السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من يجلس وراء كواليس الكواليس؟

من يجلس وراء كواليس الكواليس؟
12 مايو 2012
هيا بنا يا أصدقائي نلعب لعبة اكتشاف الحقائق الحقيقية، ولنبدأ بشخصية عالمية كغاندي، فما يقوله التاريخ عن هذا الرجل محض أكاذيب، وسيرة حياته التي كتبها بقلمه مجرد رماد ذَرَّهُ في عيون محدودي التفكير، ولا يوجد شيء حقيقي عنه في الإنترنت، فما سأقوله عجز التاريخ عن معرفته، وباختصار، كان غاندي يعمل لصالح من يجلس وراء كواليس الكواليس، ولم تكن حكومة صاحب الجلالة نفسها تعرف هذه الحقيقة، ولا الملك جورج السادس، ولا حتى الماسونية التي هي وراء الكواليس في المستوى الأول، ولا تدري ما الذي يدور وراء كواليس الكواليس. وأصل حكاية غاندي أن الذي يجلس وراء كواليس الكواليس كان يخشى من انتشار الإسلام في شبه القارة الهندية، باعتبار الإسلام ثاني أكبر ديانة في الهند، وكان الخوف من أن يؤدي التعايش بين الهنود المسلمين والهندوس إلى دخول الهندوس إلى الإسلام أفواجاً بشكل يصعب التحكّم فيه، وكان وجود كتلة بشرية هائلة من المسلمين في تلك البقعة من العالم سيؤدي إلى نشر الإسلام تدريجياً في شرق آسيا واليابان، ومن ثم الصين وروسيا، فأوروبا، ويكون إسلام أميركا والجماعة الذين هناك تحصيل حاصل، وتصبح الكرة الأرضية الكرة الإسلامية، وكان هذا سيعني نهاية من يجلس وراء كواليس الكواليس. ونعود الآن إلى نقطة البداية، وهو المحامي الهندي موهانداس كرمشاند غاندي الذي كان يجب أن يتعرض للإهانة في قطار في جنوب إفريقيا ليضع فكرة تحدي التفرقة العنصرية في رأسه، ويمضي في طريق النضال وينادي باستقلال بلاده، ومن ثم يطالب قادة المسلمين الهنود بدولة مستقلة، فتقع الحروب بين الجماعتين، وتخرج باكستان من الضلع الشرقي للهند، وتستقل بنجلاديش بدورها من باكستان، وينتهي الموضوع عند هذا الحد، ويستمر العالم في أن يكون عالَماً. والآن، لنلعب الجولة الثانية من لعبة الحقائق الحقيقية مع المناضل المعروف نيلسون مانديلا، وللأسف، فإن من يجلس وراء كواليس الكواليس لا خيال له، فما قبل ظهور مانديلا كمناضل ضد دولة الفصل العنصري، كان من يجلس وراء كواليس الكواليس يعرف أن الأكثرية بصدد الثورة ضد الأقلية بقيادة قائد، هو في الحقيقة لم يصبح قائداً، وكان اسمه ملالاتو، ويقال إنه فتك بقطيع من الأسود بشفرة حلاقة، وكان ملالاتو سيقود ثورة بالسيوف والسواطير تبيد البيض عن بكرة أبيهم، وكان هذا سيعني انتقال ثورة وقوة البيض بيد السود الذين كانوا سينطلقون لتحرير إفريقيا من الجهل والمرض والاستعمار، لتنافس أوروبا مع مرور الأيام، وباعتبارها قوة صاعدة وفتية، فإنها كانت ستلتهم أوروبا في غضون أسابيع قليلة. والآن تخيلوا وجود دولة واحدة يحكمها ملالاتو تبدأ من أقرب نقطة إلى القطب الشمالي تقع في النرويج، وتنتهي في أقرب نقطة إلى القطب الجنوبي تقع في جنوب إفريقيا؟ وبالطبع لم تكن تلك الدولة ستكتفي بهذا النصر، وإنما كانت ستتجه شرقاً لتبتلع روسيا وما تحتها من دول، يعني نحن، ومن ثم سنبتلع نحن بدورنا تحت راية ملالاتو، الهند وشرق آسيا وستذهب كتيبة منا لضم أستراليا. وعلى الضفة الأخرى، كانت الجيوش ستشق طريقها في البحر نحو الأميركتين، وسيصبح العالم كله بيد ملالاتو العظيم. وكان ملالاتو سيبحث عن أفراد قبيلته الأصليين، وسيكتشف أن أصوله تعود إلى بقعة في إفريقيا هي الآن نيجيريا، وكان سيستدعيهم جميعاً إلى مقره الرئيسي في باريس، وفي فترات الاستراحة كان سيلاحظ أن بعضهم يقف في خشوع ويركع ويسجد، وكان سيسأله: ماذا تفعل يا أيها الملالوتي؟ وكان سيعرف السر، وكان قلبه سيخشع، ويدعو مواطني كوكبه إلى الإسلام، وبالطبع كان الجميع سيلتزم. لكن كل هذا البناء الرائع أسقطه الشرير بالإيعاز إلى الأقلية البيض في جنوب إفريقيا بأن يمارسوا العنصرية ليظهر شخص مثل مانديلا ويكافح ضد سياساتهم التمييزية، ويذهب سيناريو ثورة ملالاتو أدراج الرياح، ويصبح مانديلا هو البطل، وينتهي الأمر عند الحد الذي نعرفه الآن: مانديلا رئيس متقاعد، والأكثرية تحكم بلادها، والأقلية تعيش حياتها، وصلَّ اللهم وبارك. وستلاحظون أن غاندي بدأ من جنوب إفريقيا، وأن مانديلا كان يعتبر غاندي ملهمه، وجنوب إفريقيا هي آخر نقطة في العالم من الأسفل، وهو المكان الذي يناسب السافل الذي يجلس وراء كواليس الكواليس. وأرجو ألا يخطر ببال أحد أن أقصى نقطة سفلية من الأرض تقع في تشيلي، فهذا تمويه من الذي يجلس وراء كواليس الكواليس لئلا يكتشف أحد مكانه. والآن، إلى المرحلة النهائية والأصعب من لعبة اكتشاف الحقائق الحقيقية، وهي أن هذه الدنيا ليست هي الدنيا الأصلية، والذي حصل أن الدنيا تطورت كثيراً إلى درجة لم يعد بعدها شيء قابل للتطوير، فعقد البشر اجتماعاً حضره جميعهم بطريقة مطوّرة يصعب أن أشرحها لكم باعتبار أن من يحرككم لم يأذن لكم بأن تفهموا ما أقوله، وبعد محادثات مليارية توصلوا إلى آخر قرار، كان في حقيقته الحقيقية من صنع الذي يجلس وراء كواليس الكواليس، وهو: إيجاد دنيا موازية تكون مجرد لعبة، وكل شخص يحق له أن يلعب بلاعب واحد هو نسخة منه يشبهه تماماً في كل شيء، ومن يموت منا، أي أنا وأنت، فإن صاحبنا الحقيقي سيصرخ: سحقاً، ثم يرمي أداة التحكّم من يده، ويجلس يراقب اللعبة من بعيد ولا يفعل أي شيء آخر سوى انتظار يوم القيامة. والآن، في هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا الكلام، هناك شخص حقيقي يدعى أحمد يجلس في الدنيا الحقيقية وبيديه أداة تحكّم وهو ينظر إليّ وأنا أكتب هذا المقال ويرتعد من الخوف، لأنه هو في الحقيقة الذي يكتب ويكشف سر اللعبة الكبرى، ويوجد أشخاص حقيقيون هم الآن يجعلون من يتلاعبون بهم يتخذون وضعية القراء، يعني أنتم، ويجعلونكم تقرؤون هذا المقال، وهم مصدومون من المدعو أحمد ويتجهون إلى بيته الآن لإسكاته إلى الأبد. باختصار، ما نراه أمام أعيننا في مجريات العالم وأحداثه الكبرى قد لا يكون حقيقياً كما هو، وربما هناك أمور تحدث بطريقة لا تصل إلينا أخبارها، لكن لنتمكن من العيش وتمضية الأيام في هذه الدنيا الفانية يجب أن نكتفي بتحليل ما نعرفه يقيناً، ونربط الأحداث الحقيقية بعضها ببعض، أما الاعتقاد بوجود كواليس، فهذا يفتح الباب للاعتقاد بوجود كواليس وراء الكواليس نفسها، وهي عتبة الجنون التي إن تخطاها شخص يجب إيداعه مستشفى المجانين، لأنه بعد النظر إلى ما وراء الكواليس للمستوى الألف مثلاً، الذي ليس بعده كواليس، لن يجد أحداً يجلس على كرسي في الفراغ ويقول له: هنيئاً لك بعقلك الفذ، لقد اكتشفت الحقيقة الحقيقية وانتهت اللعبة، أنا آخر شيء. أحمد أميري me@ahmedamiri.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©