الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإيمان الطيب.. فضيلة العلمانية

9 أغسطس 2017 20:15
أصبح مصطلح العلماني أو العلمانية على كل شفة ولسان، ولكن في أكثر الأحيان يأتي هذا الاستخدام منفصلاً عن سياقه التاريخي، ولهذا يجب أن نعلم أن مفهوم العلماني مُشتق من الكلمتين الفرنسية laique ومن الانجليزية secular رغم اختلافهما في المعنى. من الثابت أن الفرنسيين هم الذين اخترعوا مصطلح العلمانية في 9 ديسمبر 1905 في دستورها من الفقرة العاشرة، إذ طالبت بفصل الدين عن الدولة، وذلك على أعقاب ثورة 1789 وإعلان حقوق الإنسان. ومنذ ذلك التاريخ، بدأت الدولة ترعى الأديان والجماعات الدينية، وتعترف بها. ولا بد من القول، إن جوهر العلمانية لا يتعارض مع الدين. لكن هناك سوء فهم للمصطلح، يأتي من الخلط في الترجمة، فالعلمانية بالفرنسية  Laicite  مشتقة من المفردة الإغريقية  Laos  ومعناها «الشعب»، أي إن الدولة الديمقراطية الحديثة تنتمي إلى حُكمْ الشعب الذي فرض هذه التسمية. ولكن هذا المفهوم لا ينطبق على كثير من البلدان التي تستخدم هذا المصطلح. هناك اختلاف كبير بين العلمانية الفرنسية والعلمانية البروستانتية الجرمانية والأسكندنافية والانجلوساكسونية Secularism.   الواضح أن مصطلح العلمانية ولد من رحم التجربة الغربية، وانتقل إلى القاموس العربي الإسلامي، مثيرًا جدلاً واسعًا في المعاني والدلالات. ومن أهم العلماء العرب الذين تناولوا العلمانية وكتبوا فيها هم: محمد عابد الجابري، وحيد عبد المجيد، فؤاد زكريا، مراد وهبة، د. حسن حنفي، وغيرهم. ومن أبرز العلماء والفلاسفة وعلماء الاجتماع والمشاهير العلمانيين: كلارك آدمز، وستيف ألن، شارلي شابلن، نعوم شومسكي، أوغست كونت، أمبرتو ايكو، ألبيرت أنيشتاين، فردريك أنجلز، سيجموند فرويد، جيروم اسحاق فريدمان، الدوكس هيكسلي، بيرتراند رسل، إدوارد سعيد، أندريه ساخاروف، جان بول سارتر، أندريه تاركوفسكي، غور فيدال، والت ويتمان، جاك شيراك وألبير كامي، وفكتور هيغو، وأدغار موران، وبول ريكور، وفولتير وجان دوريس، وأندريه جيد وروبرت ايسكاربت وغيرهم.  نتعرف هنا على شذريات من أفكارهم حول العلمانية: *** «العلمانية تعني قبول جميع الأفكار والآراء الآتية من جميع السياقات والسلوكيات، ولكن أهم ما فيها أنها تعرف كيف تحترم الآخر».    ألبير جاكارد *** «القانون الوحيد والأصيل في يومنا هذا هو أن نتعلم كيف نعيش وكيف نموت، ومن أجل أن نكون بشرًا، ينبغي أن نرفض أن نكون آلهةً».   البير كامي *** «أريد أن تولد دولة علمانية، وعلمانية في الدرجة الأولى... وأريد ما  أراده آباؤنا، أن تكون الكنيسة لنا وكذلك الدولة».    فيكتور هيغو *** « النظرة الأولى للعلمانية تُحيل إلى الدستور والدفاع عن الفضاء  العام للتعددية، ومساحات نقاش الأفكار، وقوة التحمّل، والأعمق والجوهري، هو أن الحركة العلمانية عبّرت عن روح فرنسا الجمهورية في بداية القرن، وهذا ما جعل أصالة الثقافة الأوروبية تبدأ بالتطوّر منذ عصر النهضة».  أدغار موران *** «العلمانية الإيجابية، الديناميكية، الفاعلة، والجدلية تكمنُ في عالم التصادمات التي يعتمد على الاعتراف المتبادل للحقوق وخصوصية الثقافات والعقائد المتضاربة من خلال اللقاء بينها.» بول ريكور *** «الشجاعة، هي البحث عن الحقيقة والقول، وعدم الخضوع إلى أكذوبة الماضي المُنتصر، وعدم الترويج لها، بل التعبير عن أرواحنا، وأفواهنا وأيدينا التي تصفّق ببلاهة أمام صرخات المتشددين»    جان جوريس *** «ما يُشكل حقيقة الديمقراطية، ليس الاعتراف بالمساواة، بل الحرص على تطبيقها.» ليون غامبيتا *** «الإيمان الطيب هو الفضيلة الأساسية للعلمانية، لأنه يحل محل الايمان المجرّد».    أندريه جيد ** «العلمانية، هي التفرغ الكوني للتراث الانساني، والقانون الذي يريد لكل إنسان أن يكون سيدًا لنفسه، ويقوم بنشر خيراته أينما يوجد الإنسان».   روبرت ايسكاربت *** «الدولة الجمهورية تعني العلمانية.» جاك شيراك *** «يتميز صراع العلمانية بالتعقيد، ويتطلب الصبر والإرشاد، ولكن ذلك لن يضيع في معركة الإنسان» ميكائيل وينيك «لنعّد إلى العلمانية، إنها الحل الوحيد من أجل أن يعّم  السلام بين الناس الذين ينحدرون من مشارب وآفاق مختلفة. إليزابيث بادنتير *** تعتمد العلمانية  بكاملها على التفريق الباسكالي (نسبة إلى الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال   1623 1662 ) بين نظام الجسد، ونظام الروح، ونظام الحكمة.» ألن فنكلكروت *** «حتى لو كنت دكتاتورًا، لا بد من فصل الدين عن الدولة. إنني أقسّم بديني وأموت من أجله، لكنه شأن شخصي. لا علاقة للدولة بذلك. فعلى الدولة أن تعتني بثروتنا العلمانية التي تتجسّد في مجالات الصحة والاتصالات، والعلاقات الخارجية، وأسعار صرف العملات وغيرها.. وكل ذلك لا يدخل لا في دينك ولا في ديني، لأنه شأن شخصي لكل فرد من الأفراد».     المهاتما غاندي *** «بعض الناس يعتقدون بأن بديل الدين الذي يُساء استخدامه هو العلمانية، وهذا خطأ كبير.. البديل للدين الذي يُساء استخدامه هو الذهاب نحو استخدام أفضل للدين.» جيم والاس *** «من خلال علمّنة العالم، يصبح الفن جزءًا مكملاً للدين باعتباره حجر زاوية في روحية تبجيلنا وتفانينا.» ألن دي بوتون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©