الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أدونيس يجمع التأمل الشعري والبصري في 51 لوحة

أدونيس يجمع التأمل الشعري والبصري في 51 لوحة
12 نوفمبر 2008 00:19
افتتح معالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في ''جاليري هنر ''بدبي، مساء أمس الأول، المعرض التشكيلي ''مقامات أدونيس''، واشتمل على إحدى وخمسين لوحة جمع فيها الشاعر المعروف والفنان ادونيس التأمل الشعري والبصري· وحضر الافتتاح معالي حميد القطامي وزير الصحة وعدد من الفنانين وجمهور من المهتمين· وفي اللوحات المعروضة التي استخدم فيها اسلوب التلصيق (الكولاج) تتحول قصائد الشاعر ادونيس إلى مادة اساسية في اعماله، حيث يقوم بتخطيطها على ورق وقماش، مستخدما الخط العربي المائل والدقيق، فاتحا أفقا لجمالياته البصرية التي تمتلك روحا يمتزج فيها الكلاسيكي والمعاصر، في إطار تجربة تقوم على التجريب، وتنطوي على قدر من التجريد بقدر ما تمتلك من التعبير· ويحاول الشاعر الفنان من خلال أعماله خلق مساحات للشعر، بقدر ما يمنح هذه المساحات لمسات فنية تجمع تكوينات من الظلال، ويستخدم بقع الأسود والأحمر في تشكيل صور أشخاص غير طبيعية، حيث يتخذ الإنسان في هذه الأعمال صورة تغريبية تتناغم مع المقول الشعري الذي تنطوي عليه اللوحة· لوحة أدونيس هنا هي جمع للتأمل الشعري إلى جانب التأمل البصري، وفي كلا الحالين فقارئ النصوص يظل مشدودا بينها وبين التكوينات اللونية الحارة، كما تبرز في العمل هذه التكوينات البارزة أو الغائرة من خلال عملية التلصيق، فيقف المشاهد على ثلاثة أعمال في آن واحد، الحروفية والنقش البارز والتلوين· الناقد زياد دلول يكتب في كتيب المعرض عن تجربة أدونيس في هذا المجال: في اللجوء إلى الكولاج الذي هو ضرب من ضروب النحت البارز والنحت الغائر تضاد وتعاكس مع الكتابة، الكتابة ملساء صقيلة كرافيكية، تسير على سطور في أنساق منضبطة، وفي اللغة العربية هي أفقية حصريا، أما الكولاج في قبالتها فهو عفوي وشاقولي ذو سماكات وملامس لا نهائية، ومسوغ استعماله كسر النسق الكتابي أو تحويل مساره· وهو بذاته ليس توضيحا للنص وليس من صلبه، بل هو نقيضه ومكمله في آن، كان به غاية في تغيير ورق الكتب إلى صفحات الرسم والنحت، صفحات تتذكر الكتابة بوصفها كلاما مرصوفا، وترى بها شبكات جرافيكية تدور حول الشكل الملصق وتتقاطع معه أو تجري من تحته، فتلتصق مقومات العمل بالصمغ أو بالمعنى أو بترتيب الفوضى، والاحتمالات، لكنها مقومات تبدو دائما مهددة بالانهيار، هشة ومائلة نحو مصدرها الأرض· ويكتب الناقد الألماني هاينريخ ديشيرينج حول هذه التجربة مفصلا في طبيعة ما تحيل إليه اللوحات من لقاء السحر الشرقي والغربي، ويوضح: ''كائنات أسطورية راقصة، تكوينات صخرية، رموز بخط سري في السحاب والطحلب والرمل، مضمون اللوحات التشكيلية للشاعر أدونيس، وما يحدث في ذلك العالم من الصور الغريبة يبقى بكل ما في الكلمة من معنى، بعيدا بشكله الساحر عن إمكانية قراءته، وتشكل هذه اللوحات في الوقت نفسه جزءا من كيان مستمر مكتوب، يبدأ بالقصيدة ويقوم بالوساطة بشكله الراقص بين الشعر والخط والصورة وبين اللغات الصورية في الشرق والغرب· لا يتعامل الشاعر مع الأبيات والمقاطع الشعرية الغنائية فقط، بل مع المقص والورق المقوى، ومع قطع من الجوخ والأقمشة، ومع إبر صغيرة، وخيوط · ويختم ديشيرينج بالقول ''بالشكل نفسه الذي اتصل به شعر أدونيس منذ الخمسينيات القصيدة العربية الكلاسيكية والسوريالية الفرنسية والتصوف الإسلامي وزرادشت بنيتشه في علاقة مثيرة معادة، تتأرجح لوحاته التشكيلية بين هذه المكونات كلها''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©