمن شيئا يفيدهن في حياتهن المستقبلية، وربما تكون البداية لبعضهن لتصبحن فنانات تعرض في أحسن الأماكن من العالم”. وعن المبادرات المستقبلية لمراكز إيواء، تقول شهيل إن كل مبادرة تطرح وتنفذ تنبثق عنها مبادرات أخرى أكبر، موضحة أن كل خطوة تليها خطوات أكبر. وتضيف “هناك أفكار جميلة جدا وفريدة من نوعها سنعلن عنها في حينها”. إضاءات عن مراكز إيواء مراكز إيواء النساء والأطفال، منظمة غير حكومية تعمل تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي في مجال رعاية النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، حيث تسعى مراكز إيواء إلى التصدي لهذه الجريمة والتمسك بمبادئ الكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وقد احتضنت مراكز إيواء النساء والأطفال في كل من أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة أكثر من مائة من ضحايا الاتجار بالبشر العام الماضي، وتم افتتاح مركز إيواء النساء والأطفال (أبوظبي) عام 2008 وهي كيان غير ربحي يعمل تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي، وقد تم إنشاؤه بناء على القانون الاتحادي رقم 51 للعام 2006 الذي يعتبر الاتجار بالبشر جرماً يعاقب عليه القانون. وتعمل المراكز على تحقيق رسالة إنسانية قوامها حماية ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي من النساء والأطفال في مختلف الإمارات واحترام إنسانيتهم والتخفيف من معاناتهم، وهي مراكز تؤمن خدمات دائمة ومؤقتة وسرية وآمنة وشاملة للنساء والأطفال فقط مرتكزة على أساس التطوع خاصة بضحايا الاتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي من داخل وخارج الحدود وخادمات المنازل اللواتي تم استغلالهن جسدياً أو جنسياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©