سرمد الطويل، وكالات (عواصم)
كشف مسؤول وحدة الآليات العسكرية الثقيلة بالجيش العراقي أمس، إنشاء قاعدة عسكرية أميركية بمنطقة زمار غرب الموصل، للإشراف على معركة تحرير قضاء تلعفر غربي محافظة نينوى، مضيفاً أن قوات أميركية خاصة ومستشارين، تمركزوا في الموقع الذي اكتملت أعمال البناء فيه بنسبة 50?. بينما أعلنت الشرطة الاتحادية، أمس عن مقتل ما يسمى «القاضي الشرعي لداعش» الإرهابي عبد الستار محمد علي المكنى «بأبي الحكم الاعور» بتبادل نيران لدى مداهمة سرداب كان يختبئ به في شارع مكاوي بمدينة الموصل القديمة.
وأفاد مسؤول محلي أن «داعش» بدأ بتفكيك ما أسماه «المربعات الأمنية» التي أقامها في قضاء تلعفر صيف 2014، بغرض تعزيز قبضته على المنطقة من خلال فتح مقرات محاطة بمنازل عوائل قياداته ومسلحيه ومؤيديه وإخضاعها إجراءات مشددة، وذلك بعد أن أصبحت المربعات أهدافاً مباشرة للضربات الجوية. بالتوازي، أسفر سقوط قذيفة هاون عن مصرع مسؤول خطوط الصد المتقدمة لتنظيم «داعش» في تلعفر مع أحد مرافقيه، أثناء تفقده أمس، بعض محاور المواجهة الأمامية، تحسباً لمعركة التحرير المرتقبة. في الأثناء، واصل «داعش» بربريته المعهودة، بإقدامه على إعدام 27 مدنياً معتقلاً لديه من أهالي قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك، فيما أكد السكان أن التنظيم الإرهابي درج مؤخراً على تنفيذ مجازر جماعية بحق رهائنه الذين يخالفون تعاليمه.
ونقلت تقارير إخبارية عن المقدم مهدي الخفاجي المسؤول عن وحدة الآليات العسكرية الثقيلة بالجيش العراقي تأكيده أمس، إنشاء قاعدة عسكرية أميركية قرب قضاء تلعفر غربي محافظة نينوى للإشراف على عملية تحرير القضاء من سيطرة «داعش»، مشيراً إلى أن وصول قوات أميركية خاصة ومستشارين بمركبات مصفحة إلى موقع القاعدة وتمركزهم فيها. وذكر الخفاجي أن إنشاء القاعدة جاء بموجب مشاورات جرت بين قوات أميركية وعراقية الجمعة الماضية، بمنطقة زمار غرب الموصل، مبيناً أن الفرق الفنية والهندسية أتمت أكثر من 50% من أعمال الإنشاء بالموقع. وأضاف أن من المقرر أن تستخدم القاعدة العسكرية في الإشراف على عمليات تحرير قضاء تلعفر غربي محافظة نينوى من قبضة التنظيم الإرهابي.
من جهته، قال الضابط في قيادة عمليات نينوى العقيد أحمد الجبوري، إن إنشاء القاعدة الأميركية يعزز تحرك القوات العراقية تجاه تلعفر، مبيناً أن العمل منصب حالياً على تهيئة مدرج لهبوط وإقلاع الطائرات الحربية التي من المحتمل أن توفر الدعم اللوجستي خلال العملية. وفي سياق الحشد للمعركة المرتقبة، ذكر الجبوري أن الكثير من القطعات العسكرية البرية المشتركة أخذت بالتوافد، وعلى نطاق واسع باتجاه قضاء تلعفر، لافتاً إلى أن نحو 30 دبابة و190 مركبة مدرعة و100 جرافة و200 مدرعة كاسحة للألغام وأكثر من 500 مركبة مصفحة نوع همر، ستشارك في تحرير تلعفر من سيطرة «داعش».
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر محلي بمحافظة نينوى، أمس، أن التنظيم الإرهابي بدأ بتفكيك «المربعات الأمنية» التي أنشأها عقب سيطرته على القضاء صيف 2014. وذكر المصدر نفسه، أن تواتر عمليات القصف المركزة على مقار ومواقع تجمع «الدواعش» والضربات الجوية الدقيقة لمضافات تضم قيادات بارزة في «داعش» دفعت الأخير إلى البدء بإنهاء ملف المربعات الأمنية هي تكتيك استخدمه التنظيم المتشدد لتعزيز قبضته على تلعفر من خلال فتح مقرات، تحيط بها منازل، تضم عوائل قياداته ومسلحيه ومؤيديه وتعزيزها بإجراءات مشددة. ولفت إلى أن المربعات أصبحت نقطة استهداف مباشرة للقوة الجوية ما أجبر التنظيم على البدء بتفكيكها وإخراج عوائله إلى مناطق أخرى، مشيراً إلى أن «داعش» بات مقتنعاً أن معركة تلعفر خاسرة بالنسبة له لذا يحاول تقليل خسائره البشرية وإخلاء ما تبقى من مقراته ونقله عوائله إلى مناطق بعيدة عن القصف. إلى ذلك، تزايد التوتر بين السكان مع استمرار إغلاق مناطق الساحل الأيمن بالموصل القديمة وحظر التجوال الشامل الذي فرضته القوات الأمنية أمس الأول، بعد تأكيد شهود أن مجموعة من «الدواعش» خرجت بشكل مباغت من أحد الأنفاق بالمنطقة، وتمكنت من الاختباء بمنازل.
عدد اليوم
