عملت الزيادة الهائلة لمبيعات الهواتف الذكية على بلوغ أرباح شركة سامسونج إلكترونيكس رقماً قياسياً خلال الربع الأول من العام، ودفع بالشركة الكورية الجنوبية إلى تجاوز نوكيا لتصبح أكبر بائع هواتف محمولة في العالم.
وربما تكون سامسونج قد سبقت آبل كأكبر بائع هواتف ذكية في العالم رغم إنكار بعض المحللين لذلك نظراً للتفاوت الكبير في تقديرات إنتاج سامسونج. يكشف مصنعو هواتف محمولة آخرون أعداد ما ينتجونه من أجهزة، غير أن سامسونج توقفت عن ذلك منذ عام مضى.
غير أن بيانات الشركة المالية العامة أكدت على أهمية تحول سامسونج إلى الهواتف الذكية التي بعد بداية بطيئة تتحرك الآن أسرع من متوسط معدل هذا القطاع الصناعي.
كشفت سامسونج مؤخراً عن بلوغ أرباحها لربع العام الأول 5?05 تريليون وون (4?45 مليار دولار) بزيادة نسبتها 82% من أرباح ذات الفترة من العام السابق البالغة 2?78 تريليون وون. وزادت مبيعات الشركة 22% إلى 45?27 تريليون وون.
في فترة سامسونج الربعية القياسية السابقة - الربع الثالث من عام 2010 - أتت ثلاثة أرباع أرباحها البالغة 4?46 تريليون وون من نشاطها في مجال الرقائق. أما في آخر فترة ربعية فإن ثلاثة أرباع أرباحها أتى من الهواتف المحمولة.
يكفل نجاح الهواتف الذكية غطاءاً لأنشطة سامسونج الأخرى وخصوصاً قطاع الرقائق الذي طالما كان مصدر أرباحها الرئيسي، كشفت وحدة الرقائق عن هامش أرباح تشغيلية بلغ 9?5%، وهو يعتبر أدنى هامش منذ الربع الثاني من عام 2009، وكشفت أيضاً عن تراجع مبيعاتها بنسبة 13%. وأشار تنفيذيو الشركة إلى انخفاض حاد لأسعار رقائق الذاكرة التي تعتبر منتج الشركة الأكبر حجماً وأشاروا أيضاً إلى تراجع انتاجها بسبب ما يجري على المصنع من إصلاحات.
من خلال تحقيق الهواتف الذكية إيرادات وهوامش أرباح أكبر من الهواتف المحمولة العادية ضاعفت وحدة اتصالات سامسونج عائداتها وزادت أرباحها التشغيلية إلى ثلاثة أمثال ما تحقق من عام واحد مضى، بلغ هامش أرباح اتصالات سامسونج التشغيلية 18?4% ما يعتبر أعلى مستوى منذ عام 2004، كما شكلت الوحدة نصف إجمالي مبيعات الشركة.
أطلقت سامسونج نسخة جديدة من هاتفها الشهير المرتكز على نظام أندرويد تسمى جالكسي إس 3. وقال كيم هيون - جون نائب رئيس وحدة هواتف سامسونج: “نتوقع أن يكون أنجح هواتفنا الذكية على الإطلاق”. وتوقع هيون - جون أن هذا الهاتف سيسهم اسهاماً كبيراً في نتائج الربع الثاني من هذا العام.
غير أن رفض سامسونج الكشف عن بيانات مبيعات الهواتف المحمولة يجعل من غير الواضح بدقة مدى مضيها قدماً في التحول إلى الهواتف الذكية.
من المرجح أن تشكل هذه المسألة أهمية لكبار المستثمرين والمحللين الماليين الذين تركز توقعاتهم عن أداء أسهم الشركة في الأشهر القليلة الماضية تركيزاً متزايداً على الهواتف الذكية. كون سامسون آخر صناع الهواتف المحمولة افصاحاً عن النتائج، سعت مؤسسات بحوث السوق مؤخراً بكافة الوسائل إلى الحصول على معلومات أولية عن ربع العام الأول التي تفاوتت تفاوتاً كبيراً.
واتفق الجميع فيما يبدو على أن سامسونج سبقت نوكيا في مبيعات الهواتف المحمولة لتصبح الأولى للمرة الأولى. وكانت نوكيا التي لاقت صعوبة في التحول إلى الهواتف الذكية، قد كشفت عن انتاجها 82?7 مليون هاتف في الربع الأول من العام بتراجع نسبته 24% عن عام مضى، غير أن تقديرات المحللين لهامش سامسونج الفائز تراوح بين 700 ألف هاتف فقط (إيه بي إي للبحوث) وقرابة 10 ملايين هاتف (ستراتيجي أناليتكس للتحليلات الاقتصادية).
وبشأن الهواتف الذكية قدرت ستراتيجي أناليتكس بأن سامسونج سبقت مبيعات آبل البالغة 35?1 مليون جهاز بنحو سبعة مليون جهاز، غير أن آخرين يضعون سامسونج في المرتبة الثانية بعد آبل، حيث قدرت إي إتش آس آي سابلاي أن سامسونج لم تنتج سوى 32 مليون هاتف ذكي.
لم يعلق تنفيذيو سامسونج على ترتيب الشركة وسط منافسيها. وقالوا في أحد المؤتمرات الهاتفية مع محللين إن مبيعات الشركة تراجعت بنسبة 1% عن مبيعات الربع الرابع من العام الماضي.
ما يزيد الأمر ارتباكاً هو أن آخر مرة كشفت سامسونج عن أرقام مبيعاتها في الربع الرابع من عام 2010 خلطت أعداد الهواتف الذكية مع أجهزة الكمبيوتر اللوحية الشخصية (تابليت).
وفي الربع الأول من عام 2011 حين بدا وهن مبيعاتها من التابليت وبدأت مخاصماتها مع أبل على تصاميم الهواتف الذكية وبراءات اختراعها توقفت سامسونج عن تقديم أرقام تماماً.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
