الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة التفتيش الأمني تنجح في توطين مهنة مدربي الكلاب البوليسية

إدارة التفتيش الأمني تنجح في توطين مهنة مدربي الكلاب البوليسية
12 مايو 2012
تسهم إدارة التفتيش الأمني “k9”، التابعة للإدارة العامة لشؤون الأمن والمنافذ في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بدور رائد في تعزيز مسيرة الأمن والأمان باتباع أحدث المعايير العالمية المتطورة من خلال تدريب الكلاب البوليسية في مجالات متعددة تخدم مجال العمل الشرطي والأمني. وقد دربت الإدارة كادرا وطنيا لتأدية تلك المهمة استطاعت من خلاله توطين المهنة. غدير عبد المجيد (أبوظبي) - أعدت إدارة التفتيش الأمني “K9” كادراً وطنياً وفنياً عالي المستوى، تلقى تدريبات متطورة على أيدي خبراء في مجال تدريب الكلاب البوليسية، ومنذ عام 2004 توجهت الإدارة إلى توطين هذه المهنة على مستوى شرطة أبوظبي، وعملت على استقطاب المواطنين وتشجيعهم من خلال الحوافز التي وجدت لتعيينهم مدربين في هذه المهنة؛ التي تحتاج صبرا وتحديا مع النفس، في تدريب الكلاب البوليسية. زيادة الوعي حول النجاحات والإنجازات التي حققتها إدارة التفتيش الأمني K9، يقول العقيد جمال حبش، مدير إدارة التفتيش الأمني K9 “لدينا إنجازات كثيرة منها توطين مهنة تدريب الكلاب البوليسية بنسبة كبيرة؛ حيث تم تعيين عدد 49 مدرباً مواطناً خلال سنة 2011 ليصل العدد الإجمالي لعدد المواطنين بالإدارة إلى 229، حيث يبدأ المدرب برتبة شرطي ويتدرج بالرتب اللاحقة”. ويضيف “استطاعت إدارة التفتيش الأمني من خلال الجانب التوعوي والإعلامي وبالتنسيق مع إدارة الإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وزيادة الوعي بالدور الوطني لمدربي الكلاب البوليسية وأهمية مهامهم في تعزيز مسيرة الأمن والأمان”. وذكر أن الإدارة حصلت على شهادة الجودة العالمية “الآيزو 9001:2008” باعتبارها الإدارة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي نجحت في الحصول على شهادة الجودة في مجال توثيق إجراءات العمل، واستيفاء جميع متطلبات تطبيق معايير نظام إدارة الجودة العالمية، بالإضافة إلى فتح باب التواصل مع الشرطة الألمانية والفرنسية لتدريب المدربين، والاستفادة من الخبرات الأجنبية المتطورة في هذا المجال. وعن مشاركات إدارة التفتيش الأمني، K9، يوضح حبش أنها تمثلت في المشاركة بالدور الوقائي والإنساني في زلزال باكستان عام 2005، وزلازل إندونيسيا عامي 2006 و2007، إلى جانب زلزال أفغانستان عام 2008، كما شاركت بالتعريف بمهام الإدارة في معرض آيدكس، وغيرها من المناسبات التي تتعلق بالجهات المختلفة بالدولة. توسع المهام حول دور الإدارة، يقول حبش “تعتبر الإدارة من الجهات المساندة لجميع الإدارات والأقسام التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي على سبيل المثال إدارة المهام الخاصة وإدارة الطوارئ والسلامة العامة، وإدارة مكافحة المخدرات وإدارة ق7، وإدارة التحريات والمباحث الجنائية وإدارة الأسلحة والمتفجرات وقسم مسرح الجريمة، وتحرص على التعاون مع الجهات المعنية في مجالات عملها”. ويشير حبش إلى توسع مهام وتخصصات الكلاب البوليسية بشكل كبير من قبل إدارة التفتيش الأمني K9 بشرطة أبوظبي، حيث يتم استخدامها في المجالات الأمنية المختلفة من بينها الكشف عن المخدرات والأسلحة، والبحث عن الأحياء والجثث، وفض الشغب والاقتحام، وتتبع الأثر، فضلاً عن مجالات العروض، والكشف عن سوسة النخيل، وغيرها. ويوضح حبش أن التدريب في الإدارة يتم على أسس علمية حديثة، وذلك مواكبة للمستجدات في العمل الشرطي والأمني والتصدي للجريمة، حيث تم تأهيل المدربين على يد خبراء مختصين في الاستخدامات المختلفة للكلاب البوليسية، فضلاً عن ابتعاث مدربين لدورات خارجية لزيادة الخبرات والتأهيل والتعرف إلى المستجدات في مجالات عملهم، وتسبقها دورات داخلية تأسيسية يتخللها الإعداد النفسي لامتهان هذه المهنة، وقدرة المدرب على التكيف مع الواقع المحيط به، إلى جانب حوافز أخرى للمدربين المواطنين كابتعاث المدربين المتميزين منهم لدورات خارجية إلى بعض الدول التي لها باع طويل في مجال الكلاب البوليسية. ويلفت حبش إلى أن الإدارة لا تكتفي بتأهيل مدربيها فنياً فقط، وإنما هناك الجانب الإداري التي تهتم به الإدارة بتأهيل مدربيها إدارياً من خلال دورات في كيفية التعامل مع الجمهور؛ وكتابة التقارير والطباعة ومهارات إلقاء المحاضرات وتنمية الحس الأمني. طريقة التدريب عن مشواره المهني في تدريب الكلاب البوليسية، وما تنطوي عليه عملية التدريب، يقول الشرطي علي العزاني، مشرف تدريب الكلاب البوليسية في إدارة التفتيش الأمني K9“بعد أن أنهيت الثانوية العامة تعرفت إلى طبيعة العمل في تدريب الكلاب البوليسية في إحدى الجهات الحكومية، ورغبت في العمل به على الرغم من عدم وجود معرفة لدي في التعامل مع هذا النوع من الكلاب أو طريقة تدريبها، فتعلمت ذلك وأصبحت مسؤولاً عن تدريب إحدى فصائل الكلاب البوليسية حتى عام 1999، وانتقلت بعدها إلى إدارة التفتيش الأمني K9 التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، حيث صقلت مهاراتي في تدريب الكلاب البوليسية من مختلف التخصصات؛ شأني شأن كل المدربين الذين يجب أن يتعرفوا على جميع تخصصات الكلاب البوليسية التي تضمها الإدارة، ومن ثم يتم اختيار تخصص واحد لكل مدرب أو تخصصين حسب احتياجات العمل، فتم ترشيحي لتدريب المدربين وعقد محاضرات ودورات لهم والقيام بجولات تفقدية لفروع إدارة التفتيش الأمني في العين والغويفات وأبوظبي والمرفأ؛ والمنطقة الغربية للاطمئنان على سير عملية التدريب على أكمل وجه”. وحول طريقة تدريب الكلاب البوليسية، يشرح العزاني “تتم عملية التدريب وفق مراحل مدروسة ومتسلسلة تحتاج إلى كثير من الصبر والتحدي، وتتمثل أول مرحلة بالتهيئة النفسية للمدرب والكلب، حيث يقوم خلالها المدرب بملازمة المدربين وملاحظة عملية تدريب الكلاب والتجول معهم في الحظائر؛ وتطول هذه المرحلة من أسبوع إلى أسبوعين، بعدها تبدأ مرحلة التآلف والتعارف بين المدرب والكلب؛ وفيها يدرس المدرب سلوكيات الكلب وطباعه ويطعمه وينظفه ويعقد معه صداقة”. يوضح العزاني “عادة ما تحتاج هذه المرحلة من أسبوعين إلى 3 أسابيع؛ حسب مهارة المدرب وتقبل الكلب له، يلي ذلك مرحلة الطاعة وهي التي يطيع فيها الكلب أوامر المدرب، حيث يبدأ بتعليمه التجاوب مع بعض الحركات والكلمات اللفظية التي تصدر منه مثل الوقوف والجلوس بوضعيات مختلفة، ويبدأ المدرب بإدخال بعض الأوامر الخاصة بالتخصص المراد إعداد الكلب له، أي تخصص في مجالات البحث الأمني، حيث يتم تعليمه تقنية البحث سواء بالليل أو النهار مع تعويد حاسة الشم لديه على عملية البحث المطلوبة”. مهنة غير تقليدية يقول العزاني إنه “مع انتهاء مرحلة الطاعة تأتي مرحلة التخصصية وفيها يتم تحفيظ الكلب للمادة التي سيبحث عنها عبر إحضار المادة نفسها؛ حتى يتعرف إليها الكلب ووضعها داخل مجسمات خاصة مصنعة لهذا الغرض، ولكل مرحلة ينجزها الكلب يكافأ بالتشجيع اللفظي أو الحسي عبر ملامسة الكلب، أو التربيت على جسده أو بإعطائه مكافأة تتمثل بلعبة أو دمية أو كرة يتلقفها، وهو بغاية السعادة ولا يروم الإفلات بها، وإذا لم ينجز الكلب الأمر المطلوب منه تمنع عنه هذه المكافأة، أو يتم توبيخه لفظياً ويعاد ثانية ليقوم بالأمر الذي لم ينجزه، وبعد أن يحفظ الكلب رائحة المادة المطلوب البحث عنها يتم اصطحابه إلى الأماكن التي يتوقع وجودها فيه، مثل المباني أو الشركات أو المستودعات أو المركبات لاختبار مهاراته هناك”. ويركز العزاني على ضرورة أن يكون مدرب الكلاب البوليسية مثقفاً مطلعاً على كل ما له صلة بالكلاب البوليسية، ومن أجل ذلك يقوم بعقد دورات ومحاضرات تعرف المدربين بنوعية الكلاب البوليسية وسلالاتها وطباعها.. إلخ، وذلك حتى يسهل على المدربين التعامل مع الكلاب وفهم سلوكها من جهة، ومن جهة أخرى يساعدها في إعطاء الجمهور معلومات صحيحة ومفيدة عند سؤاله في المعارض عن الكلاب أثناء عرضهم لها. ويعبر علي العزاني عن حبه لمهنته، ويصفها بأنها مهنة غير تقليدية فيها الكثير من التحديات التي تتطلب حسن التصرف، وسرعة البديهة والجرأة وقوة الشخصية والمرونة، بالإضافة إلى روح التنافس التي تتجلى بين المدربين الذين يسعى كل منهم إلى تدريب كلبه على أكمل وجه؛ وفي أسرع وقت ممكن. الطب البيطري من أجل أن يقوم الكلب البوليسي بعمله على أتم وجه يجب أن يتمتع بصحة وحيوية، تبرز مسؤولية عيادة الطب البيطري التي استحدثتها إدارة التفتيش الأمني k9 وزودتها بأحدث الأجهزة والأدوات والعلاجات. إلى ذلك، يقول يحدثنا الطبيب البيطري الدكتور الصديق مصطفى “دورنا يكمن في توفير الرعاية الصحية للكلاب ووقايتها من الأمراض؛ بتطبيق وتنفيذ برنامج صحي متكامل يومي وسنوي، بالإضافة إلى تقديم برامج إرشادية في مجال الرعاية الصحية وتربية الكلاب للمدربين، بهدف المحافظة على الكلب صحياً وخالياً من الأمراض المعدية، أما بالنسبة للبرنامج اليومي فيتمثل في المرور على حظائر الكلاب لملاحظة أي تغيير في سلوكها أو جسدها، مثل حالة خمول غير معتادة لدى الكلب ووجود نزيف أو جروح أو أي أعراض مرضية أخرى، وملاحظة ذلك أيضاً أثناء طابور التسيير الذي يقوم به كل مدرب مع كلبه كل يوم صباحاً، فلا بد من وجودي كطبيب بيطري حتى ألاحظ الكلاب أثناء سيرها، وإن كانت تعاني من أي عرج أو مرض ظاهر وفي ضوئها يتم سحب الكلب مباشرة إلى العيادة لعلاجه”. ويضيف مصطفى “أتعرف إلى وجود مرض لدى الكلب عبر المدرب الذي يقوم بتفقد الكلب يومياً أثناء تنظيفه وتمشيطه الذي يساعده في اكتشاف أي طفيليات خارجية على شعره؛ ويسهم في إزالة الأوساخ العالقة وتنشيط الدورة الدموية ويساعده التمشيط أيضاً في التعرف إلى وجود أي ورم في جسده. ويتابع “النظافة العامة للكلب والتعقيم المستمر لحظيرته من أهم الأمور التي نأخذها بعين الاعتبار؛ لوقاية الكلب والمدرب من الأمراض والتي يدخل ضمنها كما أسلفنا التمشيط وتنظيف الأسنان والعينين والأذنين، النظافة بالماء والصابون مرة أو مرتين كل أسبوع، إلى جانب مكافحة الطفيليات الخارجية والداخلية؛ وإعطاء العلاجات والمطاعيم، وإجراء الفحوصات الدورية والمخبرية، وتعليم المدربين وإرشادهم وتوعيتهم بإجراءات الإسعافات الأولية الضرورية للكلب في حالة حاجته إليها قبيل نقله إلى عيادة الطبيب”. تطور الإدارة تأسست إدارة التفتيش الأمني k9 بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي في عام 1982 بفرع أبوظبي وتبعه افتتاح فرع العين عام 1983 وبعدها فرع المرفأ في عام 2002، وتبعه افتتاح فرع آخر بالغويفات، ومن ثم استحدث فرع التدريب وفرع الإنتاج والتوليد عام 2006، ومع اتساع الرقعة الجغرافية لإمارة أبوظبي تم تحويل القسم إلى إدارة في عام 2009، بمسمى جديد هو إدارة التفتيش الأمني k9، وتضم الإدارة اليوم 6 أقسام و29 فرعا منتشرة بجميع مناطق الإمارة، ونظراً إلى امتلاك شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين أنواعاً مختلفة من الكلاب تم إنشاء جمعية الإمارات لمربي الكلاب في عام 2007 من أجل التواصل؛ وتقديم الخدمات والتوجيه والإرشاد في كيفية الرعاية والتعامل مع الكلاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©