السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحذيرات من عواقب وخيمة بعد تهديدات ترامب لكوريا الشمالية

تحذيرات من عواقب وخيمة بعد تهديدات ترامب لكوريا الشمالية
9 أغسطس 2017 21:01
حذر محللون من أن استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحاته ضد كوريا الشمالية، نفس الخطاب الناري الذي تعتمده بيونغ يانغ، إنما يخاطر باستفزاز النظام النووي الذي يصعب التكهن بردات فعله، وقد يدفعه إلى شن «الهجوم الذي نحرص على عدم حدوثه». ومن نادي الغولف، الذي يملكه في ولاية نيوجيرسي، حذر ترامب كوريا الشمالية التي أجرت الشهر الماضي تجربتين ناجحتين على صواريخ بالستية عابرة للقارات، من أنها «ستواجه بالنار والغضب»، ملوحاً برد «لم يشهد له العالم مثيلا» في حال أطلقت مزيدا من التهديدات ضد الولايات المتحدة. وتشبه هذه اللغة الدرامية المليئة بالوعيد، اللهجة التي تستخدمها كوريا الشمالية ضد أعدائها مثل كوريا الجنوبية، إذ تهدد مرارا بأن تحولها إلى «بحر من اللهيب» بصواريخها. وقالت لورا روزنبرغ المديرة السابقة لمجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون كوريا والصين إن على الولايات المتحدة تجنب «تصعيد الخطاب الذي يمكن أن يستفز (كوريا الشمالية) ويدفعها إلى شن الهجوم الذي نحرص على عدم حدوثه». وأضافت على «تويتر» أن «القلق الأكبر يأتي من حقيقة أنه إذا خشيت (بيونغ يانغ) من أن يكون تحرك الولايات المتحدة وشيكا، فإنها قد تتحرك بطريقة تعتبرها استباقية». وأكدت أن «تصريحات ترامب اليوم تحمل التهديد الذي يمكن أن يعجل و/أو يرجح كفة اتخاذ ذلك القرار». كما حذر السناتور الجمهوري جون ماكين من أن على ترامب توخي الحذر عندما يتحدث عن كوريا الشمالية. وصرح لمحطة إذاعة أميركية أن هذه التصريحات «لن تؤدي سوى إلى تقريبنا من نوع ما من مواجهة خطيرة». ويقول خبراء إن أول صاروخ بالستي عابر للقارات أطلقته بيونغ يانغ يصل مداه إلى ألاسكا. أما صاروخها الثاني، فإنه قادر على الوصول إلى قلب الأراضي الأميركية بما فيها شيكاغو وربما نيويورك. وفرضت الأمم المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات على كوريا الشمالية يمكن أن تقضي على ثلث إجمالي عائدات الدولة الفقيرة من الصادرات. كما أجرت واشنطن وسيول وطوكيو تدريبات عسكرية مشتركة في عرض للقوة. ورأى كارل ديوي المحلل في مؤسسة «جينز» أن «تبني سياسة حافة الهاوية له تأثير نفسي كبير، ويجعل من احتمال إساءة التقدير عالية جدا.. خاصة وأننا لا نعرف الكثير عن تفضيلات كوريا الشمالية الحقيقية وطريقة فهمها للتهديدات». وتقول بيونغ يانغ إنها تحتاج إلى الأسلحة النووية لردع أي تهديد بغزوها. وردت على تحليق قاذفات أميركية انطلقت من قاعدة «غوام» فوق شبه الجزيرة الكورية بالإعلان بأنها تفكر في إطلاق صواريخ على الجزيرة الأميركية الواقعة في المحيط الهادئ. ولكن بيونغ يانغ دأبت على إطلاق التهديدات المخيفة، وأشار المحللون إلى أن الإعلان مسبقاً عن النية بشن ضربة عسكرية ليس هو النهج المعتاد في الاستراتيجية العسكرية. إن توجيه أية ضربة أميركية لكوريا الشمالية يمكن أن يواجه برد انتقامي فوري، إذ إن نظام بيونغ يانغ يربط شرعيته بمعارضته للولايات المتحدة. وبالتالي، فإن الوضع قد يتصاعد ويؤدي إلى عواقب مدمرة بالنسبة لكوريا الجنوبية. تقع العاصمة سيول، البالغ عدد سكانها عشرة ملايين، إضافة إلى سكان المناطق المحيطة بها، في مدى قوات المدفعية التقليدية الهائلة لكوريا الشمالية. وكتب روري ميدكالف رئيس كلية الأمن القومي في جامعة أستراليا الوطنية على تويتر «بانحداره إلى مستوى خطاب بيونغ يانغ دون وجود خيارات جيدة أمامه لتنفيذ تهديداته، فإن ترامب يخاطر بمصداقية بلاده بين حلفائها وأعدائها». ومنذ عقود، وسكان كوريا الجنوبية معتادون على الخطاب العدائي لجارتهم الشمالية، إلا أن تصاعد الحرب الكلامية بين إدارة ترامب وبيونغ يانغ أزعجت العديدين. وقال أحد الكوريين الجنوبيين في تعليق على موقع «نافر» الإلكتروني «هل تعتقدون أنه لن يصيبنا أذى إذا حولت الولايات المتحدة كوريا الشمالية إلى بحر من النار؟ سنموت جميعا». وينتشر في كوريا الجنوبية، صاحبة رابع أكبر اقتصاد في آسيا والحليف الرئيسي للولايات المتحدة، 28500 جندي أميركي للدفاع عنها من أي عدوان من كوريا الشمالية بعد الحرب الكورية (1950-1953) التي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام. وأثارت تجارب كوريا الشمالية للصواريخ البالستية العابرة للقارات المخاوف في الجنوب حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحمي سيول في حال كان ذلك سيعرض مدنا أميركية لخطر إطلاق بيونغ يانغ صواريخ عليها.    
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©