قمة الشغب في برلمان الحكام

أكد شهود العيان سواء حكم الساحة أو المراقب أنهم لم يتمكنوا من مشاهدة الأحداث كاملة باستثناء بداية اندلاع الشرارة عندما توجه الألماني شايفر مدرب العين نحو محمود حسن لاعب النصر في مناوشة قرب الخط الجانبي للملعب، سرعان ما اندلعت بعدها أحداث الشغب المؤسفة في لقاء النصر والعين الأسبوع الماضي في الجولة الخامسة لدوري المحترفين لكرة القدم· جاء ذلك خلال ''برلمان الحكام'' في اجتماعه الأسبوعي لتحليل أهم اللقطات التحكيمية والأخطاء التي وقعت خلال الأسبوع، وأكد الشهود أن الأحداث الساخنة وقعت في ممر ضيق مزدحم لا يمكن للحكام التواجد فيه خشية التداخل في الأحداث ووقوع إصابات، كما أنه ليس من وظيفة الحكام أو المراقب مغادرة الملعب والزج بأنفسهم وسط أحداث الشغب بما يعرضهم لأية مخاطر بدعوى متابعة وضبط الجناة لتدوين أسمائهم في التقارير· حضر الاجتماع فاروق بوظو الخبير الدولي في التحكيم والذي أكد نفس المعنى، مشيراً إلى أن وظيفة طاقم التحكيم لا تتطور إلى ملاحقة الأحداث بأي صورة من الصور تعرضهم للمخاطر، وأنه لم يكن من واجب الحكام التوجه إلى الممر الضيق الذي وقعت فيه الأحداث لمتابعتها وتدوينها في التقارير· أدار الاجتماع جمال الغندور السكرتير الفني للجنة الحكام وقال في مقدمة الجلسة: ''لنا دور ولنا سقف لا نستطيع أن نتعداه، وهناك خطوط حمراء لا يتجاوزها الحكام، لكن هذا لا يعني أن نهمل في أداء واجبنا بعد المباراة، لأن دور الحكم لا يتوقف مع نهاية اللعب وقد كفل القانون للحكم بعد صافرة النهاية استخدام البطاقات لمواجهة أي سلوك قد يقع خارج الملعب فما بالنا لو كانت حالة شغب· وأضاف: ''لم نكن شركاء في المشكلة، لكن النقض حدث في جانب واحد وهو تسجيل الأحداث في التقارير التي كان يستحيل على الحكام والمراقب متابعتها بدقة، لأن الوقائع كلها حدثت في ممر ضيق مزدحم لا يمكن لأحد أن يرى ما فيه · واستدعى الغندور الحكم الدولي علي حمد الذي أدار اللقاء ليشرح الوقائع فقال: ''كنا نستشعر حجم المباراة، فاتفقت والمساعدين على ألا يفوتنا شيء داخل الملعب وقد أدينا واجبنا على الوجه الأكمل، وبعد النهاية كنا وسط الملعب وبعد أن صافحنا اللاعبين لاحظنا حركة غير عادية داخل الممر المؤدي لغرف تبديل الملابس وعندما التقينا مراقب المباراة عند خط التماس أكد أنه شاهد شايفر يحاول أن يستفز لاعب النصر، ثم اختلط الحابل بالنابل ووقفنا نحن الأربعة في مكاننا على خط التماس نحاول أن نشاهد شيئاً مما يحدث، لكننا من هذا الموقع لم نستطع مشاهدة تفاصيل الوقائع داخل الممر وشاهدنا فقط بعض الأحداث التي وقعت بين الجماهير وقمنا بتدوينها · وتوجه الغندور بالسؤال إلى فاروق بوظو حول دور الحكم الرابع بعد المباراة وأين يتواجد في مثل هذه الأحداث· وقال بوظو: ''الحكم الرابع يمكنه المساعدة في حالة حدوث احتكاك بين اللاعبين وأن يتابع الموقف في الحدود التي لا تعرضه للمخاطر، لكن طاقم الحكام يحب أن يخرج بعيداً عن هذا النطاق، وألا يتدخل في الأحداث أو يزج بنفسه وسطها حتى لا يكون عرضة للاتهام بأنه له دور فيها وليس لطاقم التحكيم أن يكون طرفاً في معترك يقع بين الجماهير أو لاعبي الفريقين ومن واجب الحكم الرابع في هذه الحالة الحفاظ سلامة طاقم التحكيم وإبعاده عن أية مشادات أو أحداث شغب دون التدخل لأن هناك رجال أمن هم المنوط بهم هذه الوظيفة وهم المسؤولون عن تأمين جميع الأطراف وتوفير الحماية اللازمة · بعد ذلك توجه الغندور بالسؤال إلى الحكم الرابع إبراهيم كامل الذي شوهد متوجهاً نحو البوابة باتجاه الأحداث فماذا كان يفعل؟ قال إبراهيم كامل: ''بعد صافرة نهاية المباراة وعندما كان اللاعبون على الخط الجانبي للملعب متوجهين إلى الخارج شاهدت شايفر يندفع نحو لاعب النصر بطريقة مستفزة فقام زملاؤه ومنهم حارس مرمى النصر بفض الاشتباك منعاً لتطور الأحداث ثم اشتعل الموقف بعدها لدى دخول اللاعبين إلى الممرات المؤدية إلى غرف تبديل الملابس فحاولت الاقتراب قليلاً لمتابعة الأحداث فشاهدت البرازيلي دياز مهاجم العين وقد اشتبك مع بعض لاعبي النصر وكنت في موقع قريب ولا يمكن في نفس الوقت أن أكون عرضة لأية مخاطر أو تطالني أحداث الشغب· ورد فاروق بوظو على الحكم الرابع قائلاً: ''رأيي الخاص أن حرصك كان يجب أن ينصب على طاقم الحكام أكثر من أي شيء آخر، وكان يجب أن تتوجه إلى الحكام لتأمينهم بعد الصافرة، لأن الأطراف التحكيمية ليس لها دور فيما حدث داخل الممرات فإذا شاهدت شيئاً وأنت تؤدي وظيفتك الأساسية بما يفيد في تسجيل الأحداث فلا مانع وإن لم تشاهد فلا غبار عليك · وتوجه الغندور بالسؤال إلى فاروق بوظو عن هوية الشخص المسؤول عن تغطية مثل هذه الأحداث حال وقوعها·· ورد بوظو بأن المراقب الإداري هو المسؤول وليس مراقب الحكام لكن الدوري الإماراتي حتى الآن يعتمد على شخص واحد يقوم بالوظيفتين بمعنى أن مراقب الحكام هو أيضاً المراقب الإداري والمفروض أن يكون هذا غير ذاك· حمّل مسؤولية إيقافه مباراتين إلى وسائل الإعلام شايفر: قرارات لجنة المسابقات ظالمة وتشوه سمعتي اللاعب محمود حسن وجه لي ألفاظاً نابية صلاح سليمان، العين ـ أبدى الألماني وينفرد شايفر مدرب فريق الكرة الأول بنادي العين عدم رضاه عن القرارات التي أصدرتها لجنة المسابقات بحقه في اجتماعها الأخير وإيقافه مباراتين وتغريمه 4 آلاف درهم، وذلك على خلفية المشاكل التي شهدتها مباراة العين والنصر وأقيمت يوم الجمعة الماضي، ضمن مباريات الجولة الخامسة من بطولة دوري المحترفين· ووصف مدرب العين قرارات لجنة المسابقات بأنها ظالمة ومجحفة في حقه وتسيئ بشكل صريح إلى سمعته ومشواره في عالم التدريب· وقال: لا يستحق هذه العقوبة غير عادية غير عادلة، واحمل بعض وسائل الإعلام مسؤولية ذلك، لانها لم تتعامل بشكل احترافي وبطريقة غير مقبولة، وفسرت صورتي وانا أركض عقب اللقاء داخل المستطيل الأخضر نحو لاعب النصر محمود حسن بأنها بداية الشرارة للأحداث · وأوضح شايفر أنه ركض باتجاه اللاعب ليهدئ من ثورته وليحتوي المشكلة قبل أن تتفاقم، بعد أن لاحظ أن اللاعب كان يريد الاشتباك مع لاعبي العين· كما ذكر أنه حرص على الذهاب إلى جماهير العين والحديث معهم حيث طالبها بعدم الدخول في أي مشاكل لأنهم ينتمون إلى نادٍ كبير· وقال شايفر: اللاعب محمود حسن وجه لي ألفاظاً نابيه باللغة الإنجليزية أثناء سير المباراة، مما يعد خروجاً صريحاً عن الروح الرياضية التي ينشدها الجميع · وعبر شايفر عن دهشته بوجود إعلاميين لم يتابعوا الحــدث عن قربٍ ولم يتواجدوا عــلى ملعــب المبـــاراة، ومــع ذلك ظلوا يطلقــون الأحكـــام من داخل الاستديوهات، وفقاً للصور المعروضة أمامهم، وأبدى استغرابه حول عدم الاتصال به من القنوات التليفزيونية ليوضح موقفه ويدافع عن نفسه· وقال: الكثيرون يتهمونني بأنني دائماً أفتعل المشاكل منذ أن كنت مدرباً لفريق الأهلي، وهذا الكلام غير صحيح استناداً إلى مشواري وتاريخي الكروي · وأضاف: عملت مع فريق العين منذ ديسمبر من العام الماضي، ولم يحدث أن حصلت على لفت نظر ناهيك عن انذار أو إيقاف حتى جاءت مباراة النصر · بعد استعراض وقائع الضرب توصية بتشديد عقوبات الخشونة لحماية النجوم البرلمان يؤكد أن عبدالله سهيل كان يستحق الطرد شدد ''برلمان الحكام'' في توصية نهائية تمخض عنها الاجتماع على ضرورة الحزم تجاه الخشونة المتعمدة وعدم التردد في اتخاذ الإجراء اللازم سواء بالإنذار أو الطرد تجاه أي لاعب يتعمد إيذاء زميل، وذلك حفاظاً على سلامة جميع اللاعبي، خاصة الموهوبين باعتبارهم أكثر عرضة للخشونة من غيرهم· وقال الغندور: أصبح الحفاظ على المواهب هو ''حديث الساعة'' بعد مباريات الأسبوع الخامس، حيث تعرض للخشونة المتعمدة أكثر من لاعب موهوب بينهم اسماعيل مطر نجم الوحدة وحسن الحمادي نجم الأهلي وفالديفيا نجم العين، ومن واجب الحكم ان يتصدى لمثل هذه الظاهرة، لكنه لا يملك سوى البطاقات الحمراء والصفراء وهي ليست كافية للقضاء على هذه الظاهرة تماماً، وقد تحدث اصابة جسيمة تنهي حياة نجم في الملاعب دون أن يرتكب منافسه مخالفة، الأمر الذي يؤكد ضرورة ان ينبع المبدأ من اللاعبين أنفسهم ليكونوا أكثر حرصاً على سلامة زملائهم · وقال الغندور لدى استعراضه بعض الألعاب الخشنة التي وقعت خلال المباريات: ''اننا رصدنا 3 حالات كانت تستحق الطرد، واكتفى خلالها الحكام بالانذارات خلال المباريات الثلاثين التي اقيمت في المسابقة حتى الآن بنسبة خطأ تصل الى 10% وهي نسبة كبيرة والمفترض أن يتشدد الحكم اكثر تجاه الحالات التي تستوجب الطرد · واستعرض الاجتماع في لقطات من مباراة الشارقة والوحدة حالة خشونة متعمدة في الدقيقة 80 من المباراة ارتكبها عبدالله سهيل مدافع الشارقة ضد اسماعيل مطر نجم الوحدة قرب خط الـ18 واكتفى الحكم باشهار البطاقة الصفراء، فيما كانت اللعبة تستوجب الطرد · وعلق الغندور قائلاً: ''هناك ثلاث حالات للخشونة هي الإهمال والتهور واستخدام القوة الزائدة وينبغي للحكم أن يتخذ تجاه كل منها الإجراء المناسب · وقال فاروق بوظو: ''ان قوانين اللعب لا تدعو الحكام الى منح النجوم ميزة اضافية كونهم نجوماً، لكن عليهم حمايتهم، وهناك حسب ملاحظاتي من كان يتعمد الإيذاء والخشونة تجاه أصحاب المهارات وهم قلائل، ومن واجب الحكم الحفاظ عليهم، وربما يكون في استخدام البطاقة الحمراء ما يردع اللاعبين الذين يتعمدون الإيذاء ويمنح غيرهم رسالة واضحة بأنهم سينالون الجزاء اذا ما ساروا على نفس النهج · واضاف بوظو: ''حماية اللاعب واحدة من ثلاثة أسس انصبت عليها قوانين كرة القــدم، فاللاعب الذي يذهب مباشرة الى قدم المنافس دون الكرة نفســها هو لاعب مهمل لاسيما اذا توجهــت خشــونتــه صـــوب المناطـق الحساسة مثل الكاحل والركبة ومن واجب الحكم طرده دون تردد · وفي ختام المؤتمر أوصى الغندور حكام الكرة بضرورة التشدد تجاه الألعاب الخشنة وتطبيق القانون دون أية حسابات أخرى والتصدي لظاهرة الخشونة· حمد الشيخ استحق التصفيق مساعد الحكم ألغى هدفاً صحيحاً لعجمان في مرمى الظفرة صفق الحضور للحكم حمد الشيخ الذي أدار لقاء عجمان والظفرة بعد استعراض 18 حالة خلال اللقاء الذي أداره وكان المشهد الختامي رائعاً عندما توجه لاعبو الفريقين الى الحكم وحرصوا على تقبيله بعد مصافحته في اعتراف من الجانبين بنزاهة وكفاءة الحكم ما دعا زملاءه في القاعة لدى متابعة التسجيل الى التصفيق لتحيته، علما بأن المباراة كانت أول تجربة له في الدوري هذا الموسم· وأوضحت الحالات التي تم استعراضها ان مساعد الحكم أخطأ في إلغاء هدف صحيح لفريق عجمان في الدقيقة الخامسة لما رفع رايته مشيرا الى وقوع تسلل فيما لم يكن اللاعب الذي أحرز الهدف متسللا ووصلته الكرة من مدافع· الحكام اختلفوا في الرأي هل تعمد ماجد ناصر إصابة الحمادي؟ اختلف الحكام حول واقعة الخشونة التي ارتكبها ماجد ناصر حارس الوصل تجاه اسماعيل الحمادي مهاجم الأهلي في الدقيقة 68 من مباراة الفريقين عندما كانت الكرة متوقفة وحاول الحارس ان يمد يده الى الحمادي وهو ساقط على الأرض ليساعده على النهوض، لكنه جذبه بشدة فاصطدم وجه الحمادي بكتف ماجد وأصيب جراء ذلك بقطع في الشفة ونزيف في الفم · رأى جمال الغندور ''الواقعة غير متعمدة، وان الحمادي كان يدير وجهه للخلف وقت النهوض ليتابع الملعب ولو كان قد نهض متخذاً الوضع الصحيح لما تعرض للإصابة''· واختلف أغلب الحكام من حضور المؤتمر في الرأي مؤكدين ان ماجد تعمد جذب الحمادي، ليصطدم بكتفه ومن ثم وقعت الإصابة· إشادة بكرم والعاجل أشاد الغندور بالحكم عبدالله العاجل الذي أدار لقاء الجزيرة والشعب، مؤكداً انه سيدير مباراة كل اسبوع اذا استمر على هذا النحو، الأمر الذي ينطبق ايضا على كل الحكام الجيدين· كما أشاد الغندور بالحكم عبدالله كرم الذي أدار لقاء الخليج والشباب، مشيرا الى انه كان موفقا في احتساب ضربتي جزاء غاية في الصعوبة بواقع واحدة لكل فريق، مؤكدا أن الحكم اتسم بالسرعة والجرأة في اتخاذ القرارات·