صير بني ياس ملتقى الباحثين عن سحر الطبيعة

في واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في دولة الإمارات، والوحيدة في منطقة الخليج العربي التي يمكن من خلالها الاستمتاع بالسياحة البحرية والبرية في آن واحد، كانت لنا جولة بين أرجاء جزيرة صير بني ياس المترامية الأطراف، والتي تبلغ مساحتها نحو 87 كيلو متراً مربعاً، وتحمل على سطحها العديد من مظاهر الحياة الطبيعية النادرة من طيور وحيوانات ونباتات، فضلاً عما تحفل به شواطئ الجزيرة من مجموعة من أندر الكائنات البحرية والتي يحرم الصيد فيها حتى مسافة 8 كيلومترات· صحبنا في رحلتنا السيد لارس نيلسن مدير التسويق بمشروع تطوير جزيرة صير بني ياس داخل سيارة دفع رباعي مكشوفة أُعدت خصيصاً لتناسب بيئة وتضاريس الجزيرة، هو بدأ بالحديث عن التطور الذي شهدته الجزيرة بهدف جعلها مقصداً سياحياً يوفر لزائريه مغامرات استكشاف الصحراء والطبيعة الغنية والشواطئ النقية والمواقع الأثرية، فضلاً عن الاستمتاع بخدمات الضيافة المميزة من خلال المنتجع الفاخر فئة الخمس نجوم الموجود على أرض الجزيرة، ثم أفاض لارس في التعريف بتاريخ الجزيرة موضحاً أنها كانت في السابق محمية طبيعية برية خاصة أنشأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بهدف حماية الكائنات المهددة بالانقراض في منطقة الجزيرة العربية، وأن اسم الجزيرة يرجع إلى قبيلة بني ياس الشهيرة التي كانت أول من استوطن امارة أبوظبي، كما أشار إلى أن بداية الاستيطان البشري في الجزيرة يعود إلى العصر البرونزي، وفيها 36 موقعاً أثرياً يرجع أقدمها إلى عام 600 ميلادية· أما الآن فإن الجزيرة تمثل ملاذاً فريداً للاسترخاء والاستكشاف والتمتع بمناظر الطبيعة الخلابة والحيوانات الجبلية التي تجوب المكان بحرية تامة، وهو ما لمسناه بأنفسنا أثناء تجوالنا بين جنبات الجزيرة· وهي تُعد الآن موطناً لأكثر من 23 فصيلا من الحيوانات، منها الزرافات وغزال المها العربي وهو واحد من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، إلا أن في الجزيرة أيضاً ما يزيد على 400 رأس تتحرك فيها بحرية تامة، ويوجد فيها أيضاً العديد من الطيور البرية المستوطنة والمهاجرة مثل الفلامنجو ونورس البحر وطائر الغاق النادر والبط البري وطائر الغرافون وطائر الطوّال ذو الأجنحة السوداء والزقزاق البحري والنكات ومالك الحزين الرمادي· وأضاف أن في الجزيرة واحداً من أكبر متنزهات الحيوانات البرية في العالم، ويغطي أكثر من نصف مساحتها، وهي تضم عدداً من الفصائل المهددة بالانقراض موجودة على أرض الجزيرة أهمها غزال الرمال، الظبي ذو العلامة السوداء، الماعز الوحشي، ماعز يوريال، السلاحف البحرية· وتنصب على الجزيرة نحو 18,000 شجرة نخيل منتجة للتمور إلى 2,5 مليون شجرة ونبتة مختلفة لعل أهمها أشجار المانجروف البرمائية التي تعمل على حفظ التوازن البيئي للجزيرة بفعل قدرتها على حماية الشواطئ من عوامل النحر، إضافة إلى إمكانيتها التي تفوق الأشجار الأخرى على امتصاص ثان اكسيد الكربون من الجو، وكذلك أشجار البخور التي تحوي نوعاً من البخور النادر يزيد سعره عن سعر الذهب· وعن المغامرات الخارجية التي توفرها جزيرة صير بني ياس لزوارها يقول لارس: ''هناك رحلات لمشاهدة الحيوانات في بيئتها الطبيعية على متن سيارات الدفع الرباعي يقودها مرشدون متخصصون يرافقهم خبراء في عالم الحيوانات البرية لمساعدة الزوار للتعرف على الكثير من المعلومات حول الحياة البرية· ويصطحب المرشدون الزوار في نزهة على الأقدام إلى أضخم التلال الصخرية الملحية في العالم، وإلى مناطق اشجار القرم باستخدام الزوارق الخاصة فضلاً عن ركوب الدراجات عبر التضاريس الوعرة· كما يمكن لزائر الجزيرة ممارسة العديد من الرياضات مثل التنس والألعاب المائية المختلفة من تجديف وسباحة وغوص لاستكشاف الحياة البحرية المثيرة والشعاب المرجانية التي لم يلمسها أحد من قبل، فضلاً عن وجود ناد للأطفال يمكنهم من الاستمتاع بوقتهم بما يتناسب مع مرحلتهم العمرية''· وعن كيفية استضافة الزائرين يوضح أن الجزيرة توفر أول طائرة بر مائية في المنطقة تساعد على نقل الزوار من وإلى الجزيرة، كما أن منتجع جزر الصحراء الذي يقع على الجزيرة يضم مجموعة من الغرف الفندقية والفلل الشاطئية جميعها تطل على البحر، بالإضافة لناد صحي فاخر وخمسة مطاعم رفيعة المستوى لتناسب كل الأذواق، والمنتجع تديره واحدة من أفضل الشركات المتخصصة في خدمات الضيافة والحاصلة على العديد من الجوائز في مجال الخدمات الفندقية، ويضيف لارس أنه لا يوجد نظام رحلات اليوم الوحيد للجزيرة حتى يتسنى للزائرين أن يتمتعوا بها بشكل كامل، ولابد لمن يرغب في زيارتها أن يقوم بالحجز مسبقاً في الفندق وذلك من خلال الاتصال المباشر بإدارته أو وكيله السياحي أو موقع الشركة على الإنترنت· وفي نهاية حديثه أكد لارس أن تطوير الجزيرة تم بما يتناسب ويحافظ على طبيعتها الخلابة ونظامها البيئي، وأن الجزيرة تضم أول طاحونة من نوعها في المنطقة لتوليد الكهرباء بارتفاع 65 متراً، ولها ثلاث أذرع يبلغ طول الواحدة منها 52 متراً في إطار السعي للاعتماد مستقبلاً على الطاقة البديلة في توفير كافة احتياجاتها من الطاقة، حيث من المتوقع أن تكون السيارات التي سوف تسير على الجزيرة مستقبلاً سيارات كهربائية، أو تعمل بالخلايا الهيدروجينية حتى لا تكون هناك أي ملوثات بيئية، فضلاً عن وجود مخطط لإنشاء محطة للطاقة البديلة سيكون من ضمن أهدافها تشغيل محطة تحلية للمياه في ما بعد لاستخدامها في الزراعة وإطعام الحيونات المستوطنة في الجزيرة· الراغبون في الزيارة - نظراً لبعد المسافة بين جزيرة صير بني ياس وأبوظبي (250 كيلومترا) هناك طائرة خاصة في مطار أبوظبي تقوم بنقل الزوار من وإلى الجزيرة بسعر 700 درهم للرحلة الواحدة بمجموع 1400 درهم ذهاباً وإياباً· - للراغب في زيارتها باستخدام سيارته الخاصة عليه أن يسلك طريق الرويسات حتى منطقة مرسى جبل الظنة التي تبعد عن الجزيرة بنحو ثمانية كيلومترات، هناك يقوم بترك سيارته الخاصة في المواقف المخصصة لزوار الجزيرة، وبعد ذلك يستقل قاربا فاخرا ينقله إلى أرض الجزيرة في رحلة تستغرق 15 دقيقة يشاهد خلالها الزائر بعضاً من أفراس البحر والدلافين عندها يبدأ شعوره بجو الجزيرة الساحر· أسعار المبيت في المنتجع - الغرفة العادية مساحتها 55 مترا مربعا سعر الليلة 1900 درهم شاملة وجبة إفطار لشخصين· - الفلل الشاطئية مساحتها 120 مترا مربعا وسعر الليلة 4500 درهم - الفلل الملكية مساحتها 200 متر مربع وكل فيلا بها حمام سباحة خاص بها سعر الليلة 14 ألف درهم·