الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظواهر «ديجافو» و «على طرف لساني»

29 يوليو 2010 21:09
إن “ديجافو” كلمة فرنسية تعني شوهد من قبل، أطلق عليها هذا الاسم العالم “إمِيل بواراك” في كتابه “مستقبل العلوم النفسية”، كما تطرق لها العالم النفساني “سيجموند فرود” في عدد من مقالاته. وهي ظاهرة تحدث لكثير من الناس وتتمثل في شعور الشخص بأنه عاش الأحداث من قبل أو مر من مكان ما من قبل، أو سبق له أن رأى شخصاً ما في السابق. وقد اختلف علماء النفس والأعصاب والاجتماع في تفسير هذه الحالة، فالباحث الإنجليزي “فريدريك دبليو” يقول إن العقل الباطن يسجّل معلومات في فترة قريبة مع العقل الواعي، وهو ما يجعل الشخص يتوهم أنّه مرّ بالتجربة، وهذا أمر يرتبط بنظام الجهاز العصبي وطول الذاكرة أو قصرها. ويعزو بعض المحللين النفسيين حدوث هذه الظاهرة إلى الخيال البسيط لدى الإنسان، فيما ينسبها آخرون إلى خلل لحظي في الدماغ يدوم لثوان معدودة ثم يتلاشى. ويذهب آخرون إلى القول إنها جزء خافت مجهول من ذكريات الطفولة. وتختلف ظاهرة “ديجافو” عن ظاهرة “جامي فو”، فهذه الأخيرة تعتبر نقيض الأولى، إذ تتمثل في شعور الشخص فجأة وفي مكان مألوف لديه أن ذلك المكان صار غريباً عليه تماماً. ويقول بعض الأطباء إن حصول ذلك يحدث بسبب تأخر وصول الدم من الفص الصدغي الأيمن إلى الأيسر بعد أن يكون المشهد أصبح ذكرى بالنسبة للفص الأيسر. وخلافاً لما قد يعتقد الناس، فإن أكثر الفئات العمرية “إصابةً” بهذه الحالة هي فئة الأطفال والشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و25 عاماً. كما أن تكرار هذه الحالة قد تكون مؤشراً عن احتمال إصابة الشخص في فترات لاحقة بنوبات الصرع أو القلق، والاكتئاب في حالة “جامي فو”. وتشبه الحالتان إلى حد ما ظاهرة “على طرف لساني” التي تحصل للشخص عندما يعرف شيئاً وتعجز ذاكرته عن استرجاعه في الوقت المناسب، إذ ترتبط جميعها بعمل وظائف الجهاز العصبي. ويجمع الأطباء وعلماء النفس والاجتماع على أن لا علاقة لهذه الحالة بأي مرض عضوي. ويرى بعض المحللين النفسيين أن حصول هذه الحالة قد تعكس رغبةً حقيقيةً مكبوتة، أو نداءً داخلياً يصدره لاوعي الإنسان. وهناك تفسير ديني لهذه الظاهرة يفيد بأنه عندما أخذ الله عهداً من آدم ومن من ذريته، رأى الناس أعمالهم ووقعت أنظارهم على بعض، ولذلك فهم يتذكرون بعض الوجوه التي يرونها في الحياة الدنيا الحقيقية أحياناً. ويقول بعض المفسرين المسلمين إن الحديث النبوي “الأرواح جنود مجندة، ما تآلف منها اجتمع، وما اختلف منها افترق” تندرج في هذا الإطار، إذ يحدث أن ينشرح قلب الشخص إلى إنسان آخر من أول لقاء، أو عند أول تعامل، فيشعر وكأنه يعرفه من مدة طويلة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحالات النفسية كانت مصدر إلهام للروائيين وكتاب السيناريو ومنتجي الأفلام السينمائية، وكذا ممثلي الكوميديا، إذ تقمص العديد من أبطال الروايات شخصيات تصيبها بعض هذه الحالات النفسية، وإنتاجات فنية مختلفة تجسد هذه الظاهرة وتحاول تفسيرها من زوايا مختلفة وبطرق متباينة تتوزع بين التناول الجدي والعلمي والكوميديا الاجتماعية الساخرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©