معرض «الصور العملاقة» يطلع المغاربة على ملامح الإمارات الحضارية

على بعد أمتار قليلة من سور برج القمرة البرتغالي المطل على بحر أصيلة الهادئ، أقامت هيئة أبوظبي للثقافة والفنون معرض “الصور العملاقة” في إطار مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة، كضيف شرف في الدورة الـ 32 من موسم أصيلة الثقافي الدولي. ويقدم المعرض صوراً من التراث المعماري في الإمارات، كما يعرف من خلال صور عملاقة وشديدة النقاء، بأصناف عديدة من نخيل التمر. كما يقدم ملامح من القيم التقليدية الإماراتية الأصيلة، ومشاهد تعرّف بالزراعة واستخراج الموارد البحرية، كما يعرف الزائر المغربي بجوانب من المعمار الإماراتي، والتراث الرياضي كالصيد بالصقور، وجمع اللؤلؤ. فضلاً عن التعريف بالنهضة الصناعية والتعليمية في الإمارات. قالت ليلى محمد: “أنا سعيدة بزيارة هذا المعرض الذي قربني من الشعب الإماراتي الشقيق، كما أتاح لي التعرف إلى الحياة اليومية والتقاليد الشعبية الإماراتية، وزيارة هذا المعرض فرصة ذهبية لأعرف الكثير عن الموروث الشعبي الذي تزخر به دولة الإمارات”. وأضافت: “شعرت وأنا أغادر المعرض أن هناك جوانب مشتركة عديدة تجمع بين عادات المغرب والإمارات، وأتمنى أن ينتقل هذا المعرض إلى مدن كبرى من مختلف المناطق المغربية كمراكش، فاس، طنجة، الدار البيضاء، الرباط حتى يتعرف الشعب المغربي إلى تراث الشعب الإماراتي الشقيق، وما تزخر به بلادهم من نهضة حضارية”. من جهته، قال الطالب الجامعي فريد عبدالله “فرحت بالزيارة أولاً لأن هذا المعرض عرفني بعادات وتقاليد الشعب الإماراتي، وثانياً لأنه أتاح لي فرصة مشاهدة (برج القمرة)، الذي لا يفتح أبوابه إلا في مناسبات معينة، وأشكر هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على إقامة هذا المعرض في هذا المكان العريق والمتفرد بتصميمه وشموخه”. ويعتبر “برج القمرة” جوهرة معمارية ترصع تاج مدينة أصيلة، ويعود تاريخ إنشائه إلى القرن الـ 15 الميلادي، حيث بناه البرتغاليون ليكون مخزناً لحفظ ماء الشرب، والقمح ومؤونة الجنود. كما كان يستغل لحفظ الوثائق والعقود والخرائط والكتب النفيسة. وكان يطلق على برج القمرة “صومعة التكريم” أو الشرف. وبرأي المؤرخ مصطفى المهماه، فإن بناء هذا الصرح يعود إلى أن امنويل أحد ملوك البرتغال أمر بأن يبني برجاً شاهقاً مقابلاً للجهة الغربية من شبه الجزيرة الإيبيرية التي تقع فيها مدينة لشبونة حتى تتمكن الأميرة من رؤية البرتغال من دون حجاب. والبرج مكون من طابقين العلوي للأميرة، وللمجلس الاستشاري العسكري، والسفلي سجن وبدأت الأشغال فيه سنة 1505. وتعد هندسة برج القمرة مستطيلة الشكل وبني من الحجارة الصلبة، والجير وارتفاعه يزيد عن خمسين متراً، وعرضه أكثر من عشرة أمتار، ونوافذه مربعة الشكل مقوسة على شكل دائري في الأعلى، وبأعمدة رخامية أو حجرية منحوتة.