الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وكالة مكافحة المخدرات ··· الصفعة اللاتينية

وكالة مكافحة المخدرات ··· الصفعة اللاتينية
12 نوفمبر 2008 00:17
منحت بوليفيا موظفي إدارة محاربة المخدرات الأميركية مهلة ثلاثة أشهر لمغادرة البلاد، بدعوى أن العملاء يعملون على تأجيج الصراع السياسي في هذا البلد المنقسم على نفسه أصلا· وهذا الخريف، وافق الإيكوادوريون على دستــور جديد للبــلاد يدعــو إلى إغلاق واحدة من أهم العمليات الأميركية في الحرب التي تخوضها ضد المخدرات بحلـــول العــام المقبل· وفي غضون ذلك، ذكر الرئيس بوش اسم فنزويلا للعام الرابع على التوالي -إضافة إلى بوليفيا، لأول مرة- دون غيرهــــا من دول المنطقـــــة، لأنها ''فشلــــت'' في التعاون بخصوص جهود محاربة المخدرات· تتوفر الولايات المتحدة منذ وقت طويل على حضور في أميركا اللاتينية بهدف التصدي لتدفق المخدرات شمالاً، حيث تعد كولومبيا والبيرو وبوليفيا أكبر بلدان منتجة للكوكايين في العالم· والواقع أن الولايات المتحدة مازالت تفتخر بعلاقات متينة ومشاركات قوية مع العديد من بلدان المنطقة مثل كولومبيا والمكسيك· ولكن في بلدان أخرى، ولاسيما تلك التي يتزعمها يساريون انخرطوا في التنديد بواشنطن، فإن الزعماء يعمدون بشكل متزايد إلى قطع علاقاتهم بالولايات المتحدة· وفي هذا السياق تقول ''كاثرين ليديبر''، مديرة شبكة الأنديز للمعلومات في بوليفيا إن دفع هذه البلدان نحو قدر أكبر من تقرير المصير، يمكن أن يشكل فرصة لتحسين استراتيجية يعتبرها الكثيرون مخفقة· غير أن ''روجر نوريجا'' مساعد وزير الخارجية السابق المكلف بشؤون أميركا اللاتينية، يتبنى رأياً أقل تفاؤلاً، حيث يرى أن خطوات من قبيل طرد بوليفيا لعملاء وكالة محاربة المخدرات الأميركية يمكن أن تكون له تأثيرات على قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى التزام بعض البلـــدان أيضاً على ما يبدو بمحاربة إنتاج المخدرات· يقول ''نوريجا'': ''إن عصابات المخدرات وكل النشاطات السرية -بل حتى الضرر الذي يلحقه إنتاج المخدرات بالبيئة- تمثل تحدياً كبيراً عابراً للحدود يتطلب تعاوناً دولياً''· في وقت سابق من هذا الشهر، قام الرئيس البوليفي إيفو موراليس، الذي يعد أول زعيم من سكان البلاد الأصليين، والذي صعد إلى السلطة كرئيس لفيدرالية منتجي نبتة الكوكا، بطرد وكالة محاربة المخدرات الأميركية بدعوى أن عملاء الوكالة يعملون على تأجيج الانقسامات في بلد يعاني أصلاً من الانقسام· وقال موراليس الأسبوع الماضي: ''ثمة عملاء من وكالة محاربة المخدرات الاميركية انخرطوا في أنشطة تجسس سياسي وتمويل منظمات إرهابية حتى يستطيعـــوا شــن هجمــات على السلطات، حتى لا نقول الرئيس''· ولكن الوكالة الأميركية تقول إن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، حيث يقول المتحدث باسم الوكالة ''جاريسون كورتني'': ''إننا نلاحق تجار المخدرات ولا ننخرط في أشيــاء خارجة عن دائرة اختصاصنا''· وقد تقلص حضور وكالة محاربة المخدرات الأميركية في فنزويلا أيضاً بشكل كبير خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، كما يقول مسؤولون من وزارة الخارجية الأميركية وصفوا هذا التقليص باعتباره دليلاً على دعم فنزويلا الضعيف للجهود الدولية لمحاربة المخدرات· ومن جانبها، أعلنت الإكوادور أنها لا تنوي تجديد عقد إيجار قاعدة ''مانتا الجوية'' (10 سنوات)، والتي تعد واحدة من أهم أماكن العمليات الأميركية في المنطقة منذ ،1999 حيث يعتبرها الرئيس رفائيل كوريا، الذي وعد في حملته الانتخابية بإغلاق القاعدة، مسألة معاملة بالمثل· فخلال زيارة له إلى إيطاليا العام الماضي، قال ''كوريا'' مازحاً إنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد الاحتفاظ بالقاعدة، فسيتعين عليها أن تسمح بإنشاء قاعدة إيكوادورية في ميامي· وفي هذا الإطار يقول مسؤول من الإدارة- طلب عدم الكشف عن اسمه- إن إغلاق قاعدة مانتا ''سيترك ثغرة خطيرة في قدراتنا على مراقبة عمليات محاربة المخدرات في شرق المحيط الهادي''· اليوم، يوجد ما معدله 150 عسكرياً وأمنيًا أميركياً في مانتا، وفي ،2007 أُطلقت نحو 1100 مهمة لمحاربة المخدرات، كما يقول ''خوسي روس''، المتحدث الرسمي في ''القيادة الجنوبية'' الأميركية· وحسب روس، فإن ''القيادة الجنوبية'' ستستمر في العمل انطلاقاً من السلفادور وأوروبا وكوراساو، والتعاون مع البحرية الأميركية وقوات خفر السواحل الأميركية· وإذا كان إغلاق القاعدة يمثل ضربة ربما، فإن الولايات المتحدة ما زالت تربطها علاقة جيدة مع الإكوادور، كما يقول ''روس''· ومن جانبهم، يؤكد المسؤولون الأميركيون أن التعاون في بقية المنطقة قوي أيضاً، وفي بعض الحالات، مثل المكسيك وأميركا الوسطى، أقوى مما كان عليه في الماضي· غير أن العلاقات مع فنزويلا وبوليفيا عرفت تدهوراً كبيراً· فخلال صراع مدني في بوليفيا في وقت سابق من هذا الخريف، أقدمت بوليفيا على طرد السفير الأميركي ''فيليب جولدنبرج'' بدعوى أنــه يدعم زعماء المعارضة· ولاحقاً حذا حذوه شافيز، حيث طرد السفيرَ الأميركي في فنزويلا ''باتريك دادي''· حينها، أشار الرئيس بوش إلى هذين البلدين دون غيرهما من بلدان المنطقـة باعتبارهمـــا فشــلا في الجهود الدولية لمحاربة المخدرات؛ كما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستلغي المزايا والفوائد التجارية لبوليفيا''· ويقول ''إدواردو جامارا''، الأستاذ بجامعة فلوريدا الدولية: ''إن العلاقات بين بوليفيا والولايات المتحدة تأثرت بطرق أكثر مما يفهمه الناس''· غير أن البعض يرى في هذه التطورات جهوداً لإعادة تأكيد وفرض السيادة الوطنية في أميركا الجنوبية، حيث يقول ''جون لينزي بولند''، منسق ''لجنة المصالحة في أميركا اللاتينية والكاريبي'': إن المنطقة بصفة عامة تنظر إلى السياسة الأحادية للولايات المتحدة بقدر كبير من الارتياب والشك''· سارة ميلر لانا - ميكسيكو سيتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©