الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم وعوائق الإبداع

20 يونيو 2018 22:15
فرصة قصيرة تتاح لنا في رحلة الحياة، بأفراحها وأتراحها، فمن رضيع يتلمس خطاه الأولى، فيخطو بحذر تارة وبنزق غير محسوب تارات أخرى ليتكشف كل جديد يجهله، إلى طفل محدود التمييز بين الخير والشر، ثم يلتحق الطفل بقاطرة الدراسة ويقضي فيها أعواماً تلو أخرى، ويسلمه أبواه لمعلمه عجينة يسهل تشكيلها، وهنا يلعب الحظ لعبته ويعلو صوته وتغلب كلمته، فإن صادف وتولى تعليم الطفل معلم حاذق مبدع خلاق، يفتح له آفاق العلم والمعرفة ويحلق به في عوالم الابتكار، فيحرر فكره من جدران الصندوق، ويسير به في درب تحقيق الأهداف بدلًا من تنميط أفكاره في إسار الملل، فيبذل الغالي والنفيس لتطوير ذاته في عصر انفتاح الفكر وهيمنة العولمة، فيعلو سقف طموحات كل منهما من الآخر، لتستحيل العلاقة بينهما أشبه بتجربة تعلم للمعرفة والإبداع والابتكار ورقي الفكر. ويلوح لنا على الجانب الآخر الولد الذي عانده حظه، فوقع في يد معلم تقليدي جامد الفكر والأسلوب، فيثقل كاهله بساعات من الملل والتلقين والواجبات التي لا تنتهي، لأنه بدوره مثقل كاهله بالضغوط والمطالبات والعقبات، فتصبح مقاعد الدراسة بالنسبة لهما عائق أفكار وعبئاً يسعيان يومياً للتحرر منه. وهنا تكمن كلمة السر ومفتاح الكنوز! إنه المعلم، نعم إنه المعلم المبدع بكل تأكيد، الذي يتلقانا عجينة سهلة، ويؤثر بعمق في تشكيل فكرنا وانتقاء خياراتنا، ويسلمنا للحياة شباباً مؤهلاً وقد أصبح ناضجاً وقادراً على خدمة مجتمعه. وهنا علينا الوقوف هنيهة، لنتلقى معلمينا بيد حانية، ونزيح من طريقهم كل عائق للإبداع والابتكار، ونجتهد في مدهم بكل مؤهلات التميز، لنترك لهم فرصة التحليق بطلابهم إلى عوالم خلاقة لا تحدها العقبات، فيتسنى لهم رعاية بذور الإبداع وتعهدها وتحريرها من معيقات انطلاق الأفكار الخلاقة. وهكذا تبنى الأمم، وهكذا نفوق كعرب فنلندا واليابان، ونحصد من أجيالنا الواعدة أينع وأطيب الثمار. رانيا محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©