محمد حامد، رويترز (دبي، لندن) - لا يتعين أن ينسب النجاح أو الفشل لشخص واحد ومع ذلك لن يكون من قبيل المبالغة إذا قلنا إنه بدون الرئيس ديف ويلان ما كان لنادي ويجان اثليتيك أن يفوز بكأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم لأول مرة في تاريخه أمس الأول أو البقاء على مدار السنوات الثماني الأخيرة بين الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز. ووضع ويلان نادي ويجان على خريطة كرة القدم ويؤمن بقدرة فريقه على الاستمرار في دوري الأضواء بعد فوزه المفاجئ بهدف دون رد على مانشستر سيتي العملاق على ملعب ويمبلي في نهائي كأس الاتحاد الانجليزي أمس الأول. وكافح ويجان الهبوط على مدار المواسم الثلاثة الماضية وهو فريق ينتمي لبلدة شمالية صغيرة قريبة من مانشستر وليفربول.
ويعيش ويجان في ظل جاره نادي ويجان واريورز للرجبي الأكثر شهرة في منطقته. لكن الأضواء تسلطت أمس الأول على الرئيس ويلان الذي يشتهر بهمته العالية خلال مباراة نهائي كأس الاتحاد بنفس قدر الاهتمام بالفريق بقيادة المدرب روبرتو مارتينيز.
وكان ويلان أصيب وهو في 23 من عمره بكسر في الساق أثناء مشاركته مع بلاكبيرن روفرز في نهائي كأس الاتحاد الانجليزي عام 1960 أمام ولفرهامبتون واندرارز على ملعب ويمبلي أيضاً، وهو ما اسدل الستار مبكراً جداً على مسيرته في دوري الأضواء وقضى على طموحه في الدفاع عن ألوان انجلترا. وأبلغ ويلان الصحفيين بعد الانتصار الكبير أمس الأول: “انه حلم تحول إلى حقيقة، خاصة بعدما تعرضت له سابقا على نفس الملعب في 1960، ولذلك لا استطيع التعبير عن مشاعري، الأمر كله يثبت أن باستطاعتك تحقيق أي حلم متى كنت تؤمن بقدراتك”.
مسيرة ناجحة
وانتقل ويلان إلى فريق كرو الكسندرا المنتمي للدرجة الرابعة بعد عامين من إصابته بكسر في الساق، لكنه استطاع من خلال أموال التعويض التي حصل عليها من بلاكبيرن روفرز عقب الإصابة البدء في نشاط تجاري لمواد البقالة، كان فاتحة خير كبيرة لمسيرة ناجحة، أصبح بعدها من أصحاب الملايين.
واشترى ويلان نادي ويجان في 1995 حينما كان ينافس وقتها في الدرجة الثالثة، وتوج حصوله على لقب كأس الاتحاد الانجليزي أمس الأول الجهود التي بذلها هو والنادي على مدار سنوات. وقال ويلان: “انه يوم تاريخي بكل ما تحمله الكلمة، وأؤكد أننا نستحق ما وصلنا إليه، روبرتو مدرب كبير أنجز مهمة رائعة لهذا النادي كلاعب وكقائد للجهاز الفني”.
وتابع: “حينما يأتي اليوم الذي يبلغني فيه برغبته في الانتقال لفريق أكبر سأتفهم موقفه، بالطبع سأفعل، لكنه في الوقت الراهن مدرب الفريق وتتبقى لنا مباراتان حاسمتان للبقاء في الدوري الممتاز ولذلك سوف أؤجل الاحتفالات”.
وتكهنت تقارير باحتمال انتقال مارتينيز لتدريب إيفرتون لتعويض ديفيد مويز الذي سيحل مكان أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد اعتبارا من الموسم المقبل. ويحل ويجان ضيفاً على أرسنال يوم الثلاثاء قبل أن يستقبل أستون فيلا في آخر مبارياته بالدوري الممتاز يوم الأحد المقبل.
المركز الـ 18
يحتل الفريق حاليا المركز 18 في الترتيب برصيد 35 نقطة ويحتاج إلى كل نقطة للبقاء في دوري الأضواء. لكن بن واطسون الذي حل بديلاً ليسجل هدف الفوز على سيتي في نهائي الكأس أمس الأول يؤمن بحظوظ فريقه. وأبلغ الصحفيين عقب المباراة: “توجهنا إلى أرسنال الموسم الماضي وهزمناه في عقر داره، بعد انتصار أمس الأول على سيتي اعتقد أن ويجان يستطيع تخطي أرسنال”. وتابع: “نعم نحن سعداء جداً بالفوز بالكأس وسنلعب في كأس الأندية الأوروبية الموسم المقبل لأول مرة، لكن يتعين علينا أيضا البقاء في الدوري الممتاز وبوجود الرئيس والمدرب نستطيع النجاة من الهبوط”.
وحينما اشترى ويلان نادي ويجان وعد على الفور بالصعود بالفريق لدوري الأضواء في تصريح تندر عليه البعض وقتها، لكن الإنجاز تحقق في 2005. ومول ويلان عملية إنشاء ملعب جديد ليحل مكان استاد سبرينج فيلد بارك في 1999، وتعاقد مع مجموعة من اللاعبين المميزين على مدار 18 عاماً الأخيرة ليرتقي الفريق بين الدرجات المختلفة للدوري. لكن سيكون من سخرية الأقدار أن يهبط النادي من الممتاز في أوج مجده وتألقه.
توهج مكمانمان
وكسبت الكرة الإنجليزية نجماً جديداً بعد تألقه اللافت في نهائي كأس إنجلترا، فقد نجح كالوم مكمانمان نجم ويجان الشاب في خطف الأضواء من الجميع، وبدا وكأنه قرر انتزاع دور البطولة في المشهد الختامي لرواية التتويج باللقب، ليصبح مكمانمان الرابح الأكبر من المباراة، وسط إشادات لافتة من الصحف البريطانية.
فقد أشارت صحيفة “ديلي ميل” أن مكمانمان هو الجوهرة القادمة في عقد نجوم الكرة الإنجليزية، بعد أن حصل بجدارة واستحقاق على لقب أفضل لاعب في النهائي التاريخي بين ويجان وسيتي، وعلى الرغم من الإشادات التي انهالت عليه، إلا انه كان قبل شهرين اللاعب الأكثر كراهية بعد تدخله العنيف على ماساديو هايدرا لاعب نيوكاسل، إلا أن سيناريو نهائي ويمبلي ابتسم له، ليصبح علامة فارقة في مسيرته الكروية.
وأضاف تقرير الصحيفة البريطانية: “نجح مكمانمان في خلق الكثير من المتاعب لمدافع مان سيتي جايل كليشي، ولغيره من المدافعين وسط تألق لافت من اللاعب طوال الـ 90 دقيقة، ولا يمكن بحال من الأحوال تفهم قرار إيفرتون بالاستغاء عن هذا اللاعب الموهوب الذي بدأ مسيرته بين صفوفه، وكان أحد مشجعيه منذ نعومة أظفاره، لكنه رحل صوب ويجان بحثاً عن مستقبله الكروي، بعد أن أغلقت أبواب إيفرتون في وجهه، وجاء توهجه في صفوف ويجان ومساعدته لفريقه على الفوز بلقب كأس الاتحاد للمرة الأولى في تاريخ النادي ليشكل حرجاً لدافيد مويز المدير الفني الجديد للمان يونايتد، فقد كان مويز مدرباً لإيفرتون لفترة طويلة، ولم يتمكن من اكتشاف موهبة مكمانمان وتقديمه للفريق الأول، على الرغم من إصرار البعض على أن مويز يملك رؤية ثاقبة في اكتشاف وتقديم المواهب الشابة”.
مارتينيز يتغزل
وتغزل روبرتو مارتينيز مدرب ويجان في موهبة النجم الشاب البالغ “22 عاماً”، فقال عنه: “في عالم كرة القدم نعتمد على الأفعال وليس الأقوال، فهي لعبة نمارسها في أرض الملعب وليس عبر وسائل الاعلام، وما فعله مكمانمان يؤكد امتلاكه موهبة لافتة، فقد فاجأ الجميع بتألقه بهذه الصورة، أعتقد أنه جوهرة حقيقية للكرة الانجليزية، أنا قريب من هذا اللاعب وأعلم جيداً شخصيته الحقيقية خارج الملعب، انه لا يسعى للظهور بأفضل الملابس، ولا يهتم بشراء أفخم السيارات، ولكن حينما تراه في الملعب تجده يؤدي بشغف بالغ، ما أعنيه ان مكمانمان يعشق كرة القدم أكثر من أي شيء في الحياة”.
بدوره علق اللاعب الشاب على حلم فريقه الذي تحول إلى حقيقه، فقال: “استيقظت صباح اليوم الذي أقيمت فيه المباراة، وقلت لنفسي لماذا لا يكون يومنا، وقبل المباراة قلنا لأنفسنا إنها مجرد مباراة مثل جميع المباريات ويجب ألا نخشى قوة سيتي، وأن نؤدي بشجاعة وتحرر من الضغوط، وخلال المواجهة اكتسبنا الثقة وارتفعت المعنويات مع مرور الوقت، حتى تحقق لنا ما حلمنا به، إنه موسم لا ينسى وإنجاز تاريخي للنادي ولجميع اللاعبين”.
عدد اليوم
