الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصة ابتكارية في المجـال الدبلومـاســي

27 سبتمبر 2016 12:08
يشعر العديد من الناس في مقتبل العمر بالخوف من المستقبل، وعدم القدرة على تحديد أهدافهم وأحلامهم والمجال الذي يطمحون للعمل فيه، ولطالما كنت أستمع لنقاشاتهم وأحاديثهم عن هذا الخوف من المجهول. أما أنا فلم أعش الخوف هذا، فقد ساعدتني الفرصة التي حظيت بها في عام 2012 بالتدرب في سفارة الدولة بلندن في تحقيق حلمي. ومنذ ذلك الوقت وأنا أمضي قدماً بصمت وتخطيط في المسار الذي رسمته لمستقبلي المهني بأن أعمل في المجال الدبلوماسي، وأن أمثل بلادي بشكل مشرف يتماشى مع تميزها على المستويات كافة. خلال فترة التدريب تلك اكتشفت ماهية العمل الدبلوماسي، وأدركت أنه يقع في صلب صناعة القرارات السياسية على أعلى المستويات، وأن سفارات الدولة حول العالم لها دور كبير في صياغة السياسة الخارجية لبلادي وتحقيق أهدافها، وأن العمل الدبلوماسي ليس مجرد امتياز بقدر ما هو مسؤولية تصاحبها العديد من التحديات وتتطلب جهوداً جبارة وأشخاصاً متميزين بهمم عالية تمكنهم من تمثيل بلادهم وخدمتها على أعلى المستويات، وأيقنت بأن عمل الدبلوماسيين يمثل مسؤولية مهمة، وأنه لا يتمحور فقط حول العلاقات الاجتماعية وحضور الاحتفالات وإلقاء الخطب، وإنما هو تعهد بخدمة الدولة التي يمثلونها والحفاظ على قيم السلام والتسامح والاستقرار. إن قيادتنا الرشيدة تعي أن التحديات العالمية تتطلب عملاً جماعياً منظماً يجعل من السياسة الخارجية لدولتنا مثالاً يقتدى به على الساحة الدولية، وفي هذا الإطار فقد بذلت حكومتنا جهوداً جبارة واستخدمت مقاربات متعددة لتجعل من الإمارات دولة رائدة في الاستثمار بالعنصر البشري وتطويره. وبلادنا باتت أيقونة في استثمار المواهب واستخدام الأفكار الابتكارية والإبداعية في شتى المجالات لخلق فرص جديدة ومواجهة التحديات العالمية، وإنني أشعر بالفخر فعلاً بأن أكون جزءاً من هذه المنظومة المتميزة. بل وأعتقد بأن الدور الأهم في المرحلة المقبلة يكمن في الحفاظ على هذه المنظومة الابتكارية وتطويرها بشكل دائم ومستمر، والسعي لرفعة دولة الإمارات لتكون الأولى في مختلف المجالات وعلى رأسها العلاقات الدولية. وفي هذا الإطار كان لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والذي أصبح بشخصيته القيادية المتواضعة مثلي الأعلى، دور مهم في النجاحات المستمرة لدولة الإمارات من خلال العمل على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية والتركيز على بناء الجسور وتمتينها مع كل دول العالم، من خلال تدعيم وتطوير سياستنا الخارجية وبث روح الإبداع والابتكار فيها، ومن أهم جهوده في هذا المجال تأسيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية التي تعتبر منصة وطنية للتدريب والبحث في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية، والتي أفتخر لكوني من بين خريجي الدفعة الأولى لطلابها. وخلال الشهور التسعة الماضية، قدمت الأكاديمية لطلابها تجربة ذات أبعاد عالمية، بدءاً من اختيارها نخبة متميزة من السياسيين وصناع القرار ورجال الأعمال الإماراتيين والأجانب ليشاركونا خبراتهم ويثروا معارفنا في كل المجالات ذات الأهمية من خلال محاضرات ألقوها خلال العام الدراسي، مروراً بوضعها منهاجاً دراسياً مكثفاً، وصولاً إلى مشاركتنا في العديد من الدورات المتعلقة بتطوير قدرتنا الذاتية واكتسابنا لمهارات التفاوض والوساطة في العلاقات الدولية. لقد أمّنت الأكاديمية لنا منصة حوار حضاري، الأمر الذي منحني وزملائي الفرصة لتبادل الآراء والخبرات وتطوير قدراتنا التواصلية والحوارية. إن الصداقات التي كونتها في الأكاديمية مع مجموعة من ألمع الشباب الإماراتيين كانت استثنائية، وأعتقد أنها ستستمر مدى الحياة، تماماً مثل الخبرات والمعارف التي اكتسبتها هناك، وذلك ينطبق أيضاً على طموحي بأن أساهم بشكل فاعل في تحقيق أهداف السياسة الخارجية لبلادي، وأن أخدم هذا الوطن في كل المجالات. وها أنا الآن أشارك زملائي في الاستعداد لحفل تخرجنا في التاسع من أكتوبر لعام 2016، وكلنا فخر بما حققناه سوية خلال تسعِة شهور قضيناها في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية. وسيعود يوم التاسع من أكتوبر في كل عام ليذكرنا بتجربتنا في هذه المؤسسة والتي كانت لنا بمثابة المنصة الابتكارية التي عبرنا من خلالها نحو آفاق جديدة في المجال الدبلوماسي. فاطمة يوسف إبراهيم محمد أكاديمية الإمارات الدبلوماسية .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©