أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس أن مصر تعمل على محورين لحل الأزمة السودانية، هما تحقيق المصالحة الوطنية في السودان، وتأجيل أي اتهام قد توجهه المحكمة الجنائية الدولية إلى الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير بشأن ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غربي البلاد، فيما أطلق منتدى سياسي في الخرطوم ''مبادرة أهل السودان'' لحل أزمة الإقليم·
وقال أبو الغيط في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ''إن السودان يمر بظروف صعبة جداً، ففيه أكثر من مشكلة· فيه مشكلة خاصة بدارفور وعلاقة الشمال بالجنوب التي تحكمها اتفاقية شاملة وقعت عام 2005 ومصر كانت شاهدة عليها''· وأضاف ''لقد طلبت مصر من جامعة الدول العربية، منذ عدة أشهر ومع ظهور اتهام مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو للرئيس البشير، أن تقوم بجهد مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتطبيق القانون الأساسي للمحكمة و استغلال المادة 16 فيه التي يستطيع مجلس الأمن الدولي من خلالها أن يطلب من المحمكمة وضع هذا الأمر جانباً لمدة عام قابل للتجديد''· وأوضح ''لا يجوز اتهام رئيس دولة في ظروف توتر يمر بها المجتمع، فمشكلة دارفور غاية في التعقيد''· وخلص إلى القول''إننا نستطيع خلال هذه الفترة، بجهد عربي مصري أفريقي دولي، أن نحقق مصالحة في السودان وبالتالي نعمل على محورين محور المصالحة ومحور تأجيل أي اتهامات أو أي تناول من قبل المحكمة لهذا الموضوع''·
في غضون ذلك أصدر منتدى ''مبادرة أهل السودان'' الذي يتألف من وزراء سياسيين في حزب ''المؤتمر الوطني''الحاكم وأحزاب المعارضة توصياته للحكومة السودانية وأهمها توجيه دعوة جديدة إلى وقف إطلاق النار في دارفور وإطلاق سراح السجناء السياسيين ودفع تعويضات للمهجَّرين وتعيين نائب للرئيس السوداني لشؤون الإقليم·
وذكر المنتدى في تقرير وزعه على الصحفيين أنه أوصى ببدء وقف لإطلاق النار من جانب واحد ودعوة جميع الفصائل في دارفور إلى وقف ''الأعمال العدائية وبدء محادثات سلام مع الحكومة· لكنه لم يوضح ما إذا كان إطلاق سراح السجناء السياسيين يشمل 50 رجلاً حُكِم عليهم بالإعدام بعد اتهامهم بالمشاركة في هجوم مسلحي ''حركة العدل والمساواة'' المتمردة في دارفور على أم درمان توأم العاصمة السودانة الخرطوم في شهر مايو الماضي ·
وقال إنه يجب تعديل دستور السودان واتفاقية السلام الشامل الموقعة مطلع عام 2005 بين الحكومة والسودانية و''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' المتمردة سابقاً في جنوب البلاد لإيجاد منصب نائب ثالث للرئيس مختص بشؤون دارفور·
من جانب آخر، ذكرت قوة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور أن جندياً نيجيرياً من أفرادها جُرِح في ذراعه عندما هاجم رجال مسلحون بالبنادق والقذائف الصاروخية دوريته بالقرب من قاعدتها في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور أمس الأول· وقالت في بيان رسمي إن المهاجمين سرقوا سيارة تابعة لها· ووصفت الهجوم بأنه عمل ''خسيس وقع دون استفزاز'' ويعد انتهاكاً للقانون الدولي·
عدد اليوم
