الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الساسة اليونانيون يبحثون عن «حل سحري» للحيلولة دون الخروج من «منطقة اليورو»

الساسة اليونانيون يبحثون عن «حل سحري» للحيلولة دون الخروج من «منطقة اليورو»
12 مايو 2012
أثينا، واشنطن (أ ف ب) - واصلت اليونان المنهكة أمس جهودها في سبيل تشكيل حكومة ائتلافية لتفادي العودة إلى صناديق الاقتراع خلال يونيو، وسط ضغوط المسؤولين السياسيين الألمان الذين نفد صبرهم ولم يعودوا يخفون رغبتهم في رؤية أثينا خارج “منطقة اليورو”. من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أوروبا لا تزال تعاني تداعيات الأزمة المالية، لأنها لم تتبن إجراءات للنهوض على غرار الولايات المتحدة. واقر أوباما بأن الاقتصاد الأميركي لا يزال يواجه “رياحا معاكسة”، لكنه يظل في وضع افضل من الاقتصاد في أوروبا حيث تعاني بعض الدول انكماشاً. وفي أثينا، أقر زعيم اهم حزب يوناني انتونيس ساماراس (حزب الديموقراطية الجديدة - يمين) أمام ما بقي من مجموعته البرلمانية، بأنه لن يكون من الممكن تشكيل أي حكومة دون موافقة مجموعة اليسار المتطرف “سيريزا” المعارضة، لإجراءات التقشف والتي أصبحت بعد انتخابات الأحد الماضي ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان. وواصل المسؤولون السياسيون اليونانيون، الممزقون بين التزامات التقشف التي قطعتها البلاد لمقرضيها ونتائج الانتخابات، التي ترجمت رفضاً كاملا لجهود التقشف، البحث عن صيغة اتفاق حد أدنى لتشكيل حكومة حتى لو جاءت هشة. وفي الأثناء عكست بورصتا طوكيو وباريس قلق المستثمرين من احتمال خروج سريع لليونان من “منطقة اليورو” وآثار ذلك. واستأنف زعيما حزب “باسوك” الاشتراكي ايفانجيلوس فينيزيلوس وحزب الديموقراطية الجديدة اليميني انتونيس ساماراس، الراغبان بأي ثمن بالدفاع عن بقاء اليونان في “منطقة اليورو” رغم هزيمتهما الانتخابية، مفاوضات هامة لتشكيل حكومة وذلك بعد تقدم طفيف احرز الخميس الماضي بهذا الاتجاه مع حزب اليسار الديمقراطي الصغير. وتباحث الزعيمان أمس في انتظار لقاء بين فينيزيلوس وزعيم اليسار المتطرف اليكسيس تسيبراس. ويقترح فينيزيلوس تشكيل حكومة من شأنها أن تبقي البلاد في “منطقة اليورو” من جهة وضمان “أن يتم التجاوز في غضون ثلاث سنوات” لبرنامج التقشف الذي أملاه الاتحاد الأوروبي و”صندوق النقد” على أثينا. ولم يوضح زعيم الحزب الاشتراكي محتوى كلمة “تجاوز” التي أبقاها عمداً غامضة حيث أن التوتر بين الأحزاب يتمحور تحديداً حول مذكرة اتفاق وقعتها أثينا مع مقرضيها. ويقول اليسار المتطرف إنه يريد إنهاء العمل بهذه المذكرة مع البقاء في “منطقة اليورو”. وهو ما يعني بالنسبة إلى المقرضين نيل المكاسب دون تحمل المسؤولية ما يعتبرونه غير مقبول خصوصا الألمان منهم. واعتبر وزير المالية الألماني فولفجانج شوبيله، في مقابلة مع صحيفة “راينيشي بوست” المحلية الألمانية، أن (منطقة اليورو) يمكنها تحمل خروج اليونان منها. وأضاف “نريد أن تبقى اليونان في (منطقة اليورو)، لكن عليها أيضاً أن تكون راغبة بذلك وان تقوم بواجباتها. لا يمكننا إرغام احد على ذلك. وقال شوبيله “هنا لا احد يهدد أحداً. لكن علينا أن نكون صادقين .. وان نقول لأصدقائنا وشركائنا اليونانيين أن لا طريق سوى الطريق الذي نختاره معاً”. وتابع “قمنا بالكثير حتى الآن” في إشارة إلى خطتي إنقاذ اليونان اللتين وضعتهما الدول الأوروبية وصندوق النقد الدولي مع مساهمة هامة من دائني القطاع الخاص في الخطة الثانية. وقال “على اليونان أن تفهم أن عليها في المقابل أن تنفذ واجباتها”. وحذر من أنه “من الخطير تقديم حجج واهية لليونانيين بالقول إن هناك طريقاً أسهل يشفي اليونان ويجنبها كل المحن، هذا أمر عبثي”. من جهته، جعل وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيليه من احترام أثينا لواجباتها شرطا لتحويل مساعدات جديدة لها. ووسط هذه الأجواء، أظهر استطلاع لمعهد “مارك” في اليونان أن غالبية كبيرة من اليونانيين (62,7%) تأمل في تشكيل حكومة تحالف و53% منهم يأملون تشكيلها بمشاركة حزب “سيريزا”. واعتبر المحلل الياس نيكولاكوبولوس أن تشكيل حكومة لا تحظى بدعم “سيريزا” يبقى ممكناً لكنه يرى أن المفاوضات ستستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل. وأوضح أن “(سيريزا) على استعداد لضمان تسامحه (ولينه) شرط إلغاء التبني المتوقع خلال يونيو لإجراءات تقشف جديد”، في انتظار إعادة تفاوض شامل بشأن سياسة النهوض الاقتصادي. ولم يؤيد سوى 32% من المستطلعين تنظيم انتخابات جديدة رغم أنها ستكون حتمية في حال عدم التوصل إلى تفاهم بين الساسة لتشكيل حكومة. ويظهر الاستطلاع أمراً هاماً وهو أنه في حال تنظيم انتخابات جديدة فإن “سيريزا” سيأتي في الطليعة بنسبة 27% من نوايا التصويت، يليه حزب الديمقراطية الجديدة اليميني بـ20% ثم حزب باسوك الاشتراكي بنسبة 12,6% واليونانيون المستقلون (يمين معارض لمذكرة التفاهم مع المقرضين) بنسبة 10% من نوايا التصويت. ومثل هذا السيناريو سيغير تماماً المعادلة في المشهد السياسي اليوناني حيث سينال الحزب اليساري المتطرف، الذي يملك حالياً 52 مقعداً في البرلمان، جائزة الـ50 مقعداً اضافياً التي تمنح تلقائياً للحزب الذي يتصدر النتائج، ما سيجعله في موقع قوة يتيح له عقد التحالفات التي يريدها. بنوك اليونان تستعد لعودة الدراخما لندن (رويترز) - تتأهب البنوك اليونانية لبدء تداول عملة يونانية جديدة. ولم تحذف بعض البنوك الدراخما من أنظمتها بعد أن تبنت اليونان اليورو منذ أكثر من عشر سنوات، وستكون مستعدة للتحول للدراخما إذا ما اضطرتها مشكلات الديون إلى إعادة العملة القديمة. وقال هارتمات جروسمان، من “أي.سي.اس” لاستشارات المخاطر ومقرها أميركا، إنه يجري الاستعداد للأمر منذ بدأت أزمة الديون اليونانية عام 2009. وأضاف جروسمان “الكثير من الشركات لاسيما في أوروبا وأيضا هنا تبحث ذلك منذ فترة طويلة”. وقال إن أحدث أزمة سياسية في اليونان دفعت الأمور “إلى نقطة حاسمة نوعا ما”. وتابع “لكن كان هناك حقا تخطيط طاريء في سائر المؤسسات المالية لحدوث هذا... خروج اليونان من (منطقة اليورو) ليست فكرة جديدة”. ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يريد بقاء اليونان في العملة الموحدة وتظهر استطلاعات الرأي أن اليونانيين يتمسكون بها. لكنهم صوتوا في الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي لصالح أحزاب تعارض خطة إنقاذ أبرمتها أثينا مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، ما يلقي بمستقبل البلاد في “منطقة اليورو” إلى دائرة الشك من جديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©