الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الجسد العربي مصاب بنقص المناعة وتخترقه الأوبئة بسهولة

الجسد العربي مصاب بنقص المناعة وتخترقه الأوبئة بسهولة
13 مايو 2015 00:40
دينا جوني - دبي لم يتفق المشاركون في الجلسة العامة الأولى التي حملت عنوان «اتجاهات تغير العالم» على أسباب إبتعاد الجمهور عن وسائل الاعلام التقليدي، في الوقت الذي يواجه فيها المجتمع العربي حرائق وصراعات فكرية وطائفية ومذهبية مرة واحدة. ففي الوقت الذي حمّل البعض وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية هذا الانفصال، واصفين انه «انقلاب اعلامي لم تتحدد معالمه»، اعتبر آخرون ان الخطاب اللاأخلاقي الذي تنتهجه وسائل الإعلام العربية هو السبب في ذلك، لافتين إلى أن وسائل الاعلام تتحدث عن المذاهب بطريقة غير مسؤولة. واعتبر إعلاميون وأكاديميون ان العالم العربي يعاني من نقص مناعة، وبالتالي فإن كل الأوبئة الاجتماعية تستطيع اختراق الجسد العربي، لافتين إلى ان هذا يعدّ أزمة بنيوية ساهمت في صعود جماعات متطرفة تحاول ملء الفراغ السياسي، والاقتصادي، والفكري. وتحدّث في الجلسة، د. ابتسام الكتبي، رئيس مركز الإمارات للسياسات وفواز جرجس، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، ونارت بوران المدير العام لقناة سكاي نيوز عربية ونبيل الخطيب رئيس التحرير التنفيذي في قناة العربية، وأدارت الحوار الإعلامية نوفر رمول بشبكة قنوات دبي التي أوضحت في بدايتها أن الجلسة ستحاول فهم الواقع العربي الأليم ومدى إسهام الإعلام العربي في رسم ملامح هذا المشهد المتغير. واعتبر المشاركون ان الاعلام العربي المقروء والمسموع يواجه تحديات فرضتها عليه الاحداث التي يعاني منها الوطن العربي، مما وضع الاعلام التقليدي في دائرة التساؤل حول قدرته على التأثير والتوجيه وبناء الوعي الجماعي للمجتمعات العربية، مؤكدين ان المشاهد العربي بدأ ينتقم من وسائل الاعلام التقليدية من خلال توجهه الى وسائل التواصل الاجتماعي . وقال فواز جرجس: «إن العالم العربي يواجه حاليا «أزمة بنيوية» وأزمة تراكم فشل لعدة عقود، ولا يمكن أن نسمي ما حدث مؤخرا بأنه ربيع عربي، ولكنه مرحلة تاريخية ثورية وصراع تاريخي محتدم وجذري بين أنظمة قديمة وأخرى حديثة، ولا يمكن فهم ظهور داعش إلا من منظور تداعي الجسد العربي السياسي». واستعرض المشاركون آلية التعاطي مع الأخبار المتعلقة بالمنظمات الارهابية، مؤكدين على ضرورة وضوح الرؤية ازاء تلك الحالات وعدم الاكتفاء بتمرير الخبر من دون رسالة توعية للجمهور، خاصة وان موضوع حجب الأخبار بات من الماضي نظرا الى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ولفت المشاركون الى ضرورة اعادة صياغة المبادىء والاخلاقيات الصحفية، كي لا ينتفي مفهوم الحيادية من وسائل الاعلام المملوكة من احزاب وفصائل سياسية تحمّل الخبر وجهة نظرها . وقال نبيل الخطيب: «إن المُشاهِد صرف النظر كليا عن وسائل الإعلام التقليدي، وهناك دراسات تشير إلى أن نحو 63% من الجمهور يعتقد أن وسائل الإعلام منحازة وغير موضوعية. وأشار الخطيب إلى أن التحدي يتمثل في أننا لم نصل حتى الآن إلى طريقة للتعامل مع الواقع العربي الجديد». وقال نارت بوران: «إن القنوات العربية أصبحت أشبه ما يكون بأحزاب وطوائف سياسية وعرقية، وكلما تعمقنا في هذا الاتجاه، كلما غرقنا فيه». وقال: «إن الإعلام العربي يشهد خطرا كبيرا يتمثل فيما يطلق عليه عملية «تبييض الأخبار» . واستشهد بوران ببرنامج «ألوان الطيف» الذي تبثه قنوات «سكاي نيوز» كنموذج ايجابي يحاول التركيز على الأقليات في العالم العربي بجانبها الايجابي. وحول حيادية الإعلام، قال نارت بوران إن هناك بعض الأمور التي لا يتعين أن نكون فيها حياديين مثل القضية الفلسطينية والخطر الإيراني مثلا. وعن عرض فيديوهات «داعش» الدموية، قال نبيل الخطيب إن قناته رفضت بث هذه الفيديوهات لأنها تؤذي مشاعر الأسر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©