الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغاز الصخري يغير خريطة الطاقة في الأسواق العالمية

الغاز الصخري يغير خريطة الطاقة في الأسواق العالمية
12 مايو 2012
تعتبر مدينة نيوكوين الواقعة في منطقة باتا جونيا أهم المواقع النفطية في الأرجنتين. وقد ساعدت ثروات الهيدروكربون في جعل هذه المدينة أكبر مدن الأرجنتين إنتاجاً للنفط والغاز لفترة تقارب المئة عام. كما يشتهر وسط هذه المدينة بالأبراج الشاهقة والشوارع العريضة التي تنتشر فيها حالياً سيارات الدفع الرباعي الراقية. نيوكوين مقبلة حالياً على نشاط نفطي جديد، إذ يعكف المستكشفون على التنقيب عن النفط والغاز المحصور في تكوينات الصخور الصفحية في أعماق تبلغ آلاف الأقدام أسفل السهول المحيطة بالمدينة. وتأتي احتياطيات الأرجنتين من الغاز الصخري في الترتيب الثالث عالمياً بعد الولايات المتحدة والصين، بحسب خبراء. ومثلما كان يأمل العلماء أن تكون الطاقة الذرية هي الملبي لاحتياجات العالم من الطاقة في خمسينيات القرن الماضي، يعتقد منتجو النفط والغاز أن في مقدور هذا المورد الجديد أن يوفر كثيراً من الطاقة بتكاليف منخفضة. كما أن في وسع النفط والغاز الصخري تحقيق استقلال الطاقة للعديد من الدول بتحريرها من الاعتماد على الواردات. نفط الذروة منذ أكثر من 50 عاماً بدأ خبراء الطاقة يتحدثون عن “نفط الذروة” وهي النظرية التي تقول إن العالم تجاوز نفط الإنتاج الأقصى وإن الإمدادات بدأت في التناقص. واليوم، فإن النفط والغاز الصخري ينقض هذه النظرية. ففي الولايات المتحدة عملت طرق الاستخراج الجديدة على تغيير إنتاج الغاز، حيث إنها تفتح احتياطيات ستدوم لمئة عام، حسب خبراء. كما أن الصخور الصفحية المحتوية على النفط والغاز مكنت الولايات المتحدة من عدم الاعتماد على الواردات. وبمقدور النفط والغاز الصخري تعزيز الاقتصادات المحلية. وفي خطابه أمام البرلمان قال الرئيس باراك أوباما إن الخبراء يتوقعون أن توفر هذه الموارد 600 ألف فرصة عمل، يتبعها مزيد من الفرص الفرعية بالنظر إلى أن الصناعات المعتمدة على الطاقة الرخيصة عادت للظهور من جديد. كما أن لورد براون الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي بي والشريك حالياً لشركة ريفرستون التي تدعم كوادريلا ريزورسز الشركة المستكشفة للغاز الصخري في المملكة المتحدة، مقتنع بأن هذا المجال منطو على مكاسب كامنة كبرى. وقال: “سيكفل لنا الغاز الصخري في نهاية المطاف خيارات متعددة، وهو يجعل مصدر الطاقة في أيدينا، ويوفر فوائد اقتصادية كبرى، ومن الواضح أن الغاز الصخري سيكون أحد مصادر الطاقة العالمية الرئيسية في القرن الحادي والعشرين، بجانب الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة”. وتعتبر الصخور الصفحية أكثر أشكال الصخور الرسوبية انتشاراً في الكرة الأرضية والتي تعد أيضاً الصخور التي ينتقل منها بعض الغاز والنفط إلى المكامن التقليدية. إن وفرة موارد النفط والغاز في الصخور الصفحية يشكل تغيراً جذرياً عالمياً. فبالإضافة إلى الأرجنتين تم اكتشاف احتياطيات ضخمة في كل من أستراليا وجنوب أفريقيا وشمال أفريقيا وشرقي أوروبا وكذلك في المملكة المتحدة وفرنسا. وبعد دراسات وبحوث في 32 دولة، تقدر الوكالة الفيدرالية الأميركية لمعلومات الطاقة أن الصخور الصخرية يمكن أن تزيد موارد الغاز القابلة للاستخراج بنسبة تزيد على 40%. وتعيد الصخور الصفحية صياغة الجيوسياسات وتؤثر على قرارات الشركات الاستثمارية. فشركات النفط المملوكة للحكومات والشركات الدولية تنفق عشرات المليارات من الدولارات للاستحواذ على موارد غاز صخري في أميركا الشمالية. استغلال الطاقة وفي شرقي أوروبا، فإن الرغبة في استغلال الطاقة دفعت بولندا وأوكرانيا إلى دراسة استغلال ما لديها من هذا المورد الجديد. وتقوم واشنطن بمراقبة التطورات عن كثب. وقال ريتشارد مورنينجستار مبعوث الطاقة لدول شرقي أوروبا إلى هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية: “إن تأمين الطاقة في أوروبا لا يقل أهمية للولايات المتحدة عن أهمية تأمين الطاقة في الولايات المتحدة لأوروبا، فنحن لدينا أقوى تجارة تبادلية وعلاقات استثمارية في العالم”. في الأجل الطويل، أصبح تحكم روسيا في سوق أوروبا أمراً مشكوكاً فيه لو أن دولاً مثل بولندا قامت بتطوير موارد الغاز والنفط الصخري التجارية. وفي شهر أبريل الماضي ناشد فلاديمير بوتن الرئيس الروسي في خطبة أمام البرلمان منتجي الطاقة المحليين بأن يكونوا قدر التحدي الذي تشكله الصخور الصفحية قائلاً، إن هذا المجال يمكن أن يغير هيكلة العرض والطلب في الطاقة العالمية تغيراً جذرياً. من المعتقد أن تحتوي الأراضي الشاسعة في الصين، أكبر مستهلك طاقة في العالم، على احتياطيات غاز صخري هائلة. وقالت الحكومة الصينية مؤخراً إن بحوثاً مستفيضة اكتشفت أن هناك احتمالاً كبيراً لوجود نحو 25 تريليون متر مكعبة من الغاز الصخري، ما يكفي لسد احتياجات استهلاك الصين الحالي لقرابة 200 عام لو أن الصين أنهت اعتمادها التقليدي على الفحم وتحولت إلى الغاز الأنظف احتراقاً، ومن الممكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي كبير على تقليص الانبعاثات الكربونية والحد من توقعات ارتفاع درجات الحرارة العالمية. تأثيرات بيئية غير أن للغاز الصخري مثله مثل الطاقة النووية عيوبه، وتتمثل أهم تلك العيوب في إمكانية تأثيره الضار على البيئة، حيث يلاحق هذا المجال اتهامات بأن التقنية المستخدمة في استخراج الغاز من الصخر المسماة التفتيت الهيدروليكي تلوث المياه الجوفية وتستهلك كميات ضخمة من المياه وقد تسبب زلازل. وهناك عيب محتمل آخر يتمثل في أن هذه التقنية تسرب غاز الميثان. حتى الآن لا توجد دلائل على أن عملية التفتيت الهيدروليكي تسبب تلقائياً أياً من تلك الأضرار، ولكن هناك ما يشير إلى أن الآبار متدنية البناء تشكل خطراً، والأمر يستلزم مزيداً من البحوث للوقوف على مدى تلك الأضرار بشكل أكثر دقة. وقد خلص أحد باحثي معهد ماساشوستس للتكنولوجيا العام الماضي إلى ما يلي: “بالنسبة للعشرين ألف بئر غاز صخري التي تم حفرها في السنوات العشر الماضية، يعتبر السجل البيئي لتطوير الغاز الصخري في أغلبه جيداً - ولكن يجدر إدراك المخاطر المحتملة والأضرار التي قد تنجم عن عملية سيئة واحدة”. وإلى أن يتم فهم تلك المخاطر بشكل أوضح، يرجح أن تظل تلك التقنيات محل جدل لتترك مجالاً كبيراً للمنتقدين مثل جوش فوكس منتج الفيلم الوثائقي الأميركي جاز لاند (أرض الغاز) الذي يتناول تأثير تقنية التفتيت الهيدروليكي، يقول فوكس: “هذا يغير المعادلة من حيث تصعيد المطالبة بالطاقة المتجددة لأن الناس يدركون الآن أنه إما أن نضع ألواحاً شمسية فوق أسطح منازلنا أو أن تلحق بنا أضرار التفتيت الهيدروليكي الخبيثة”. ووسط ذلك يتصاعد القلق العام، إذ أن كلاً من فرنسا وبلغاريا تحظران عمليات التفتيت الهيدروليكي. ويعترف مرايم سميث نائب رئيس قسم الغاز والنفط الصعب في رويال داتش شل: “لم تسرع الصناعة في الاعتراف بهواجس المجتمعات المتأثرة بعمليات تطوير الغاز الصخري والغاز الصعب”. كفاءة الإنتاج وقال اندرو جولد الرئيس المتقاعد مؤخراً من شلمبرجير الأميركية والرئيس المعين لشركة بي جي البريطانية “إنه يجب على الصناعة أن تجعل العملية أكثر كفاءة. وتعتبر مقاربة تطوير الغاز الصخري اليوم، غير مستدامة وهي أشبه باستخدام قوة غاشمة. ولذلك فهي أبعد ما تكون عن الملاءمة من حيث استخدام البئر والبصمة البيئية وكفاءة الإنتاج والتكلفة”. ويعود كثير من فضل ازدهار الغاز حالياً في الولايات المتحدة إلى جورج ميتشل رائد الأعمال المستقل، ابن أحد المهاجرين اليونانيين والذي أصر على البحث عن ضالته المنشودة رغم الشكوك والصعاب. واستطاع ميتشل مع فريقه تطوير تقنية التفتيت الهيدروليكي وهي عملية ضخ مياه ورمال وكيماويات في آبار جوفية عميقة على نحو يتيح تدفق الغاز الطبيعي المحصور في الصخور. ثم باع ميتشل شركته عام 2002 لشركة ديفون المتخصصة في الاستكشاف بالمناطق البرية عن طريق عمليات الحفر الأفقي جانبياً لمسافة تتجاوز 1600 متر ورأسياً لعمق يتجاوز 1600 متر أيضاً، وكان الجمع بين عملية الحفر الأفقي وعملية تفتيت الصخور اليهدروليكي يعني أنه بالإمكان استخراج الغاز بكميات ضخمة مجدية تجارياً. ومنذ ذاك بدأت هذه الطريقة تحظى باهتمام الصناعة. ولكن ذلك إلى حد كبير كان بسبب استفادة الولايات المتحدة من مجموعة موائمة من الأحوال. أولاً توافر المادة الأولية وهي عبارة عن الصخور المحتفظة داخلها بالنفط والغاز. ثانياً توافر صناعة خدمات متطورة ومنخفضة التكلفة قادرة على عمليات حفر الآبار وتقديم المعدات اللازمة. ثالثاً توافر شبكة من خطوط الأنابيب التي تسمح بالربط بين الحقول الجديدة، وهذا كله في ظل قوانين منظمة تتيح حصول أصحاب الأراضي على تعويضات مغرية مقابل استخدام أراضيهم. وهذه المجموعة من الأحوال لا تتوافر في مناطق أخرى. قال دانيال ييرجن مؤلف كتاب “البحث” الذي يتناول مضامين هذه الصناعة: “في بعض أنحاء العالم هناك إمكانيات نفط وغاز صخري واعدة.. ولكن لكل منطقة أحوالها وملابساتها المختلفة”. ويتمثل أحد التحديات الكبرى التي تواجه مجال النفط والغاز الصخري في الافتقار إلى بيانات دقيقة. فرغم أن لدى الولايات المتحدة بيانات هائلة تجمعت في عقود خلال عمليات استكشاف النفط والغاز والفحم التقليدية، إلا أن المعلومات في مجال الصخور الصفحية غير كافية. وسيكون الطريق بين عمليات الاستكشاف وعمليات الإنتاج طويلاً. ويتوقع جولد أنه سيكون أمام الصناعة سنتان أو ثلاث سنوات قبل التعرف إلى أفضل مناطق إنتاج النفط والغاز الصخري. ويضيف جولد أن الأمر يعتمد أيضاً على تصميم وتصنيع المعدات الملائمة. عنصر التكلفة كما أن هناك أيضاً مشكلة التكلفة، فهناك تقديرات تشير إلى أن تكلفة حفر بئر غاز صخري في بولندا على سبيل المثال تزيد على تكلفة حفر بئر في الولايات المتحدة بنسبة ثلاثة إلى واحد، بالنظر إلى الافتقار إلى صناعة خدمات تنافسية في بولندا. ورغم ذلك يعتقد مينو كوش الخبير في لامبرت اينرجي، مؤسسة الاستشارات المتمركزة في لندن، أن النفط والغاز الصخري سيصبح منافساً لاستيراد الغاز، وهو يتوقع أن يبلغ إنتاج أوروبا من الغاز الطبيعي في عام 2020 نحو 25 مليار متر مكعبة، بما يمثل خمسة في المئة من احتياج الاتحاد الأوروبي الحالي من الغاز. ورغم أن جونثر اوتينجر مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي يدرك ذلك، إلا أنه قال إنه ينبغي على بروكسل أن تحترم تطورات الرأي العام المختلفة بالدول الأعضاء. ويرى أن الوقت لم يحن بعد لوضع قوانين منظمة موحدة في هذا الشأن. وقال اوتينجر: “إن الغاز الصخري بالولايات المتحدة غير السوق تغيراً كاملاً. أما في أوروبا لم يحدث ذلك ولكنه عنصر إضافي ربما يشكل 5 - 10%”. وتختلف صورة السياسات في الصين، حيث اعتبرت بكين الغاز غير التقليدي أساساً لسياسة طاقتها بالمستقبل. ووضعت هدف إنتاج 6.5 مليار متر مكعب من الغاز الصخري سنوياً بحلول عام 2015 ما يساوي 2 - 3% من إنتاجها من الغاز المخطط لذلك العام. وقال فو تشينجيو رئيس تنفيذي ساينوبك أكبر شركة نفط وطنية في الصين من حيث الإيرادات: “إن النفط والغاز غير التقليدي يشكل مورد الهيدوكربون الرئيسي في الصين مستقبلاً”. قد تكون سياسة الصين بشأن البيئة رشيدة، ولكن هناك صعوبات حقيقية كبرى. إذ أن العديد من مشاريع الاستكشاف الأولية تقع في حوض سيشوان المعرض للزلازل. كما تفتقر الصين لبنية خطوط الأنابيب الأساسية اللازمة لتصدير الغاز إلى السوق. وهناك مشكلة أخرى متمثلة في توفر المياه، حيث إن الصين تواجه نقصاً متزايداً في المياه. وما يثبت أن الطاقة عبارة عن صناعة شديدة التأثر استراتيجياً منطوية على مخاطر سياسية، ما حدث مؤخراً حين قررت الأرجنتين إعادة تأميم واي بي إف أكبر شركاتها في مجال النفط، ما أرسل موجات صادمة لشركات الطاقة كافة في أنحاء العالم. وبالنظر إلى نوعية المصادر وحجمها، من المتوقع أن تكون الأرجنتين هي الدولة القادمة التي تشهد ثورة غاز صخري كبرى. غير أن هناك ما يشير إلى أن هناك من لا يزال شديد الحماس في هذا المجال. وقال مايكل بوز مدير أباتشي الأميركية في الأرجنتين التي تخطط لبرنامج مكثف لحفر آبار نفط صخري: “جذبت مشاريع الغاز والنفط الصخري استثمارات رأسمالية ضخمة خلال 12 - 18 شهراً الفائتة، وما دامت الحكومة تضع سياسة طاقة قوية ذات أسس تحقق عائدات اقتصادية عادلة، فإن هذه المشاريع سيتم تطويرها”. وعلى كل الأحوال، رغم أن التطورات في الولايات المتحدة أثبتت أن الموارد الصخرية واعدة، لا يزال من غير الواضح إن كان ذلك النجاح سيتحقق وبأي معدل سينتشر عالمياً. لا يتوقع معظم المحللين إنتاجاً تجارياً لغاية منتصف هذا العقد على أحسن تقدير. وينتظر أن يستلزم وقتاً أطول ليصبح الغاز والنفط الصخري مساهماً كبيراً في متطلبات الطاقة. ولا يزال ينبغي على مناصري النفط والغاز الصخري أن يثبتوا بشكل حاسم أن الفوائد تفوق الأضرار البيئية التي يعارضها نشطاء التغير المناخي ويعارضون زيادة استخدام أنواع الوقود الهيدروكربونية (النفط والغاز والفحم). غير أن الطاقة الأرخص ستدفع العديد من الحكومات إلى المضي قدماً في هذا المجال، بصرف النظر عن العيوب. وقال لورد براوني: “إنها دائماً فكرة جيدة المتمثلة في استكشاف الموارد وتطويرها داخل حدود الدولة، فهي تعزز الأمن وتزيد العوائد الضريبية وتوفر الوظائف وربما تخفض أسعار الطاقة أيضاً”. نقلاً عن فاينانشيال تايمز ترجمة عماد الدين زكي حقائق ? ?في مقدور استغلال الصخور الصفحية زيادة موارد الغاز القابلة للاستخراج فنياً بأكثر من 40% على المستوى العالمي. ? ?على الرغم من أن العديد من الدول قد لا تحتاج إلى استيراد الغاز، فإن معظم المحللين لا يتوقعون إنتاج الغاز الصخري تجارياً لغاية منتصف هذا العقد على أحسن تقدير. ? ?هُناك مخاوف من أن الطرق المستخدمة في عملية التفتيت الهيدروليكي ربما يكون لها تأثير ضار بالبيئة. ? ?يبدو أن انتشار الغاز الصخري سيعيد صياغة جيوسياسات الطاقة وسيهز أسواق النفط والغاز العالمية. كيفية استخراج الغاز الصخري ? الغاز الصخري هو الغاز الطبيعي الكائن داخل الصخور الصفحية الواقعة على أعماق كبيرة أسفل سطح الأرض، وبالنظر إلى انخفاض درجة نفاذية الصخر الصفحي التي تسمح بتدفق الغاز إلى فتحة البئر، فإن معظم أنواع الصخور الصفحية لا تعتبر مصدراً للغاز الطبيعي. ويعد الغاز الصخري واحداً من عدة مصادر غير تقليدية للغاز الطبيعي، منها على سبيل الأمثلة ميثان طبقات الفحم والأحجار الرملية الصلدة وهيدرات الميثان. ولما كانت نفاذية الصخر الصفحي منخفضة، فإن إنتاج الغاز بكميات تجارية يتطلب عملية التكسير التي تتيح خاصية النفاذية. يذكر أن الغاز الصخري طالما كان ينتج لسنين عن طريق عمليات تفتيت طبيعية. أما ازدهار الغاز الصخري في السنوات القليلة الماضية فإن الفضل فيه يعود إلى تقنية عصرية تحدث شقوقاً اصطناعية فاعلة حول فتحات البئر. كما أن عملية الحفر الأفقي تستخدم كثيراً لزيادة كفاءة إنتاج الآبار. وشجعت عملية تكسير وتفتيت ما كان في الماضي مستعصياً من الصخور الصفحية لإطلاق الغاز الطبيعي المعروفة باسم التفتيت الهيدروليكي في الصناعة كثيراً من الصفقات التي تساوي عدة مليارات من الدولارات، بما يشمل اتفاقية عام 2009 التي اشترت اكسون موبل بموجبها شركة «اكس تي أو» المتخصصة في الغاز الصخري. ومن حيث المعروض من الغاز، فإن لثورة الغاز الصخري تأثيراً هائلاً، ففي أقل من خمس سنوات، تحولت الولايات المتحدة الأميركية من حالة البحث عن مصادر غاز من الخارج إلى دولة مكتفية ذاتياً منه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©